القاهرة 19 ابريل 2013 (شينخوا) وقعت اشتباكات حادة اليوم (الجمعة) بوسط القاهرة بين انصار جماعة (الاخوان المسلمين)،التى ينتمى اليها الرئيس المصري محمد مرسي، ومعارضين خلال مظاهرة للجماعة طالبت بـ"تطهير القضاء"، ما اسفر عن اصابة نحو 94 شخصا ، وسط دعوات حكومية للقوى السياسية لوقف العنف"حقنا للدماء."

ونظمت جماعة الاخوان مظاهرة امام دار القضاء، مقر بعض الهيئات القضائية بينها مكتب النائب العام ، رفع خلالها الالاف شعارات تطالب خصوصا بتطهير القضاء ، على خلفية حكم قضائي صدر قبل عدة ايام باخلاء سبيل الرئيس السابق حسني مبارك ، الذى اطاحت به ثورة 25 يناير2011، على ذمة قضية قتل المتظاهرين ابان الثورة ، وهو ما اعتبرته المعارضة محاولة من الاخوان للسيطرة على مؤسسة القضاء.

وبدأت المواجهات حين اتجه متظاهرون معارضون من ميدان التحرير إلى دار القضاء ما ادى إلى دخول الطرفين فى اشتباكات تبادلا فيها التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فى حين سمع دوى طلقات خرطوش، بحسب قنوات محلية بثت مشاهد مباشرة للحدث .

وفرضت قوات الأمن سياجا بشريا من مجندى الأمن المركزى ، واستعانت ببعض السيارات المدرعة للفصل بين المتظاهرين ووقف الاشتباكات .

كما ألقت عددا من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم ، وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين ، بينما ردت عناصر مجموعة " بلاك بلوك" باشعال الشماريخ والالعاب النارية .

واتهم حزب (الحرية والعدالة) المنبثق عن الاخوان المسلمين مجموعة "بلاك بلوك" بالهجوم على المتظاهرين امام دار القضاء العالي .

وقال الدكتور ممدوح المنير، المتحدث الإعلامي باسم الحزب إن أبناء التيار الإسلامي هم أكثر من يراعون حرمة الدماء ، وأن المحسوبين علي جماعة "بلاك بلوك" حاولوا إفساد مشهد السلمية التي اتسمت بها مظاهرة اليوم.

وأضاف ان هناك أطرافا أخرى حاولت إفساد المظاهرة وإظهارها بصورة غير سلمية ، وأوضح أن نزول الإخوان المسلمين للشارع يستهدف توجيه رسالة للجهات المختصة بأهمية تطهير القضاء.

و"بلاك بلوك" هي مجموعة غير محددة الهوية ظهرت للمرة الأولى في الذكرى السنوية الثانية لثورة 25 يناير 2011 عندما أشعلت النيران في اربع حافلات تابعة لجماعة الاخوان المسلمين بالقرب من ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة .

وتستهدف المجموعة التي يرتدي اعضاؤها ملابس سوداء،بحسب بيانات منسوبة لها، مواجهة ما اسمته مليشيات جماعة الاخوان المسلمين واسقاط النظام ، وسبق ان هددت باقتحام قصر الرئاسة، ودعت الرئيس مرسي الى "الرحيل أو الفوضى".

وامرت النيابة العامة الاربعاء الماضى بضبط واحضار 22 عنصرا من بلاك بلوك بتهمة تشكيل جماعة تستهدف ارتكاب جرائم الارهاب والعنف.

واسفرت الاشتباكات امام دار القضاء عن اصابة 94 شخصا ، بحسب احصائية رسمية اعلنها الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة اسعاف مصر.

فى غضون ذلك، ناشد رئيس الوزراء هشام قنديل كافة القوى السياسية بتبنى النهج السلمى ونبذ أعمال العنف، وإدانة مرتكبيها بكل قوة، من أجل الحيلولة دون الإنجرار إلى حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد. ، بحسب وكالة انباء (الشرق الاوسط ) .

ودعا قنديل كافة القوى السياسية إلى سحب متظاهريها لاستعادة الهدوء المنشود، وادان اعمال العنف وما ترتب عليها من وقوع مصابين وترويع مواطنين آمنين ، وإتلاف منشآت عامة وخاصة ، معتبرا اياها تتنافى شكلاً وموضوعاً مع مبادئ التعبير عن الرأى بالطرق السلمية .

وأضاف قنديل أن استمرار التظاهر الذى يؤدى إلى أعمال العنف يضر بأمن واقتصاد البلاد، ويقوض جهود الإصلاح والتنمية التى تبذلها الحكومة لعودة الأمن والخروج بالبلاد من هذا الوضع الاقتصادى الدقيق.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة سوف تتواصل مع مجلس الشورى ، الغرفة الثانية للبرلمان، خلال الأيام القليلة القادمة لسرعة مناقشة وإقرار قانون حماية الحق في التظاهر السلمي بالأماكن العامة.

كما أهابت وزارة الداخلية بكافة القوى السياسية وجميع المشاركين فى المظاهرة الانسحاب من الشارع حقنا للدماء وحرصا على عدم سقوط ضحايا.

واشارت فى بيان الى انها تبذل كافة جهودها للحيلولة دون تفاقم الوضع وعدم وقوع إصابات أو ضحايا من أبناء الشعب فى ظل ما يشهده الموقف من "غوغائية تخالف كافة الأعراف السياسية والقيم التى يتسم بها المجتمع المصرى".

وعقب صدور بيان وزارة الداخلية،انسحب انصار جماعة الاخوان من امام دار القضاء العالي، ما ادى الى تخفيف حدة الاشتباكات التى باتت متقطعة الى ان توقفت.

وجاءت مظاهرة الاخوان وسط مقاطعة غالبية التيار السلفى لها لاسيما حزب (النور) ، فيما اعتبرها التيار الليبرالي محاولة من جماعة الاخوان لاخضاع مؤسسة القضاء لسلطتها.

وقال الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور إن مليونية تطهير القضاء "تسىء إلى هيبة القضاء المصرى كما أن لها إنعكاسات خطيرة على سمعة مصر وصورتها أمام العالم حيث تظهر قضاءها بانه فاسد ومهتز ما يعجل بهروب الإستثمارات والسياحة " .

فى حين قال الدكتور محمد البرادعي المنسق العام لجبهة (الانقاذ الوطني) المعارضة معلقا على مليونية تطهير القضاء ان " الغوغائية فى فهم ومعالجة مشاكلنا مازالت السمة الغالبة لنظام الحكم " .