الشركات الصينية في أفريقيا(صور)
دخلت بعض الشركات الصينية المشهورة أفريقيا في السنوات الأخيرة، بينما حققت تطورها الذاتي فقد ساهمت أيضاً في التعاون الودي مع الأوساط السياسية والاقتصادية المحلية، وحققت فوزا مشتركا.
العائدات الاجتماعية والاقتصادية بارزة
في البنايات الجديدة التي اصبحت معالم في مناطقها والتي لا يحصى عددها سُكب عرق وذكاء الصينيين من مراحل التصميم إلى تنفيذ بنائها في أفريقيا، من غربيها إلى شرقيها، ومن جنوبيها إلى شماليها، ويمكن مشاهدة المساعدات التي قدمها الصينيون للسكان المحليين في حفر آبار المياه وبناء المدارس والطرق العامة والسكة الحديدية والمحطات الكهربائية والجسور..
سلمت قاعة المؤتمرات الدولية السودانية التي بنتها مجموعة شانغهاي للبناء إلى حكومة السودان رسميا في إبريل 2005، فبدأت منذ ذلك الوقت الاستضافات الموفقة على التوالي لمؤتمرات القمة لاتحاد الدول الأفريقية وجامعة الدول العربية وللدول الأفريقية ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي وغيرها من سلسلة من المؤتمرات الدولية الكبيرة، مما شق طريقا جديدا لسياحة المؤتمرات بالسودان.
جذبت مشروعات شركة هواوي وشركة ZTE والشركة الصينية للمياه والكهرباء في أفريقيا أنظار الكثيرين، وفرت هذه الشركات فرص عمل كثيرة في تلك الدول الأفريقية ووفرت أيضا فرصا عديدة للتدريب الفني، فأصبحت العائدات الاجتماعية والاقتصادية ملحوظة أكثر فأكثر، وحققت سمعة طيبة للشركات الصينية في أفريقيا. لذلك بدأ حجم المشروعات التي تنفذها الشركات الصينية في أفريقيا يكبر تدريجيا ، وتتوسع سوقها أكثر، وتشكلت دورة إيجابية لها.
مضت 10 سنوات على دخول شركة ZTE السوق الأفريقية، وأقامت 15 قاعدة تدريب في جنوب أفريقيا وانغولا، تدرب نحو 4500 متخصصا سنويا لأفريقيا. ونجحت الشركة في تنفيذ استراتيجية التوطين في أفريقيا، حيث توظف الأفارقة الذين يشكلون ثلثي إجمالي عدد عامليها في القارة، 1100 عامل، في أفريقيا. الأمر الذي جعل المسؤولين الحكوميين المحليين يثنون على إسهام الشركات الصينية في التنمية الاقتصادية المحلية.
ازدياد عدد الشباب
ازداد عدد الشبان الصينيين الذين يمارسون التجارة في القارة أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، الأمر جعل معظم عاملي شركة هواوي و شركة ZTE في أفريقيا من الشبان، سافر بعضهم إلى أفريقيا بعد شهر أو شهرين من تخرجهم في الجامعات، يحمل كل منهم مؤهل جامعي فما فوق، ويتكلم الإنجليزية، فيمتازون بالسرعة في استيعاب معارف جديدة والتكيف مع البيئة الجديدة ، والتبادل والتواصل مع السكان المحليين بسهولة.
قال هؤلاء الشبان الصينيين أنهم يواجهون ضغوطا كبيرة في عملهم خارج البلاد، ويتحملون مسؤوليات أكبر، لكن ميدان عملهم أوسع، لأنهم يعيشون بين ثقافات مختلفة، الأمر الذي يفيدهم في تشكيل رؤى من منظور دولي بعيد المدي. قال /فان هوي/ أحد الإداريين الرفيعين لشركة ZTE في أفريقيا: "في أفريقيا، لشاب بالغ من العمر 20 سنة فرصة أن يكون مسؤولا عن مشروع قيمته عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية، هي يمكنك أن تتصور مثل هذه الفرصة، وأي نوع من الشعور بالنجاح؟" قال /تشاو يوي جيون/ الذي ولد في سبعينات القرن الماضي إنه عمل نائب المدير العام المسؤول عن الإنتاج في مصفاة البترول بالخرطوم، الأمر الذي يعتبر فرصة نادرة جدا.
اعتبار الإنسان العنصر الرئيسي
حول حياة العاملين الصينيين في أفريقيا قبل عشر سنوات، يمكننا أن نستخدم كلمة واحدة: صعبة. لكن الوضع يتغير حاليا.
كانت منطقة مروي التي يمر بها النيل جرداء. بعد بدء بناء سد مروي، طرحت الشركة الصينية المسؤولة عن البناء شعار "العمل الجاد والحياة السعيدة"، فركبت جهاز التلفاز والدوش في كل مسكن، وبنت ملعبا لكرة السلة وقاعة كارا أوكي ومقهي به قاعة للشطرنج والبليارد وغيرها. ويوجد في ميدان العمل مستشفى يعمل فيها 14 طبيا وممرضا تقدم علاجا مجانا لأكثر من 2000 عامل محلي.
عبر عديد من كبار المسؤولين الحكوميين أو الإداريين الأفارقة عن أن نوعية مشروعات الشركات الصينية لا تقل عن الشركات الغربية، وكلفتها منخفضة عن كلفة الشركات الغربية بكثير.وبسبب دخول الشركات الصينية وفرت المناطق الأفريقية ذات الصلة كمية كبيرة من أموال البناء، وتمتلك الآن مزيدا من المبادرة وحق الاختيار، وشهد بناء الأرياف النائية الذي كانت الدول الغربية لا ترغب في ممارسته في الماضي تقدما جديدا، وتحسنت ملامح المرافق الأساسية بالدول الافريقية التي عملت بها الشركات الصينية كثيرا. دخول الشركات الصينية الي أفريقيا لتطوير أعمالها شكل وضعا لتحقيق الفوز المشترك والمنفعة المتبادلة.
شبكة الصين / 1 فبراير 2007 /
|