خطوات جديدة للتعاون العملي بين الصين وأفريقيا
يقوم الرئيس الصيني هو جين تاو بزيارة دولة لكل من الكميرون وليبيريا والسودان وزامبيا وناميبيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وسيشيل تلبيةً لدعوة من رؤساء هذه الدول في الفترة ما بين 30 يناير و10 فبراير. اختار الرئيس هو جين تاو الدول الأفريقية ليزورها في جولته الخارجية الأولى هذا العام وبعد اختتام قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، الأمر الذي يعتبر تنفيذاً وترجمة عملية لنتائج هذه القمة التي انعقدت في العام الماضي، وستدفع هذه الزيارة الودية التعاون العملي بين الصين والدول الأفريقية.
هذه هي الزيارة الخامسة للرئيس هو جين تاو لأفريقيا منذ عام 1999، والزيارة الثالثة له لأفريقيا بعد أن أصبج رئيسا لجمهورية الصين الشعبية. زار رئيس مجلس الدولة ون جيا باو أفريقيا مرتين، وزار أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الآخرون أفريقيا على التوالي. الأمر الذي يدل على أن المجموعة القيادية الصينية الجديدة التي يرأسها هو جين تاو تولي اهتماما بالغا لتطويرعلاقات الصداقة الصينية الأفريقية في القرن الجديد والوضع الجديد. وجديرة زيارة هو جين تاو للدول الأفريقية الثماني في هذه المرة أن تعتبر نشاطات دبلوماسية هامة. والأمر الذي يلفت الأنظار أكثر أن الكميرون وليبيريا والسودان وزامبيا وناميبيا وموزمبيق وسيشيل من هذه الدول الثماني لم يزرها الرئيس هو جين تاو في الماضي، لذلك حظيت هذه الزيارة باهتمام واسع من قبل الرأي العام الأفريقي والدولي، ووصفت بأنها حدث هام آخر في مسيرة العلاقات الصينية الأفريقية، ذو أهمية هامة لتعميق الصداقة التقليدية والتعاون الودي بين الصين والدول الأفريقية.
تفصل بين الصين وأفريقيا مسافة شاسعة، لكن الصداقة التقليدية بينهما تعود جذورها الي تاريخ بعيد حيث يمتد تاريخ التبادل بينهما لأكثر من 2000 سنة. خاصة في الخمسين سنة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين الجديدة والدول الأفريقية عام 1956، عمل القادة الصينيون جيلا بعد جيل على وضع سياسات خاصة بأفريقيا تواكب العصر، ودفعوا التطور الثابت للعلاقات السياسية الصينية الأفريقية والتوسيع اليومي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما. حاليا تقيم 48 دولة أفريقية من بين الدول الأفريقية الثلاث والخمسين علاقات دبلوماسية مع الصين، وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا من أكثر من 12 مليون دولار أمريكي عام 1956 إلى أكثر من 50 مليار دولار أمريكي عام 2006. وأصبح منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي دعت إليه الصين والدول الأفريقية معا آلية فعالة للحوار الجماعي بين الصين والدول الأفريقية ومنبراً هاماً للتعاون العملي بينهما، وأصبحت قمة بكين معلماً جديداً لعلاقات الصداقة الصينية الأفريقية. وأصبحت المبادئ الخمسة التي طرحها الرئيس هو جين تاو أثناء زيارته لأفريقيا في إبريل 2006 وهي "تعزيز الثقة المتبادلة سياسياً، توسيع المنفعة المتبادلة والفوز المشترك اقتصادياً، الاهتمام بالاستفادة المتبادلة ثقافياً، وتعزيز التعاون المتبادل أمنياً، وتوثيق التناسق المتبادل دولياً" أصبحت مبادئ هامة توجه التطور العميق لعلاقات التعاون الودي بين الصين وأفريقيا في ظل الوضع الجديد.
توجد في أفريقيا 53 دولة مستقلة، تشكل نصف دول عدم الإنحياز في العالم، و نحو ثلث أعضاء الأمم المتحدة، وهي قوة هامة لا يستهان بها على مسرح السياسة الدولية. لقد أصبحت أفريقيا والصين صديقين يؤيد بعضهما بعضا سياسياً، وشركين يتعاونان اقتصادياً وتكنولوجياً. ويمكن القول إن العلاقات الصينية الأفريقية تمراليوم بأفضل مرحلة في تاريخها.
يُشكل ترسيخ الصداقة التقليدية الصينية الأفريقية، تعزيز التعاون الصيني الأفريقي الشامل، تحقيق التنمية المشتركة الصينية الأفريقية ، يشكل سياسة راسخة تلتزم بها حكومة الصين بثبات. منذ فترة طويلة ظلت الاستراتيجية الدبلوماسية الصينية تتخذ الدول النامية أساساً لها، وأفريقيا أكبر قارة تضم دولاً نامية. وظلت الصين والدول الأفريقية علي مدي عشرات السنين يعتمدان علي بعضهما البعض، ويحقق التعاون بينهما المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. في ظل الظروف التاريخية الجديدة لتوسيع وتعميق التعاون الصيني الأفريقي توجد إمكانيات كبيرة ومستقبل واعد.
الكاتب: هوانغ تسه تشيوان، نائب الرئيس الدائم للجمعية الصينية لبحوث القضايا الأفريقية.
(مصدر: الطبعة الدولية لصحيفة الشعب اليومية)
شبكة الصين / 1 فبراير 2007 /
|