الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تايوان.. تاريخ وعادات وقبائل ترفض الاندثار (صور)


السكان الأصليون في تايوان يحتفلون بعيد فنغنيان (الحصاد الوفير)

موطن الحرفيين

تشتهر بلدة لوقانغ لمحافظة تشانغهوا بوسط تايوان بالمشغولات والحرف الفنية اليدوية. ويقال إنه قبل حقبة السبعينات في القرن الماضي، كانت العروس في تايوان تتباهى فخرا إذا كان أثاث بيتها الجديد مصنوعا في لوقانغ. تشمل الأعمال اليدوية الشهيرة الأثاث وتماثيل الإلهات والمشغولات القصديرية والفوانيس وغيرها.

داخل وخارج دكان وودونهو للفوانيس في شارع تشونغشان ببلدة لوقانغ، تعلق الفوانيس الورقية المختلفة الشكل والحجم. صاحب الدكان، وو دون هو، الذي جاوز عمره الثمانين بست سنين، رجل أصم فقد سمعه قبل ثلاث وسبعين سنة، ولكنه صار خبيرا في صنع الفوانيس بكفاءته العالية وصبره الجميل. ترجع أصول صناعة الفوانيس إلى مقاطعة فوجيان، وهناك مدرستان للفوانيس؛ تشيوانتشو وفوتشو، الفرق بينهما هو هيكل الفانوس. يؤمن وو دون هو بأن الثقافة الصينية التقليدية ثقافة موسوعية ذات جاذبية خاصة وينبغي التمسك بها والحفاظ عليها ونقلها من جيل إلى جيل.

 

الثقافة الأصلية

يبلغ عدد سكان تايوان حوالي 23 مليون نسمة، 2% منهم مواطنون أصليون، ويقصد بهم أبناء القوميات التي استوطنت هذا المكان أولا، وهؤلاء يقدر عددهم بنحو 430 ألف نسمة.

يوجد في محافظة تايدونغ بتايوان أكبر تجمع للسكان الأصليين، إذ يقطنها نحو ثلثهم، وينتمون لست قوميات أصلية منها قومية آمي. ويعد جبل دولان الموطن الأهم للسكان الأصليين، حيث يعيش فيه أبناء العديد من القوميات الأصلية. ويقدس أبناء قوميتي بينان وآمي هذا الجبل. ومازال بعض أبناء السكان الأصليين محتفظين بنمط الحياة والموسيقى والحرف اليدوية الأصلية.

مازالت مستوطنات السكان الأصليين متمسكة بنظام الطبقات الاجتماعية والألقاب، مثل شيخ القبيلة، المحارب والعراف. دو دوي تيان هو شيخ قبيلة آمي. غطاء رأسه المزين بقرون الماعز وأنياب الخنزير البري وريش التدرج يميز هذا الرجل القوي البنية عن الألفي فرد العاديين الآخرين من أبناء آمي في القرية. يقول دو حزينا: "الثقافة القديمة لقبيلتنا تحتضر. عندما كنت صبيا أخبرني جدي أن أسلافنا كانوا يصنعون الملابس من لحاء الشجر. ولكن هذا الأسلوب اندثر مع الزمن". الجيد أن كبار السن من أبناء القبيلة استطاعوا استعادة هذه الحرفة بعد عشر سنوات من التجارب.

شهدت السنوات الأخيرة عودة المزيد من أبناء القبائل إلى مواطنهم في جبل دولان، ومنهم الفنان شي جو سو في، الذي يسعى إلى استلهام أفكار أعماله النحتية. وقد تعمق أفراد آخرون من المجتمعات العرقية المحلية في تراثهم وطوروا أنواعا من الأثاث والحلي وأعمال النسيج الطبيعية، وكلها تحظى بإقبال السائحين.

على الرغم من وجود علامات على انبعاث جذورهم، إلا أن التوجه العام لشباب جبل دولان للخروج من موطنهم لم ينحسر. تواجه كافة القبائل نفس التحدي، إلا وهو كيف يمكن ضمان الحفاظ على ثقافتها وعاداتها. ويتعلق الأمل على أعياد الحصاد السنوية لها والتي يقيمها أبناء القبائل من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر. وفقا لهذه الروح، بدأت محافظة تايدونغ سنة 2002 مهرجان ثقافة جبل دولان السنوي في محاولة لتشجيع وتقوية الاعتزاز الشعبي بالثقافة الأصلية. هذا المهرجان يقام لمدة عشرة أيام في شهر أكتوبر سنويا.

بعض القبائل لها لغاتها الخاصة المنطوقة والمكتوبة، ومنها قبيلة تسو. سكان جبل آلي في محافظة جيايي التي تسمى أرض أجداد تسو، ينتمون لقبائل عديدة ويحملون ألقابا عائلية مختلفة. تكون الأحداث الهامة مناسبات لاستعراض الطقوس القديمة للقبيلة، مثل تقديم القرابين للآلهة وبذر البذور والحصاد. قاو ده شنغ، وهو من أبناء تسو، بني كوخا خشبيا في الجبل وأسماه كوخ آيده (المحبة)، يقدم فيه الغناء الشعبي وعروض الرقص. يأمل السيد قاو أن يكون كوخه نافذة على ثقافة وروح تسو. يقول: "من خلال ذلك أعبر عن مشاعري الخاصة وأنهض بمهمتي الاجتماعية. الغرض الأساسي هو نقل ثقافتنا".

 

(مجلة الصين اليوم، العدد 7، 2009)

 

شبكة الصين / 19 يوليو 2009 /

 



     1   2   3   4  



-383330 سائحا تقريبا من البر الرئيسي الصيني يزورون تايوان في عام واحد

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :