بكين 5 نوفمبر /شينخوا/
انتهت قمة الصين - افريقيا بالغة الأهمية فى العاصمة الصينية بعد ظهر
اليوم /الاحد/ بتبنى خطة عمل طموحة، تهدف إلى الإرتقاء بالتعاون
الثنائى إلى مستوى أعلى.
تقوم كل من الصين وافريقيا
بتقوية التعاون فى الشؤون السياسية، والاقتصادية، والدولية، والتنمية
الاجتماعية، وفقا لخطة العمل التى تبنتها قمة بكين لمنتدى التعاون
الصينى الافريقى.
وقع الوثيقة زعماء الصين
و48 دولة افريقية تحضر التجمع الدبلوماسى رفيع المستوى غير المسبوق فى
تاريخ الصين وافريقيا، وترسم خارطة طريق للتعاون خلال الفترة من 2007
إلى 2009.
وأتفق الجانبان على مواصلة
قوة الدفع للزيارات والحوارات رفيعة المستوى من اجل تدعيم الصداقة
التقليدية، والثقة المتبادلة، وتعزيز تبادل وجهات النظر، وتوثيق
التنسيق فى العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية والاقليمية الرئيسية،
وتبادل الخبرات فى الحكم، سعيا لتحقيق التنمية والتقدم المشتركين.
وتقول خطة العمل التى تتعهد
بتقوية التعاون "ان الصين وافريقيا يشجبان ويعارضان الارهاب فى شتى
صوره"، وسوف "يستكشفان طرقا للتعاون فى مكافحة الارهاب."
وتضيف ان كلا من الصين
وافريقيا "يعارضان المعايير المزدوجة"، بينما تعترفان بالدور القيادى
للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولى فى الحملة الدولية لوقف
الارهاب.
واتفق الجانبان على وضع
آلية للحوار السياسى المنتظم بين وزراء الخارجية فى اطار منتدى
التعاون الصينى الافريقى، وقررا ان يجرى وزراء خارجيتهما فى العام
التالى لكل مؤتمر وزارى للمنتدى مشاورات سياسية فى نيويورك على هامش
الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبادل الاراء حول القضايا الرئيسية ذات
الاهتمام المشترك.
وتدعو خطة العمل الى زيادة
التعاون الدولى فى تعزيز نزع السلاح النووى، وحظر انتشار الاسلحة
النووية.
وتقول الوثيقة "ان الصين
تدعم جهود افريقيا فى تحقيق هدفها فى إقامة منطقة خالية من السلاح
النووى بها على اساس تطوعى"، مضيفة أن الصين ستواصل دعم "العمليات
الانسانية لإزالة الألغام فى افريقيا"، ومعركتها ضد التجارة غير
الشرعية فى الاسلحة الصغيرة والخفيفة بالمساعدة المالية والمادية،
والتدريب ذى الصلة.
كما اتفق الجانبان فى
الوثيقة على تكثيف التعاون فى مواجهة قضايا الأمن غير التقليدية، ومن
بينها الكوارث الطبيعية، واللاجئين، والمشردين، والهجرة غير الشرعية،
والجرائم متعدية الجنسيات، وتهريب المخدرات، والامراض المعدية، والتى
تهدد السلام والأمن الدوليين.
وطالبت الوثيقة بدعم الدور
الهام الذى تقوم به الأمم المتحدة فى الشئون الدولية، وتعزيز التعددية
والديمقراطية فى العلاقات الدولية، مؤكدة مجددا على احترام ميثاق
اللأمم المتحدة، والمبادئ الخمسة للتعايش السلمى، ومبادئ القانون
الدستورى للاتحاد الافريقى.
وذكرت الخطة أن اصلاح الأمم
المتحدة يجب أن يكون مبنيا على مفاوضات ديمقراطية، وأن يسهم فى الحفاظ
على الوحدة بين الدول الاعضاء فى المنظمة الدولية، مطالبة بمنح
الاولوية للدول النامية، وخاصة الدول الافريقية، فى اصلاح مجلس الأمن
الدولى.
وتقول الوثيقة أنه فيما
يتعلق بالتعاون الاقتصادى، سيعمل الجانبان معا سعيا لتحقيق التنمية
المشتركة.
وتضيف أن الصين والدول
الافريقية مصممة "عازمتان" على تدعيم الاستكشاف والإستغلال المشترك
للطاقة والموارد فى ظل مبدأ التبادلية، والتنمية المشتركة.
وأشارت الى ان الصين
وافريقيا "متكاملتان بدرجة كبيرة" فى قطاعى الطاقة والموارد، وأن
"تعزيز المشاركة فى المعلومات، والتعاون العملى" فى هذين القطاعين
يخدم المصالح طويلة الأجل للجانبين.
وتقول خطة العمل أن الصين
ستعمل على مساعدة الدول الافريقية "لتحويل مميزاتها فى الطاقة
والموارد إلى قوى للتنمية"، مع إعطاء "اولوية متقدمة" لحماية البيئة،
والتنمية المستدامة فى القارة.
كما تعلن اعتزام الجانبين
على مكافحة فيروس نقص المناعة /الايدز، والملاريا، والسل الرئوى،
والايبولا، والتشيكونجونيا، وانفلونزا الطيور، وغيرها من الأمراض
المعدية.
وتضيف أن حكومة الصين قررت
مساعدة الدول الافريقية فى بناء 30 مستشفى، وتزويدها بمبلغ 300 مليون
يوان (37.5 مليون دولار امريكى) منحة لتوفير الادوية ضد الملاريا
للدول الافريقية، وبناء 30 مركز ارشادى للوقاية من وعلاج الملاريا
خلال السنوات الثلاث القادمة.
وتقول الخطة أن الحكومة
الصينية ستنشئ المزيد من معاهد كونفوشوس فى الدول الافريقية لسد
الحاجة المحلية لتدريس اللغة الصينية، كما تشجع الجامعات الصينية على
تدريس اللغات الافريقية.
كما تشير الخطة إلى قرار
الصين مساعدة الدول الافريقية فى إنشاء 100 مدرسة ريفية خلال السنوات
الثلاث القادمة، وزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الافارقة
للدراسة فى الصين إلى نحو أربعة ألاف بحلول عام 2009 مقارنة بألفين
حاليا.
كما تعهدت الحكومة الصينية
بتوفير التدريب السنوى لعدد من مسئولى التعليم، وكذا رؤساء وكبار
أساتذة الجامعات، والمدارس الابتدائية، والثانوية، والمهنية فى
افريقيا، وفقا للوثيقة.
وتشير الوثيقة الى ان
القرار الجديد للصين بمد وضع المقاصد السياحية المعتمدة للسياح
الصينيين الى الدول الأفريقية التسع - الجزائر، والرأس الأخضر،
والكاميرون، والجابون، ورواندا، ومالى، وموزمبيق، وبنين، ونيجيريا،
رفع عدد هذه الدول الى 26 دولة.
وقد وصل عدد السياح
الصينيين الى افريقيا إلى 110 الاف عام 2005، أى ضعف رقم عام 2004،
وفقا لمكتب ادارة الدخول والمغادرة بوزارة الأمن العام.
وتقول الوثيقة أن الجانبان
يعتزمان تعزيز الحوار والتبادلات فى حماية البيئة، والتعاون فى تنمية
الموارد البشرية.
وأعلن الرئيس الصينى هو جين
تاو حزمة مساعدات، واستثمارات، وتجارة، وغيرها من اجراءات التعاون
الرئيسية مع افريقيا، بهدف صياغة نمط جديد من الشراكة الاستراتيجية
صباح امس /السبت/ فى خطابه فى مراسم افتتاح القمة، التى ركزت على
"الصداقة، والسلام، والتعاون، والتنمية."
وفى وقت لاحق امس، تم
افتتاح مؤتمر رفيع المستوى للحوار بين منظمى الأعمال فى قاعة الشعب
الكبرى، حيث اقترح رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو على كل من
الصين وافريقيا الإستغلال الكامل لإمكانيات التعاون بينهما.
شبكة الصين / 6 نوفمبر 2006 /
|