الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: وقف اطلاق النار في قطاع غزة دلالة على فشل إسرائيل

arabic.china.org.cn / 18:15:00 2012-11-22

بقلم جلال شين

بكين 22 نوفمبر 2012 (شينخوا) بعد 8 أيام عصيبة من العنف الدامي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لكن الثمن كان غاليا، إذ خلف هذا العنف نحو 160 قتيلا و1300 جريح في الجانب الفلسطيني وخمسة قتلى في الجانب الإسرائيلي .

وعلى الرغم من أن إسرائيل حققت، على ما يبدو، هدفها العسكري من تدمير البنية التحتية لحماس وما تملكه من منصات اطلاق صواريخ في قطاع غزة، إلا أن الفصائل الفلسطينية المسلحة استطاعت اطلاق الصواريخ بشكل متواصل تجاه إسرائيل رغم الغارات الجوية الشرسة للجيش الإسرائيلي، حتى أنها تمكنت ولأول مرة من اسقاط بعض الصواريخ في تل أبيب وضواحي القدس، لتظهر بذلك حماس قدرتها القتالية وتكشف عن إمتلاكها أسلحة جديدة.

وبفضل الجهود الدولية، ولا سيما جهود الحكومة المصرية برئاسة الرئيس محمد مرسي، بات في الإمكان تجنب المزيد من سفك الدماء في قطاع غزة. وفي هذه الجولة من الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، استعادت مصر دورها المحوري ومجدها التاريخي في منطقة الشرق الأوسط بعدما فقدتهما في فترة حكم مبارك. فقد كانت مصر في عهد مبارك حليفا للولايات المتحدة وتربطها علاقة جيدة بإسرائيل، لذا لم تتمكن من لعب دور وسيط عادل في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وفي بداية هذه الأزمة، استدعى الرئيس مرسي السفير المصري لدي إسرائيل، ثم ارسل رئيس الوزراء هشام قنديل إلى قطاع غزة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأييد المصري للمقاومة الفلسطينية، واجرى أيضا اتصالات مكثفة مع قادة العالم لتقديم مقترحات بشأن وقف اطلاق النار.

وأكدت مصر من خلال تحركاتها النشطة والفعالة ان لديها القدرة الكاملة على ممارسة نفوذها في مواجهة النزاع الإسرائيلي -الفلسطيني واثتبت مكانتها كدولة إقليمية كبرى، ولاقت ثناء وتقديرا عاليا من قبل المجتمع الدولي.

ولا يمكن لأحد أن ينكر أن تغير موقف الدول العربية تجاه حماس كان له عظيم الأثر في التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار، حيث زار الأمين العام للجامعة العربية نبيل عربي مع بعض الوزراء العرب قطاع غزة اثناء العمليات العسكرية، الأمر الذي شكل ضغوطا كبيرة على الجانب الإسرائيلي واجبر إسرائيل على دراسة ردود الأفعال العربية بجدية والقبول باتفاق وقف اطلاق النار اضطراريا.

أما إسرائيل فقد حققت سطحيا بقوتها المتفوقة هدفها العسكري هذه المرة، لكنها لن تستطيع على الأمد البعيد وضع حد لاطلاق النار من قطاع غزة. فمنذ اغتيال إسرائيل للزعيم الروحي لحماس أحمد ياسين، حتى تنفيذها لعمليات "الرصاص المصبوب" في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، لم تتوقف الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة عن اطلاق الصواريخ، وهو ما يؤكد حقيقة أن استخدام القوة لن يجلب الأمن الحقيقي لإسرائيل.

ومن خلال تحركاتها، بعثت الدول العربية رسالة إلى إسرائيل مفادها أن عليها إدراك أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط قد تغير بعد الاضطرابات في غرب آسيا وشمال أفريقيا. وأصبح النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بالنسبة للدول العربية الآن هدفا مشتركا ومهمة أكثر إلحاحا من المشكلة السورية.

وإذا كان هناك حديث عن فشل إسرائيل، فهو قطعا ليس فشل في قوتها، بل في سياستها العدائية تجاه الفلسطينيين. ويبرهن التاريخ والواقع على أن سياسة "العين بالعين" و"العنف بالعنف" لن تصل بتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي سوى إلى طريق مسدود ولن تؤدي سوى إلى تأجيج مشاعر الحقد والكراهية بين الشعبين وسفك المزيد من دماء الأبرياء ، وأن الحرب ليست خيارا.

ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار خطوة جيدة نحو تهدئة الأوضاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين يتحتم عليهما البناء عليه سعيا لتحقيق السلام الدائم والعادل. كما لا بد من تكثيف المساعي الدولية لإعادة الزخم لجهود إحياء مفاوضات السلام في المنطقة وفق حل الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :