تقرير اخباري: سوريا ترحب بعمل "مستقل ومحايد" للصليب الاحمر وتتعهد بـ"تسهيله"

دمشق 4 سبتمبر 2012 (شينخوا) رحبت سوريا اليوم (الثلاثاء) بعمل "مستقل ومحايد" للجنة الدولية للصليب الاحمر، متعهدة بـ"تسهيل" مهمتها من اجل تلبية الاحتياجات الانسانية للسوريين اللذين تزايدت حركة نزوحهم الى دول الجوار مع تواصل العنف بالبلاد.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيس بشار الاسد اكد خلال لقاء اليوم مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر، "ترحيب سوريا بالعمليات الانسانية التي تقوم بها اللجنة على الارض في سوريا طالما انها تعمل بشكل مستقل ومحايد".

وقالت إن الاسد وماورر بحثا "علاقات التعاون القائمة بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون".

وعبر ماورر عن "تقديره للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية، مشيدا بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين"، وفقا للوكالة.

وشدد كذلك خلال لقاء مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على "التزام منظمته بتنفيذ انشطتها بما يخدم مصالح المواطنين السوريين المتضررين من الاحداث الراهنة بحياد كامل بعيدا عن اي مؤثرات سياسية خارجية".

ومع استمرار تصاعد وتيرة العنف في معظم المدن والمناطق السورية في الاونة الاخيرة، برزت حركة نزوح كثيفة بين السوريين في الداخل وباتجاه دول الجوار.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم إن اكثر من 100 الف شخص نزحوا من سوريا الى الدول المجاورة خلال شهر اغسطس الماضي فقط، ليكون بذلك اعلى معدل شهري لحالات النزوح.

ولفتت الى ان اجمالي عدد اللاجئين السوريين ارتفع الى نحو 236 الف لاجئ.

ويقيم غالبية النازحين السوريين في الاردن وتركيا ولبنان والعراق.

واعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا رباب الرفاعي اليوم ان ماورر زار عدة مناطق في دمشق وريفها، واطلع على اوضاع بعض المهجرين في المدارس السورية.

وقالت الرفاعي هاتفيا لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إن "ماورر زار منطقة المعضمية بريف دمشق ونقطة طبية تابعة للهلال الاحمر السوري".

كما "زار مدرسة ايضا تأوي مهجرين سوريين، واطلع على حجم الخدمات والمساعدات التي تقدم لهم من قبل الجهات الانسانية والفعاليات الاجتماعية"، حسب الرفاعي.

ولفتت الى ان "جولة ماورر شملت ايضا حي القابون بدمشق وبلدة حرستا بريف دمشق".

وشددت الرفاعي على ان الصليب الاحمر السوري سيستمر في بذل الجهود لايصال المساعدات الى مستحقيها، لافتا الى ان "زيارة ماورر تصب في تحقيق هذا الهدف".

وتعهدت دمشق اليوم بـ"تسهيل" عمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر من اجل تلبية الاحتياجات الانسانية للسوريين بشكل فعال.

فقد اكد نائب وزير الخارجية السوري خلال لقائه مع ماورر "التزام الحكومة السورية بتسهيل مهمة اللجنة الدولية وتوفير سبل اضطلاعها بأنشطتها بما يتوافق مع المبادئ الناظمة لعملها واهمها مبادئ الحياد والاستقلالية وتوخي الاهداف الانسانية لعملها".

وقالت الوكالة إنه تم خلال اللقاء بين المقداد وماورر "الاتفاق على وضع آليات محددة للتنسيق بين الجانبين يتيح تفعيل الانشطة الانسانية للجنة الدولية بما يلبي الاحتياجات الانسانية للمواطنين السوريين بشكل فعال".

ومن المقرر ان يلتقي ماورر كذلك خلال زيارته الى سوريا التي تستمر ثلاثة ايام عددا من المسؤولين السوريين، من بينهم وليد المعلم وزير الخارجية واللواء محمد الشعار وزير الداخلية وسعد النايف وزير الصحة، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.

كما سيلتقي مع رئيس الهلال الاحمر السوري عبدالرحمن العطار "الشريك الرئيسي للجنة الدولية للصليب الاحمر" في سوريا، حسب بيان للجنة.

وذكر البيان ان ماورر سيناقش في مباحثاته مع المسؤولين السوريين "القضايا الانسانية الملحة" وسيركز على "الوضع الانساني الذي يشهد تدهورا سريعا وعلى الصعوبات التي تواجهها اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري في مساعيهما الرامية للوصول الى المتضررين من النزاع المسلح".

ومنذ مطلع العام الجاري تمكن الصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري من تقديم مواد اغاثة لنحو 800 الف شخص، معظمهم من النازحين.

لكن معاناة اللاجئين السوريين تتفاقم يوما بعد يوم اثر تصاعد العمليات العسكرية والاشتباكات في مناطق عدة بسوريا.

ففي ريف دمشق ذكرت (سانا) اليوم ان "وحدة من الجيش السوري مشطت بساتين المليحة بريف دمشق من الارهابيين المرتزقة (..) وقضت على اعداد منهم والقت القبض على عدد آخر".

وقالت إن عملية الملاحقة بالمليحة اسفرت عن "ضبط سيارتين مفخختين معدتين للتفجير واجهزة اتصال حديثة وعبوات ناسفة واسلحة وذخائر متنوعة".

كما سمع مراسل (شينخوا) دوي عدة قذائف ببلدة بييلا ويلدا بريف دمشق، مع سماع رشقات متواصلة من الرصاص بين الحين والاخر.

وفي حين تواصل القصف اليوم على أحياء بمدينة حلب (شمالا)، استمرت الاشتباكات في أحياء سيف الدولة والإذاعة، في وقت تضاربت فيه الأنباء بشأن السيطرة على المدينة.

وقال معارض سوري ل(شينخوا) إن "قصفا استهدف أحياء الميسر والإذاعة بمدينة حلب استمر ليل الاثنين الثلاثاء، فيما دارت اشتباكات في عدة مناطق، منها منطقة سيف الدولة وحي الإذاعة"، مشيرا إلى أن "الوضع الإنساني في حلب مزر للغاية، حيث لا توجد أية مساعدات إنسانية".

وأضاف المعارض الذي رفض الكشف عن اسمه أن "بلدات بريف حلب كدير حافر ومدينة الأتارب أيضا شهدت قصفا".

في المقابل، قالت (سانا) إن "قوات الجيش واصلت ملاحقة الإرهابيين في منطقة سيف الدولة بمدينة حلب وكبدتها خسائر فادحة وصادرت كميات كبيرة من العبوات الناسفة المعدة للتفجير وأجهزة اتصالات وعددا من السيارات المسروقة".

ولفت كذلك الى ان "الأجهزة المختصة حررت 14 مخطوفا بينهم نساء وأطفال في منطقة أورم التابعة لمحافظة حلب وقضت على عدد من الإرهابيين المرتزقة".

ولاتزال الانباء تتضارب بشأن السيطرة على احياء في حلب، فالجهات الرسمية السورية تؤكد سيطرتها على بعض الاحياء الهامة وخاصة حيي صلاح الدين وسيف الدولة، فيما يقول الجيش الحر إنه "يسيطر على 70 في المائة من مدينة حلب".

وفي حمص (وسط) ذكر تلفزيون (الاخبارية) السوري ان "قوات حرس الحدود تصدت لمجموعة ارهابية استهدفت نقطة لحرس الحدود بصاروخ محلي الصنع في بلدة ادلين التابعة لمنطقة تلكلخ بريف حمص، ما اسفر عن اصابة عنصرين، بغية التسلل الى الداخل السوري".

وقال إن "المجموعة الارهابية فرت الى داخل الاراضي اللبنانية".

وفي ادلب، قال مصدر اعلامي سوري ل(شينخوا) إن "قصفا وقع على مدينة كفرنبل، كما شهدت بلدة كفرومة وبلدات دير سنبل وكنصفرة واحسم بجبل الزاوية وبلدة دركوش قصفا مماثلا".

وقال رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض لؤي حسين، ل(شينخوا) اليوم إن "النزاع المسلح بين الحكومة والمعارضة، هو الذي يؤدي الى تهجير السكان من مناطق سكناهم".

وحمل حسين السلطة "المسؤولية الاكبر في هذا المجال لانها صاحبة القرار وهي القادرة على اتخاذ القرارات سواء تعلق الأمر باللاجئين، أو بأي أمر آخر يخص السوريين".

لكنه انتقد جهود المعارضة في التخفيف من معاناة اللاجئين، واصفا اياها بانها "غير منتظمة وغير موحدة، وهي اضعف من ان تتمكن من ايجاد حلول لظاهرة النزوح الداخلي او ظاهرة اللجوء الى دول الجوار".

ودعا محمود مرعي عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية والحزبية في سوريا الى التعاون مع المنظمات الدولية للتخفيف من معاناة اللاجئين، آملا ان تحقق زيارة ماورر نتائج ملموسة على الارض فيما يخص ملف اللجوء.