الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحقيق : الفلسطينيون تتنازعهم مشاعر مختلطة من الخوف والفخر مع استمرار التصعيد في غزة
غزة 20 نوفمبر 2012 (شينخوا) تحاول منى قشطة من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة تهدئة جارتها كريمة أحمد، التي أصيبت بحالة من الهلع جراء سماعها دويا هائلا اعتقدت أنه غارة إسرائيلية جديدة على منطقة سكناها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وبالرغم من محاولات قشطة تهدئة كريمة بالقول " إن الانفجار ناجم عن صواريخ جراد أطلقها رجال المقاومة الفلسطينية تجاه مدن إسرائيلية"، إلا أنها بدت منهارة غير قادرة على السيطرة على نفسها من شدة الخوف.
وتقول كريمة والدموع تنهمر من عينيها وبالكاد تخرج الكلمات مرتجفة من بين شفتيها: "تركت منزلي كي أهرب من الموت، والآن الموت يلاحقني هنا..الموت يحوم في كل مكان".
وكانت كريمة وأفراد أسرتها الثمانية قد فروا منذ مساء أول أمس الأحد من منزلهم إلى منزل منى البعيد نسبيا عن منزلها بعد تلقيها اتصالا من الجيش الإسرائيلي يطالبها بضرورة المغادرة لأنه سيقصف نفقا أرضيا بالقرب منه، تستخدمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وترد عليها منى بفخر قائلة "وهم (الإسرائيليون) يهربون أيضا لأن منازلهم تقصف".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه منذ بدء عمليته في قطاع غزة الأربعاء الماضي قصف أكثر من 1350 هدفا ، فيما تعرضت الأراضي الإسرائيلية لإطلاق أكثر من ألف صاروخ وقذيفة صاروخية واعترضت منظومة القبة الحديدية أكثر من 324 صاروخا.
وزادت حادثة مقتل جميع أفراد عائلة الدلو في غزة أول أمس الأحد بغارة إسرائيلية من مخاوف كريمة، خصوصا أن البيت يعج بعشرات الهاربين من منازلهم ، مما يزيد المخاوف بوقوع عدد كبير من الضحايا لو استهدف منزل منى.
وتجد حماس نفسها أقوى في تلك المواجهة المفتوحة لأن "الربيع العربي" أفرز لها دعما سياسيا ودبلوماسيا توج بزيارتين لغزة الأولى لرئيس الوزراء المصري هشام قنديل والثانية لوزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام في اليوم التالي.
وساهمت مصر في الضغط على حماس خلال مواجهتها مع إسرائيل قبل أربع سنوات لكن مع وصول الأخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر وتونس أصبحت حماس ليست بعجلة من أمرها في صراعها المتفجر مع إسرائيل.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يعيش بالمنفى في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس "من بدأ هذه الحرب المجنونة عليه أن ينهيها".
وتبذل مصر وقطر وتركيا جهودا ووساطات لإبرام تهدئة تضع حدا لتك المواجهة التي اندلعت عقب اغتيال الطيران الإسرائيلي قائد كتائب القسام أحمد الجعبري وأحد مرافقيه مساء الأربعاء الماضي.
وعلى الرغم من مشاهد الحزن والخوف التي تسيطر على معظم سكان القطاع، إلا أن هناك شعورا بالفخر يسيطر على معظم سكان القطاع، بفعل ما تقوم به "المقاومة" من "استبسال" حسب تعبيرهم و"إذلال إسرائيل".
وصفق سكان وذوو ضحايا خلال تشييع جثة مسنة وثلاثة فلسطينيين قتلوا في هجمات على منازل ومركبات في وقت سابق بمخيم رفح ورددوا "اضرب اضرب تل أبيب" في الوقت الذي انطلقت فيه ثلاثة صواريخ فلسطينية من مزرعة قريبة من المقبرة التي دفنوا فيها قتلاهم.
وعلى الرغم من أن عملية (عمود السماء) التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة خلفت اكثر من 130 قتيلا فلسطينيا وأكثر من ألف جريح في يومها السابع، إلا أن استطلاع رأي محليا أظهر، أن 83 في المائة من المستطلعين راضون عن أداء الفصائل الفلسطينية بشكل كبير جدا، وأن 79 في المائة يريدون مواصلة الحرب مع إسرائيل حتى تحقيق تهدئة مشرفة.
يقول هاني غزال (27 عاما) من مدينة غزة، إنه "يشعر بفخر لا حدود له لأن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية مرغت انف إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر في التراب".
ويضيف غزال "المقاومة اليوم تفعل ما لم تفعله جيوش كبيرة، نحن اليوم نقصف تل أبيب".
ويشير إلى أنه "لا ينتمي لأي فصيل سياسي"، لكنه أعرب عن "سعادته القصوى لانتقال كتائب القسام من طور الدفاع إلى مرحلة الهجوم الموجع".
ويقول غزال "يجب أن نمنح المقاومة فرصتها، لقد تفاوضنا مع الاحتلال لسنين طويلة، ولكن دون جدوى، دعونا نجرب إستراتيجية المقاومة التي على ما يبدو ستؤتي نتائج ايجابية في ردع الاحتلال عن سياسته".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |