الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحقيق : الغزويون يشرعون بتقييم آثار الحرب بعد اتفاق التهدئة مع إسرائيل
غزة 22 نوفمبر 2012 (شينخوا) شرع الفلسطينيون في اليوم الأول من سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل ، بتقييم آثار الحرب التي دارت في قطاع غزة لثمانية ايام، وبدأ السكان يستعيدون ملامحهم بعد ان سادها القلق والخوف طيلة ايام الغارات ودوي الانفجارات التي طالت العديد من المواقع والمنازل.
وسارت السيارات في الشوارع بينما خرج الأطفال من منازلهم للهو، فيما رجع آخرون إلى منازلهم التي كانوا قد أخلوها، وذهب آخرون إلى بيوت عزاء أقارب لهم أو أصدقاء فقدوا عزيزا أو أكثر خلال العنف الذي بدأ الأربعاء قبل الماضي وانتهى باتفاق لوقف إطلاق النار أعلنته مصر يوم أمس الأربعاء.
وقال الطبيب رامي السبع،الذي يسكن في مخيم رفح جنوب قطاع غزة، "أخيرا عدت إلى منزلي لأحتضن أطفالي بعد أيام من العمل المتواصل بمستشفى محلي بالمدينة".
وبقي أطفال السبع الثلاثة في منزل العائلة طيلة أيام الهجوم الإسرائيلي على غزة رغم أنه مطل على الحدود مع مصر وكان يتزلزل عند كل هجوم جوي على أنفاق التهريب بين غزة وشبه جزيرة سيناء.
ويقول محمد (14 عاما) وهو أكبر أبناء الطبيب السبع، "الآن يمكن لنا أن نعود إلى المدرسة ونمارس حياتنا بشكل طبيعي بعيدا عن الرعب الذي عشناه طيلة أيام العدوان الإسرائيلي".
وعلى الرغم من ذلك يقول محمد، إنه وأخواه لم يكلوا ولم ينسوا دروسهم بفضل أساليب حديثة كانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) وفرتها لطلاب مدارسها ليكونوا دائما على تواصل مع مناهجهم التعليمية عبر شبكة الانترنت وقناتها التلفزيونية الخاصة.
ويقول الطبيب السبع "فوجئت في أول أيام الحرب بأطفالي يقترحون بأن يتواصلوا مع مدرسهم عبر الهاتف ويستفيدوا من البرامج التعليمية على الانترنت".
ويقاطع محمد والده قائلا "بالنسبة لي فقد أصابني الرعب كثيرا لكني درست رياضيات وعلوم ، وكذلك الحال بالنسبة لشقيقي محمود وهيثم رغم أنهما كانا يبكيان عند كل غارة تشنها الطائرات الإسرائيلية على منطقة الأنفاق".
ومحمد طالب متفوق وحريص على دراسته ويتمنى أن يصبح طبيبا مثل والده من أجل تقديم العلاج والرعاية للفلسطينيين الذي يصابون في الهجمات الإسرائيلية وفق ما قال.
وقال الجيش الإسرائيلي في ملخص تفصيلي اليوم (الخميس) حول عملية (عمود السماء) التي شنها على غزة، إنه استهدف 1500 موقع وهدف يتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجماعات المسلحة في قطاع غزة بينها 140 نفق تهريب.
وفي مدينة غزة التي تعرضت لضربات جوية مكثفة ، عاد الطفل عمر اشتيوي الذي فر مع عائلته في اليوم الثاني من العنف إلى منزله الواقع على أطراف المدينة المكتظة بالسكان وعلامات الارتياح والبهجة جلية على ملامحه لأنه سيواصل حياته بشكلها المعتاد.
واليوم بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الأول في غزة لا يتوقف هذا الطفل وهو في العاشرة من العمر عن اللهو واللعب في حقل عائلته الكبير في حي الزيتون جنوب غزة الذي شن الطيران الإسرائيلي على مدار ثلاثة أيام في محيطه غارات مكثفة ردا على انطلاق صواريخ فلسطينية تجاه الأراضي الإسرائيلية.
وخلال ستة أيام أمضاها هذا الطفل في شقة عمه البعيدة عن منزل العائلة، لم يخرج إلى الشارع وكانت حركاته في المنزل تلقى استياء في بعض الأحيان.
وتوقفت الحركة في شوارع غزة حيث خلت إلا من القليل من المارة وأقفلت المحال التجارية في الشوارع الرئيسية طيلة أيام العنف، إلا أنها عادت للحياة مرة أخرى.
وأجبرت مئات الأسر في قطاع غزة على النزوح بعدما شن الجيش الإسرائيلي مئات الهجمات ضد منصات إطلاق صواريخ ومنازل نشطاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وزاد النزوح في أيام الحرب الأخيرة لأن الفلسطينيين كانوا يخشون أن يتكرر سيناريو الاجتياح البري الإسرائيلي مثلما حدث في الحرب السابقة في شتاء 2008-2009.
وقال والد الطفل اشتيوي ، وهو جالس على سلم منزله المطل على حقل مزروع بأشجار الزيتون "عندما ترحل من هنا وتنتقل للعيش في شقة مساحتها لا تتعدى 120 مترا بالتأكيد ستشعر إنك سجين".
ورد نجله عمر قائلا "هو السجن زي هيك يا بابا".
وكان في المنزل الذي نزحت إليه عائلة اشتيوي رجلان وامرأتان وثلاثة عشر طفلا اثنان منهم رضع.
وقالت والدة الطفل اشتيوي "كانت حياة مفزعة للكبار والصغار خصوصا مع حلول الظلام .. كنت أحتضن الجميع عند وقوع الانفجارات".
وأضافت وهي تصيح على أطفالها لدخول المنزل "حاولت مع زوجة شقيق زوجي أن نذاكر للأطفال في أوقات الهدوء وقد نجحنا في كثير من الأحيان".
وتجذب المواقع الأمنية والمدنية التي تعرضت للهجمات الجوية الفلسطينيين الذين عبروا عن ابتهاجهم عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية.
وظل عمر البردويل وهو صياد أسماك ويقطن وسط قطاع غزة يحيك شباكه طيلة أيام الحرب، وقال وهو يتفقد موقعا أمنيا تابع للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس تعرض للقصف في مدينة دير البلح "أخيرا انتهى مسلسل الرعب والقصف الإسرائيلي .. نريد أن نعود إلى أعمالنا".
وقتل في الهجمات الجوية الإسرائيلية على مدار ثمانية أيام من الصراع 165 فلسطينيا بينهم 40 طفلا، وفي إسرائيل قتل خمسة مدنيين بينهم جندي واحد خلال الهجمات الصاروخية من قطاع غزة التي طالت خمسة منها مدينتي تل أبيب والقدس.
وكانت السيدة دعاء جودة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع تجمع أطفالها الخمسة أبان العنف في غزة في حجرة واحدة من منزلها تقول إنها كانت تشعر بأنها أمنه.
وتضيف جودة التي قتل زوجها بنيران إسرائيلية قبل ثلاثة أعوام بنيران الجيش الإسرائيلي"عند حلول الليل كنت أتوسط أطفالي وأبدأ بمراجعة دروسهم وتحفيظهم القرآن رغم الأصوات المرعبة من شدة الانفجارات".
ولم يكن أمام جودة، وفق ما تقول،"سوى الدعاء إلى الله أن لا يصاب أي من أطفالها بأذى"، معربة عن سعادتها لعودة حياتهم إلى طبيعتها.
وتمنت جودة أن يستمر وقف إطلاق النار مع إسرائيل لينعم الجميع بالهدوء والطمأنينة، مستذكرة مأساة عائلة الدلو التي فقدت11 فردا من العائلة معظمهم من الأطفال في قصف إسرائيلي على منزلهم في مدينة غزة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |