الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
أولا، الوضع الجديد، التحديات الجديدة، والمهام الجديدة
منذ بداية القرن الجديد، يشهد العالم تغيرات عميقة ومعقدة، لكن السلام والتنمية ظلا الاتجاه الأساسي لعصرنا. وتتعمق الاتجاهات العالمية نحو العولمة الاقتصادية وتعدد الأقطاب، ويتزايد التنوع الثقافي، ويظهر مجتمع معلوماتي بشكل سريع، ويتحول توازن القوى العالمية باتجاه مؤات للحفاظ على السلام العالمي، ويبقى الوضع الدولي سلميا ومستقرا بشكل عام. من جهة أخرى، مازال العالم بعيدا عن الهدوء التام، وهناك إشارات على تزايد نزعات الهيمنة وسياسات القوة والتدخلات الجديدة، وغالبا ما تحدث الاضطرابات الإقليمية، وتتفاقم القضايا الساخنة، وتتداخل وتتفاعل التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وتشتد المنافسة في المجال العسكري الدولي، وتتزايد القضايا الأمنية الدولية بشكل ملحوظ ومفاجئ وعلى نحو مترابط وشامل. وأصبحت منطقة آسيا - الباسيفيك منصة متزايدة الأهمية للتنمية الاقتصادية العالمية والتفاعل الإستراتيجي للقوى الكبرى، وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتعديل إستراتيجيتها الأمنية في آسيا الباسيفيك، ويتعرض المشهد الإقليمي لتغيرات عميقة. تتمسك الصين بالاستفادة من الفترة المهمة للفرص الإستراتيجية لدفع تنميتها، وجذبت المنجزات التي حققتها في مجال بناء التحديث اهتمام العالم، لقد ازدادت القوة الشاملة للصين بشكل كبير، وشهدت حياة الشعب الصيني تحسنا ملموسا، وتتمتع الصين باستقرار اجتماعي عام، وتحافظ العلاقات عبر مضيق تايوان على زخم تطور سلمي، وتتعزز بشكل مستمر القوة التنافسية للصين وتأثيرها على الصعيد العالمي. مع ذلك، مازالت الصين تواجه تهديدات أمنية وتحديات معقدة ومتعددة، وتتشابك القضايا المتعلقة بأمن البقاء والتنمية والتهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، لذلك، فإن المهمة جسيمة أمام الصين لصيانة الوحدة الوطنية وسلامة الأراضي والمصالح التنموية. وتقوم بعض الدول بتقوية تحالفاتها العسكرية بآسيا الباسيفيك، وتزيد من تواجدها العسكري بالمنطقة، الأمر الذي يفاقم باستمرار توتر الوضع بالمنطقة. وفيما يتعلق بقضايا سيادة الصين الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية، تقوم بعض الدول المجاورة للصين بتصرفات تعقد الوضع وتفاقمه، وتخلق اليابان مشكلة حول وضع جزر دياويوي. أما التهديد المتمثل في "القوى الثلاث"، وهي الإرهاب والانفصالية والتطرف، فهو في تزايد. ومازالت القوى الانفصالية لـ"استقلال تايوان" ونشاطاتها، تمثل التهديد الأكبر للتنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق. وغالبا ما تحدث الكوارث الطبيعية المدمرة والحوادث الأمنية والطوارئ الصحية العامة، وتتزايد أعداد العوامل المؤثرة في التناغم والاستقرار الاجتماعيين، في حين تشهد المخاطر الأمنية للمصالح الصينية بالخارج، زيادة هي الأخرى. ويتسارع التغيير في نمط الحروب من المكننة إلى المعلوماتية، وتنشط القوى الكبرى في تطوير تقنيات عسكرية عالية وحديثة، كي تضمن لنفسها المكانة القيادية الإستراتيجية في المنافسة الدولية، في مناطق مثل الفضاء الخارجي وفضاء الإنترنت.
وفي ظل مواجهة هذا الوضع الأمني المعقد والمتقلب، يتمسك جيش التحرير الشعبي الصيني بحزم في تنفيذ مهامه التاريخية للمرحلة الجديدة من القرن الجديد، ويوسع رؤاه في الإستراتيجية الأمنية والإستراتيجية العسكرية الوطنية، هادفا إلى ضمان كسب النصر في الحروب الإقليمية في ظل ظروف المعلوماتية، ويضع التخطيط الإيجابي لاستخدام القوى المسلحة في أوقات السلم، ويتعامل بصورة فعالة مع مختلف التهديدات الأمنية، وينفذ مختلف المهام العسكرية بنجاح.
إن الاستخدام المتنوع للقوى المسلحة الصينية يركز على سياسات ومبادئ أساسية تالية، تستند على: - صيانة سيادة البلاد وأمنها وسلامة أراضيها، وضمان التنمية السلمية للصين. هذا هو هدف الصين في جهودها لتعزيز بناء دفاعها الوطني، إضافة لكونه المهمة المقدسة المناط بقواها المسلحة وفقا لدستور جمهورية الصين الشعبية، والقوانين المعنية الأخرى. تتمسك القوى المسلحة الصينية بثبات بتطبيق إستراتيجية الدفاع الفعال العسكرية، والاحتراس ضد أي عدوان ومقاومته، واحتواء القوى الانفصالية، وحراسة أمن الحدود والسواحل والجو، وحماية الحقوق والمصالح البحرية الوطنية والمصالح الأمنية الوطنية في الفضاء الخارجي وفي فضاء الإنترنت. وتتمسك بمبدأ "لن نهاجم إلا إذا هوجمنا، وإذا هوجمنا، فبالتأكيد سنرد بالمثل"، واتباعا لهذا المبدأ، ستتخذ بصورة حازمة كافة الإجراءات اللازمة لصيانة سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
- توسيع وتكثيف الاستعداد للكفاح العسكري بهدف تحقيق النصر في الحروب الإقليمية في ظل ظروف المعلوماتية. تركز القوى المسلحة الصينية جلّ اهتمامها على الاستعداد للكفاح العسكري لضمان تحقيق النصر في الحروب الإقليمية في ظل ظروف المعلوماتية، وتضع خططا شاملة ومنسقة لتعزيز الاستعداد للكفاح العسكري في كافة الاتجاهات الإستراتيجية، وتكثف الاستخدام المشترك لمختلف القوات والأسلحة، وتعزز القدرة القتالية النظامية المستندة على نظام المعلومات. وتستنبط القوى المسلحة الصينية أفكارا جديدة لتطوير إستراتيجيات وتكتيكات الحرب الشعبية، وتمضي قدما بتطوير عسكري مدني متكامل، وتعزز نوعية تعبئة الدفاع الوطني وبناء قوى الاحتياط. وترفع بطريقة شاملة مستوى الاستعداد القتالي الروتيني، وتكثف التمارين والمناورات ذات السيناريوهات التفصيلية، وتقوم بشكل منتظم بدوريات حدودية وساحلية وجوية ومهام الاستعداد القتالي، وتعالج بشكل مناسب مختلف الأزمات والطوارئ البارزة.
- صياغة مفهوم الأمن الشامل والتنفيذ الفعال للعمليات والمهام العسكرية غير القتالية. تكيّف القوى المسلحة الصينية نفسها مع التغيرات الجديدة للتهديدات الأمنية، وتؤكد على استخدام القوى المسلحة في زمن السلم. إنها تشارك وتدعم بفعالية البناء الاقتصادي والاجتماعي للصين، وتنفذ بحزم المهام العاجلة والصعبة والخطرة والجسيمة في عمليات الإنقاذ الطارئ والإغاثة من الكوارث. وعلى ضوء ما تنص عليه القوانين، تقوم القوى المسلحة الصينية بواجباتها لصيانة الأمن والاستقرار الوطني، وتضرب بحزم محاولات القوى العدوانية للتآمر والتخريب، وتكبح بقوة أعمال العنف والإرهاب، وتنجز مهام الحراسة وتوفير الأمن. إنها تقوي بناء قدرتها في العمليات بالخارج مثل الاستجابة العاجلة والإنقاذ والحراسة البحرية وإجلاء المواطنين الصينيين، لتقديم الضمان الأمني الموثوق به لمصالح الصين في الخارج.
- تعميق التعاون الأمني وتنفيذ الالتزامات الدولية. القوى المسلحة الصينية هي المبادر والمسهّل والمشارك في التعاون الأمني الدولي. إنها تتمسك بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتقوم بتبادلات عسكرية شاملة مع الدول الأخرى، وتطور علاقات عسكرية تعاونية تتميز بكونها غير منحازة ولا عدائية ولا موجهة ضد طرف ثالث، وتدفع باتجاه بناء آليات فعالة وعادلة للأمن الجماعي وآليات لبناء الثقة العسكرية المتبادلة. وبينما تضع القوى المسلحة الصينية في الاعتبار مبادئ الشفافية والواقعية والتعاون، فإنها تسعى لتعميق التبادلات والتعاون مع قوات الدول الأخرى، وتكثف التعاون حول إجراءات بناء الثقة في المناطق الحدودية، وتعمل من أجل دفع الحوار والتعاون حول الأمن البحري، وتشارك في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وفي التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وفي عمليات حراسة خطوط الملاحة البحرية الدولية وعمليات الإغاثة، وتقوم بمناورات وتدريبات مشتركة مع نظرائها الأجانب. وتنفذ بجدية الواجبات والالتزامات الدولية المُستحقة عليها، وتلعب دورا نشيطا في صيانة سلام العالم وأمنه واستقراره.
- العمل وفق القوانين، والالتزام بالسياسات والانضباط. تحترم القوى المسلحة الصينية الدستور والقوانين المعنية الأخرى، وتتماشى مع أهداف ومبادئ «ميثاق الأمم المتحدة»، وتواصل التزامها بنشر القوات أو اتخاذ الإجراءات وفقا للقانون. إنها تتمسك بحزم بالقوانين واللوائح والسياسات والأحكام، إضافة إلى الانضباطات التي تحكم العلاقة المدنية العسكرية، ووفقا للقانون، تقوم بتنفيذ مهام مثل الإنقاذ العاجل، والإغاثة من الكوارث، والحفاظ على الاستقرار، والاستجابة للطوارئ، وتوفير الأمن والحراسة. وعلى أساس «ميثاق الأمم المتحدة» والقواعد المُعترف بها دوليا للعلاقات الدولية، تحرص القوى المسلحة الصينية على التحرك ضمن الإطار القانوني المُشكل عبر معاهدات أو اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف، حتى تضمن الشرعية لتحركاتها العسكرية المتعلقة بدول أو قوات أجنبية أخرى. إن الاستخدام المتنوع للقوى المسلحة الصينية مضمون قانونيا عبر صياغة وتعديل القوانين واللوائح والسياسات والأنظمة، والإدارة الصارمة للقوات وفقا للوائح والأنظمة.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |