بكين 10 يناير 2022 (شينخوانت) تتميز شعلة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين بألوان زاهية مثل الفضي والأحمر اللذين يرمزان إلى التقاء الجليد والنار، وبياض الثلج والجليد، وتدفئة العالم. ويماثل مظهر شعلة البارالمبياد الشتوي تماما شعلة الأولمبياد الشتوي، باستثناء الألوان الفضية والذهبية، والتي ترمز إلى تحقيق الأحلام وتجسد القيم المتمثلة في "الجرأة والعزيمة والتشجيع والمساواة". وأثناء عملية التسليم، يمكن لقمتي الشعلتين أن تتشابكا بشكل وثيق، وهو ما يرمز أيضا إلى رؤية الألعاب الأولمبية الشتوية المتمثلة في التبادل بين مختلف الحضارات والاستفادة المتبادلة، مما يجعل دول العالم أكثر معرفة ببعضها بعضا.

وأشار المصمم لي جيان يه إلى أن الشعلة تتميز بتكنولوجيا عالية. أولا، لم تُصنع بمواد معدنية تقليدية، بل استخدمت مادة مركبة من ألياف الكربون والراتنج خفيفة الوزن وعالية القوة. ثانيا، هناك العديد من الابتكارات الفنية في الصناعة اليدوية. وقال السيد هوانغ يو شيانغ خبير ألياف الكربون ونائب المدير العام لشركة سينوبك شانغهاي المحدودة للبتروكيماويات إن الشعلة مصنوعة من نسيج ثلاثي الأبعاد، وهو أكثر التقنيات تقدما. ويمكن نسجها في أشكال شتى، وأي حجم يطلبه المصمم. ويعتبر ذلك اختراقا تكنولوجيا في صب ألياف الكربون، وهو عبارة عن مجموعة متنوعة من القوالب المصممة خصيصا لحل متطلبات التشكيل لمختلف الأسطح المنحنية. والثالث هو اختيار راتينج خاص جدا يمكنه تحمل درجات الحرارة العالية. رابعا، طُورت تقنية قولبة الراتينج بشكل خاص، لأن طريقة المعالجة التقليدية لا يمكنها الإيفاء بالمتطلبات. والخطوة الأخيرة هي صنع شعلة من الراتينج بوسائل خاصة، وهي أيضا مقاومة للحريق ودرجة الحرارة.

وفيما يتعلق بالوقود، فإن الشعلة تستخدم وقود الهيدروجين الأنظف والصديق للبيئة، وناتج الاحتراق هو الماء فقط، بدلا من ثاني أكسيد الكربون، وذلك لتحقيق انبعاثات صفرية تماما. وصرح هان تسونغ جيه، كبير المهندسين بشركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية لمراسل وكالة أنباء شينخوا أنه خلال عملية البحث، تغلبوا على العديد من المشكلات الفنية، وقال إن لهب الهيدروجين غير مرئي تحت أشعة الشمس، وهو ما لا يمكنه تلبية احتياجات التصوير. وطور العلماء في البداية صيغة قادرة على ضبط لون لهب الهيدروجين لإعطائه لونا مرئيا. وكانت المشكلة الثانية هي أن اللهب في الشعلة قد ينطفئ في ظل السرعة العالية أو الرياح الشديدة أثناء عملية النقل، وحقق العلماء استقرار احتراق الشعلة في مهب رياح عاتية تبلغ سرعتها 100 كيلومتر في الساعة.

ومنذ إطلاق أنشطة الاستطلاع العام والدعوات التوجيهية بشأن شكل الشعلة في إبريل عام 2020، تلقت اللجنة المنظمة لألعاب الأولمبية الشتوية ببكين 182 مشاركة من جميع أنحاء البلاد. وبعد عملية المراجعة والبحوث والتماس الآراء من المنظمات الرياضية والخبراء في اللجنة الأولمبية الدولية وغيرها، حُدد التصميم الحالي.

ويعتقد لو شياو بو، عضو لجنة التحكيم وعميد أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة تسنغهوا، أن هذا التصميم بسيط وأنيق، مع إحساس قوي بالسيولة والحداثة، مما يعكس التكامل العضوي بين الفن والتكنولوجيا. وكشف وانغ شيانغ يو، نائب مدير إدارة الأنشطة الثقافية باللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين أن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أشاد بتصميم الشعلة، وأعرب عن اعتقاده بأن تصميم الشعلة أثبت مرة أخرى أن أولمبياد بكين الشتوي هو عبقرية في الرياضة والثقافة والفن والتكنولوجيا حيث تجمع تراثا ثقافيا وابتكارا تكنولوجيا في كيان واحد، وتعرض الثقافة والفنون الصينية بشكل مثالي، ولا تجسد خصائص مدينة الألعاب الأولمبية المزدوجة فحسب، بل تُظهر أيضا روح الألعاب الأولمبية.