كولدنينغ: ذلك المكان الخلاب (صور)

الكل يعرف أن كولدنينغ مكان جميل ولكن ربما لا يعرف كثيرون أن هذا المكان تعجز أي عبارة عن وصفه أو مدحه عندما تراه بالعين. وفي هذه الحالة قد تكتفي بكلمات بسيطة مثل: مكان جميل، وهو الوصف الذي يمثل أكثر صفات كولدنينغ أصالة وبساطة.

كولدنينغ كنز مستتر في أعماق جبل تياشان حيث تقع على نهر كولدنينغ أحد روافد نهر جرغران الأكبر وترتفع 1500 متر عن سطح البحر وهي عبارة عن حوض منبسط في جنوبي وادي جرغران الأكبر. الصيف أجمل وقت لكولدنينغ حينما تخضر الجبال المحيطة بها وتخترقها أنهار متعرجة مما يبدع مشهدا فريدا يجمع بين الصخور والمياه المتعاكسة والأودية والروابي المتشابكة وخاصة إذا انتشر الضباب الصباحي، فتتناغم الجبال الناضرة بالأعشاب الريانة والغابات الكثيفة وتتناجى البرازخ الغائرة بالأحواض الواسعة وتتداخل المروج مع الخمائل وتتناثر بينها قطعان المواشي في مشهد جمال طبيعي يفوق أي وصف. والجدير بالذكر أن كولدنينغ تحتضن أكبر احتياطي في الصين من أشجار التنوب البدائية ولذلك أقيمت فيها محمية طبيعية على المستوى الوطني. في كولدنينغ تألف رؤية أشجار التنوب على المنحدرات بقاماتها المديدة وتتموج مع الجبال إلى أقصى الأقاصي.

وإذا مددت النظر إلى بعيد ترى جبلا شامخا يلمع بثلوجه الناصعة البياض على خلفية السماء الصافي والشمس المحرقة ألا وهو جبل كابانباي البالغ ارتفاعه 4257 مترا والمسمى باسم أحد أبطال قومية القازاق. وفي سفوح الجبل تنمو أشجار التنوب على إيقاع النسيم لتشكل خضم غابات متموجا يسمى "تكراقاي" التي تعني في اللغة القازاقية أشجار التنوب الباسقة.

وعلى المروج الواسعة والغنية بالكلأ لا تجد راعيات جميلات يلبسن الأزياء القومية التقليدية فحسب بل ترى أيضا فرسانا صناديد يستلذون سباق الأفراس وأفواجا من الرجال والنساء والكبار والصغار يصغون إلى عزف وشدو الشعراء الرحالة إضافة إلى قطعان من الأبقار والأغنام تتمشى في أناة وتؤدة وبعض الرعاة يستعجلون مطاياهم بالأسواط. وقد تقع أنظارك على تلك الخيام المتوارية بين الأشجار ويتصاعد فوقها دخان الطبخ. يا لها من مناظر خيالية! كيف لا نتشوق إلى زيارة هذا العالم المنعزل وقد سئمنا ضجيج المدن لكي نستغرق في مشوار روحي لن يمحى أثره من الأذهان! (ياسمين تشانغ)

شبكة الصين /15 أغسطس 2005/