الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخباري: المعارضة والموالاة تقللان من أهمية تصريحات امريكية حيال استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي
دمشق 26 ابريل 2013 (شينخوا) مرة اخرى يعود موضوع استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام السوري الى الوجهة ،وهذه المرة بقوة كبيرة ، عبر اتهام الولايات المتحدة الامريكية النظام السوري باستخدامه هذا السلاح على الاقل مرتين، وتأكيدها انه " تجاوز الخط الأحمر"، ما ينذر باتخاذ امريكا ومن معها إجراءات مختلفة ، رغم إصرار دمشق على النفي بعدم وجود مثل هذا السلاح لديها، وان وجد لن تستخدمه ضد الشعب السوري .
التصريحات النارية التي أطلقت من قبل مسئولين في الادارة الامريكية قوبلت من قبل بعض المحللين السوريين المقربين من النظام ، وبعض قوى المعارضة السورية في الداخل بفتور، حيث قللوا من أهمية هذه التصريحات ، معتبرين انها " لا تعدو كونها تصريحات إعلامية قصيرة الامد " .
وعلى الرغم من أن هذه التصريحات الامريكية والبريطانية المدعمة بالادلة حسب زعمها ، الا انها جاءت في وقت نفت دمشق فيه عدة مرات عدم وجود مثل الاسلحة لديها ، وانها تطالب الامم المتحدة بارسال لجنة تحقيق دولية الى خان العسل بريف حلب ( شمالا ) لتقصي الحقائق لمعرفة من قام باستخدام هذا النوع من السلاح .
وفي اول رد رسمي على هذه الاتهامات الامريكية والبريطانية قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إن " السلاح الكيميائي الذي استخدمه الإرهابيون في خان العسل بريف حلب وصل على الأرجح من تركيا" ، مبينا أن الادعاءات الأمريكية الغربية بشأن استخدام الجيش السوري لأسلحة كيميائية في مواقع أخرى لا تتمتع بأي مصداقية".
ومن جانبه قال خلف المفتاح معاون وزير الاعلام السوري في تصريحات خاصة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الجمعة ) إن ما تخشاه سوريا من هذه التصريحات الامريكية والبريطانية ان تكون ذريعة للتدخل في الشأن السوري ، وإعادة السيناريو العراقي من جديد تحت يافطة لجنة تقصي حقائق عن سلاح غير موجود اصلا لدى سوريا ، ولم تستخدمه " .
واضاف المفتاح " نريد ان تأتي لجنة التحقيق الخاصة المكلفة من قبل الامم المتحدة ولكن الى خان العسل بحلب ، حيث يوجد ادلة دامغة عن استخدام الارهابيين لهذه السلاح ، بدليل سقوط ضحايا وجرحى في تلك المنطقة " ، مشيرا إلى ان هذه التهديدات الغربية تثار، ربما لاظهار سوريا بأنها هي من تعرقل قدوم اللجنة الاممية واحراج الموقف السوري ، وبالتالي تسيس الامر لصالح الدول الغربية .
وأضاف معاون وزير الاعلام السوري ان بلاده " سترد ردا ساحقا في حال تعرضت لأي عدوان خارجي " ، مشيرا الى سوريا تمتلك اسلحة ردع قوية ولن تستخدمه الا ضد اي عدوان خارجي .
واعتبر منذر خدام الناطق الاعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا ان هذه التصريحات الامريكية " لن يخرج من أمرها شيء ، ولا تعدو كونها تصريح إعلامي " .
ومن جانبه، قال المعارض السوري في تصريحات خاصة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الجمعة ) ان " امريكا أعلنت أكثر من مرة انها لن تتدخل عسكريا في سوريا ، والتصريحات الامريكية اليوم حول استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية هي اوراق سياسية ، خاصة وان الجميع ادرك ، ان الحل السياسي هو الانجح في معالجة الازمة السورية وليس التصعيد العسكري او الحل الامني " .
وقلل خدام من اهمية التصريح الامريكي ، معتبرا ان هذا الكلام " لا يتعد تحضيرا للمناخ من اجل التفاوض والضغط على المعارضة والنظام من أجل التفاوض والجلوس على طاولة الحوار " .
واكد المعارض السوري ان حجة الاسلحة الكيميائية الان تأتي لاجبار الطرفين على التفاوض والجلوس لايجاد حل سياسي سلمي .
واشار خدام إلى ان الولايات المتحدة الامريكية تحاول الان اعادة فزاعة السلاح الكيميائي على غرار ما حدث في العراق في عام 2003، مؤكدا ان اي تدخل عسكري حاليا سيشعل المنطقة ، وبالتالي هذه التصريحات تسير في طريق الضغط السياسي .
ومن جانبه ، اتفق ماهر مرهج امين عام حزب الشباب الوطني السوري مع من سبقه بالحديث من هذه التصريحات الامريكية لا تعدو كونها إعلامية ، بغية ممارسة الضغوط على الدولة السورية للقبول بأي طرح سياسي .
وقال مرهج لوكالة (شينخوا ) بدمشق ان امريكا ومن معها يحاولون من خلال بث تلك التصريحات وإثارتها واتهام سوريا بأنها استخدمت السلاح الكيميائي في محاولة لاستذكار السيناريو العراقي وإعادته للأذهان بغية رفع معنويات المعارضة المسلحة بعد الضربات القاسية التي تلقتها من قبل قوات الجيش السوري في عدد من المناطق وفقدانه السيطرة على بعض المناطق الحيوية في حمص وغيرها .
وأضاف المحلل السياسي السوري " هذه المحاولة هي لا تعدو كونها تصريحات إعلامية قصيرة المدى ، سرعان ما ستختفي ، او أنها تندرج في اطار الأوراق السياسية الفاشلة .
واشار مرهج الى ان سوريا طلبت من الامم المتحدة ارسال بعثة تقصي حقائق ، الا ان الامم المتحدة رفضت ذلك وأرادت أن تحرف اللجنة عن طبيعتها وان توسع صلاحياتها نزولا عن رغبة بعض الدول الغربية ، مؤكدا ان الرفض السوري للجنة التحقيق بشكله الحالي مبرر لانها تريد ان تدخل إلى مناطق ومخازن الاسلحة الاستراتيجية السورية وهذا انتقاص للسيادة وانتهاك فاضح .
واستبعد مرهج فكرة التدخل العسكري الامريكي في سوريا تحت مسمى السلاح الكيميائي .
واعتبر ان الادلة التي تدعي بريطانيا وفرنسا حول وجود عينات من التربة هو عار عن الصحة وان النظام لم يستخدم السلاح الكيميائي .
وأكد ان سوريا لن تسمح للجنة التحقيق الدولية أن تدخل إلى أراضيها تحت الشروط التي قدمتها ، مشيرا إلى أن الوضع الأمني لدى النظام مريح وان يحقق تقدما على الارض .
ومن جانبه اعتبر المحلل والباحث السوري عفيف دله أن هذه التهديدات الامريكية لسوريا ليست بجديدة ، مشيرا الى ان أمريكا تمارس ضغوطا على سوريا منذ عدة سنوات " .
وقال دله في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) إن الولايات المتحدة الامريكية " لا تمتلك ادلة دامغة ولا بريطانيا على صحة ادعاءاتها وتحاول ان تنقذ إرهابييها التي تدعمهم في الداخل السوري ".
واوضح المحلل السوري ان الامم المتحدة ومن معها ، تريد من اللجنة الدولية لتقصي الحقائق بشأن استخدام السلاح الكيميائي في خان العسل في حلب أن " تكون حصان طروادة وان يميعوا الواقع في عصا تلك اللجنة ".
وبين دله أن سوريا ستشهد خلا الفترة القادمة سيلا من التصريحات الاعلامية النارية في هذا الاتجاه وسيتم استثمار هذه الورقة لإرباك المشهد السياسي،لافتا إلى ان النظام اعتاد على مثل هذا التصعيد الاعلامي من قبل الدول المعادية له، وسبق ان اتهمت سوريا بانها ترتكب مجازر بحق السوريين في المحافظات السورية، وان النظام وجيشه يقصف بالطائرات الاحياء والقرى السكنية ومع ذلك لم يخرج من امرها شيئا ، مؤكدا ان سوريا لا تخضع للابتزاز وهم يعلمون ذلك جيدا ، مشيرا الى ان السيناريو العراقي لن يتكرر ابدا .
وقال البيت الأبيض امس الخميس إن "تقييم أجهزة الاستخبارات الأمريكية يخلص بدرجات متفاوتة من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق محدود في سوريا" ، وطالب اعضاء في الكونغرس الامريكي ادارة الرئيس باراك اوباما بالتحرك لان سوريا تجاوزت الخط الاحمر ، على حين تحدثت بريطانيا أنها تمتلك معطيات محدودة لكنها مقنعة حول استخدام الكيميائي في الأزمة السورية بما فيها غاز السارين مشيرةً إلى أن ذلك يثير القلق لأنه يعتبر جريمة حرب.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية نشرت مؤخراً تقريرا يفيد بأن وزارة الدفاع في بريطانيا أخذت، بشكل سري، عينة من التراب من منطقة قرب دمشق، مشيرة إلى أن تحليل تلك العينة كشف أن "نوعا من الأسلحة الكيميائية قد استعمل هناك"، دون أن تحدد ما إذا كانت تلك الأسلحة استعملت من قبل السلطات أو المقاتلين المعارضين.
وتشهد مسألة التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا خلافا بين الأطراف حولها، حيث قالت السلطات السورية مؤخرا إن الأمم المتحدة لم تف بوعودها بشأن التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا، مشيرة إلى أن السلطات السورية تريد لذلك التحقيق أن يختص باستخدام الكيميائي في خان العسل فقط، معتبرة طلب الأمين العام للأمم المتحدة بمهام اضافية للبعثة "انتهاكا للسيادة السورية"، في وقت أشار فيه دبلوماسيون في الامم المتحدة إلى أن المناقشات بين المنظمة الدولية ودمشق حول التحقيق وصلت إلى "مأزق".
وكان وزير الاعلام السوري قال في تصريحات صحيفة من موسكو امس ردا على تقارير اعلامية اسرائيلية بان الحكومة السورية استخدمت مرات عدة الأسلحة الكيماوية خلال معاركها مع المعارضة المسلحة، إن "الصحف الإسرائيلية ليست مراجع معتمدة في الصدقية على الإطلاق " ، مؤكدا إن "الحكومة السورية وقواتها المسلحة لم ولن تستخدم أي سلاح كيميائي إذا كان هذا السلاح موجودا أساسا في سوريا " .
واتهمت اسرائيل ،يوم الثلاثاء الماضي ، الحكومة السورية باستخدام أسلحة ومواد قتالية كيميائية خلال معارك مع مقاتلين معارضين، ورجح أنها غاز "سارين"، مشيرةً إلى أنه يوجد في سورية ترسانة كبيرة تزيد عن ألف طن من السلاح الكيميائي وآلاف القذائف الجوية والرؤوس الحربية التي يمكن شحنها بأسلحة غير تقليدية، معربةً عن قلقها من وقوع هذه الأسلحة في أيدي جهات راديكالية .
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |