توجه تشانغ جين ليانغ وهو مزارع فى منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمال الصين الى العمل يوم الجمعة مفعما باحساس من الامل " لم يكن يظن انه سيراوده من قبل " بعد اعلان سياسة الحكومة حول الضرائب الزراعية .

وقال تشانغ الذى يبلغ من العمر 69 عاما " لقد ظللت أعمل فى المزارع معظم حياتى . ولم اتوقع قط ان يأتى يوم لا نحتاج فيه الى دفع ضرائب" .

فى الدورة الثانية للمجلس الوطنى العاشر لنواب الشعب الصينى العاشرالتى افتتحت في بكين يوم الجمعة قال رئيس مجلس الدولة ون جيا باو ان الصين سوف تلغى الضرائب الزراعية خلال خمسة اعوام .

وفى منطقة سايهان فى مدينة هوهيهوت حيث يعيش تشانغ واسرته قررت الحكومة المحلية الغاء الضرائب الزراعية هذا العام .

يذكر ان اسرة تشانغ تتكون من ثمانية افراد يعملون فى 1.3 هكتار من الارض . وفى الماضى كان يتعين على الاسرة دفع ما يقرب من 200 يوان ضرائب زراعية كل عام .

والصين التى يوجد بها 900 مليون مزارع هى الدولة الوحيدة فى العالم التى ما تزال تفرض ضرائب على الانتاج الزراعى . وقد حددت الدولة معدل الضريبة الزراعية بنسبة 7 فى المائة من الدخل الناتج عن المحاصيل زائد 1.4 فى المائة من الضرائب الاضافية الزراعية التى تفرضها الحكومات المحلية مما يجعل الضرائب الزراعية تصل الى ما يقرب من 8.4 فى المائة .

وبداية من هذا العام فان معدل الضريبة الزراعية سوف يخفض بنسبة اكثر من نقطة مئوية فى المتوسط كل عام على مدى الاعوام الخمسة القادمة . جاء ذلك فى تقرير ون . وسوف تلغى كل الضرائب على المنتجات الزراعية الخاصة فيما عدا التبغ مما يخفض العبء المالى عن المزارعين بما قيمته 4.8 مليار يوان سنويا .

ويعتبر ما شياو خه مدير معهد بحوث التنمية الصناعية بلجنة الدولة للتنمية والاصلاح ان الغاء الضرائب الزراعية خطوة تجاه تحديد ضريبة مشتركة فى المناطق الريفية والحضرية اللتين تخضعان حاليا لسياسات ضريبية مختلفة .

يذكر ان الضريبة الزراعية تمثل 4 فى المائة فقط من الدخل المالى للصين الا انها كانت تعتبر عبئا كبيرا على المزارعين . وان معدل فجوة الدخل بين سكان الحضر والريف تزايد من 1.8 : 1 فى عام 1984 الى 3.1 : 1 فى عام 2003 وان معدل دخل الفرد من المزارعين الصينيين فى عام 2003 كان 2.662 يوان .

قال ما " ان المناطق الحضرية لا تستطيع ان تحتفظ برخائها وسط الفقر الريفى " و" اذا لم يتغير الوضع فان مستقبل التنمية فى الصين سوف تعيقه المشكلات الريفية " .

وعلاوة على ذلك فان الضرائب الثقيلة تقتل دوافع المزارعين . وفى الصين تعد الحبوب من اهم المحاصيل الا انه مع انخفاض الاسعار والضرائب الثقيلة اخذ المزارعون بدلا من زراعتها يسعون الى العمل فى المدن ، وبذلك أخذ انتاج الحبوب فى الصين يتناقص منذ عام 1999 مثيرا المخاوف حول الامن الغذائى الوطنى .

وادت هذه المخاوف الى قيام الحكومة المركزية باصدار " الوثيقة رقم واحد " وهى الاولى من مثل هذه الوثائق عام 2004 للتأكيد على المشكلات التى توجد فى القطاع الزراعى .

وقدمت الوثيقة تفصيلا قرار الحكومة المركزية لتخفيض معدل الضريبة بنقطة مئوية واحدة . وفى اعقاب صدور " الوثيقة رقم واحد " تجاوبت معها كل المقاطعات والبلديات ومناطق الحكم الذاتى فى البلاد سريعا .

وقد قامت بكين وبعض المناطق الاخرى مثل هانغتشو فى مقاطعة تشجيانغ فى الشرق ويانان فى مقاطعة شنشى الشمالية بتبنى سياسات لالغاء الضرائب الزراعية . وفى مقاطعة انهوى الاقل تقدما نسبيا فى شرق الصين الغت الحكومة المحلية ضريبة الزراعة المضافة التى كانت تحقق 600 مليون يوان عوائد كل عام .

قال شو شان دا نائب مدير مكتب الضرائب العامة التابع للدولة " بالرغم من انه من غير الممكن القضاء على الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية فاننا على الاقل نستطيع عمل شىء لمنع اتساع الفجوة " . (شينخوا)

شبكة الصين /6 مارس 2004/