الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: دعم حماس لعباس في توجهه للأمم المتحدة حقق توحدا نادرا للفلسطينيين

arabic.china.org.cn / 01:55:22 2012-11-30

غزة 29 نوفمبر 2012 (شينخوا) مثل دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للرئيس الفلسطيني محمود عباس في طلبه ترقية مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى صفة "دولة غير عضو"، الذي سيطرح للتصويت الليلة، مشهدا نادرا للوحدة بين الجانبين في مواجهة إسرائيل لم يتحقق منذ أعوام.

وأعرب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن دعمه للمسعى، بحسب بيان رسمي صادر عن الحركة.

وقال البيان إن مشعل ابلغ في اتصال هاتفي مع الرئيس عباس الاثنين ترحيب حماس بخطوة الذهاب للامم المتحدة.

وايد مسؤولون في الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 دعم مشعل لعباس في مسعاه، لكنها اشترطت عدم المساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وان تحقق هذه الخطوة انجازات اضافية للفلسطينيين.

ولم يكن قرار حماس متوقعا فهي لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود وترفض حتى الآن الاعتراف باتفاقيات السلام، كما أنها ظلت على مدار أعوام تهاجم عباس على مواقفه بشأن التمسك بحل سلمي مع إسرائيل.

وقال وكيل وزارة الثقافة في حكومة حماس مصطفى الصواف لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن موقف حماس يأتي في سياق رؤية وطنية تستند على المقاومة والحقوق والثوابت الفلسطينية وتجاوزا للخلافات في وجهات النظر بشكل مؤقت، نافيا أن يكون هذا الموقف يمثل تغيرا في مواقف الحركة.

وأوضح الصواف أن حماس "أعلنت دعمها لعباس مشروطا بأن يحقق هذا التوجه ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني وألا يؤدي إلى التنازل او التفريط باي شبر من الأرض الفلسطينية".

ورفضت حماس دعم عباس عند تقديمه طلب عضوية كاملة لدى مجلس الأمن الدولي في سبتمبر من العام 2011، وهي محاولة جرى إجهاضها بفعل عدم الحصول على أغلبية التسعة أصوات اللازمة من أصل 15 عضوا.

وقال المندوب الفلسطيني السابق لدى جامعة الدول العربية نبيل عمرو لـ((شينخوا)) إن حماس بدت أكثر "عقلانية ومنطقية" في قرارها بدعم خطوة التوجه للأمم المتحدة.

واضاف عمرو "حماس لا تستطيع ان تعزل نفسها وان تكون هي وإسرائيل وواشنطن في موقع واحد، وبالتالي يبدو ان حماس فكرت بعقلانية وبحسابات اكثر واقعية فذهبوا الي تأييد هذه الخطوة".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة، أن تطورات الهجوم الإسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة منتصف الشهر الجاري على مدار 8 أيام دفعت حماس لتبني خطاب جديد إزاء خطوة التوجه للأمم المتحدة.

وأثيرت علامات تقارب عديدة عقب الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي راح ضحيته 177 فلسطينيا ونحو 4 آلاف جريح، وتوقف بموجب اتفاق للوقف إطلاق النار رعته مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

إذ حمل عباس بشدة إسرائيل مسؤولية العنف، وتحرك دبلوماسيا بشكل مكثف لوقف هجومها على غزة، كما أنه أوفد مبعوثين عنه إلى القطاع الذي لم يزره عباس منذ سيطرة حماس عليه بالقوة.

ودعا عباس الذي ينادي بحل سلمي نهائي مع إسرائيل على أساس حدود العام 1967، إلى عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي للبحث في تحقيق المصالحة الفلسطينية فور العودة من الأمم المتحدة.

وتقول حماس إنها تقبل بفكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 كحل انتقالي دون الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

وقال أبو سعدة إن حماس ترى نفسها في مرحلة صعود شعبيا ولا يضيرها تحقيق مكاسب دبلوماسية في هذه المرحلة لأن ذلك من شأنه تعزيز مواقعها مستقبلا في حال نجحت بالهيمنة على مقاليد الأمور في المشهد الفلسطيني.

ورجح أبو سعدة أن تكون مصر التي يقودها رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين مارست ضغوطا على حماس لاتخاذ هذا الموقف، خاصة مع استعداد القاهرة لإحياء مساعي تفعيل ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

وبحسب ابو سعدة فان "الوقت قد حان لإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة لان اسرائيل استغلته للقول بان محمود عباس لا يمثل كل الفلسطينيين وبان طلبه لدولة مراقب لن يتم قبوله نظرا لانه لا يملك اي سيطرة على قطاع غزة".

ويثق الفلسطينيون بنجاح طلبهم عند طرحه للتصويت على الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة بل ويقولون إنه سيحصل على أغلبية ساحقة.

وسيتيح ترقية مكانة فلسطين الاعتراف بها كدولة على الحدود المحتلة عام 1967 والانضمام لاحقا لمنظمات الأمم المتحدة ومن ذلك اللجوء لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي لمقاضاة إسرائيل.

ولحصد هذه المكاسب سيكون مطلوبا من الفلسطينيين اتخاذ مزيد من الإجراءات داخليا لتأكيد استحقاقهم للدولة ، أبرزها إنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عام 2007 وتعزيز مؤسساتهم الرسمية بالانتخابات المنقطعة منذ العام 2006.

وقال الصواف إن توحد السلطة الفلسطينية وحماس في خطوة التوجه للأمم المتحدة لا يعني مؤشرا فوريا يقربهما من المصالحة، مضيفا قد يكون هذا دعما تكتيكيا مؤقتا لكنه بحاجة إلى تطوير وإرادة فلسطينية كاملة.

ووعدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، ببدء خطوات سياسية جادة لتحقيق المصالحة الداخلية فور نجاح طلب العضوية لدى الأمم المتحدة.

وقالت عشراوي "في اليوم التالي لنجاح طلبنا في الأمم المتحدة نريد أن نثبت للعالم الذي صوت معنا أننا نستحق دولة مستقلة، وأول خطوة لذلك هو وحدتنا الوطنية التي ستكفل تعزيز نظامنا السياسي لمواصلة النضال حتى إقامة الدولة المستقلة عبر قرارات الشرعية الدولية".





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :