رسالة وحيدة باللغة الصينية بخط اليد من بين الرسائل الخطية للحاصلين على جوائز نوبل

حتى الآن لم يفتح علماء بر الصين الرئيسي باب الحصول علي جوائز "نوبل". لكن في فترة 41 سنة ابتداء من عام 1957 إلى عام 1998 فاز ستة علماء أمريكيين من أصول صينية بجوائز نوبل، بمعدل عالم واحد في كل عشر سنوات. وباستثناء العالم يوان تي لي الذي فاز بجائزة نوبل للكيمياء عام 1986، فقد فاز العلماء الخمسة الآخرن بجائزة نوبل للفيزياء، هم: تشن نينغ يانغ/ عام 1957، وتسونغ داو لي/1957، و سامويل تشاو تشونغ تينغ/1976، وستيوين تشو /1997، ودانيل سي تسوي /1998.

وبسبب اكتشاف جسيم (J) الجديد ، فاز سامويل تشاو تشونغ تينغ والعالم بورتون ريتشتبر معا بجائزة نوبل للفيزياء لعام 1976. وفي 10 ديسمبر من ذلك العام، وبعد استلامه لشهادة الجائزة والميدالية وشيك بقيمة الجائزة التي سلمها الملك السويدي في العاصمة السويدية ستوكهولم ، نشر الرسالة الخطية التالية :

"يعتبر الفوز بجائزة نوبل أعظم شرف للعالم . ترعرعت في الصين القديمة، لذلك أنوي أن اغتنم هذه الفرصة لأؤكد أهمية أعمال التجارب العلمية للشبان في الدول النامية.

"في الصين قول قديم: الحكام يعملون بأدمغتهم، والرعايا بعضلاتهم. هذه الفكرة المتخلفة أضرت بالشبان في الدول النامية كثيراً. وبسببها يميل كثير من الطلاب في الدول النامية إلى البحوث النظرية بعيداً عن الأعمال في المختبرات.

"الواقع،لا يمكن لنظريات العلوم الطبيعية أن تنفصل عن أساس التجارب العلمية. خاصة أن علم الفيزياء نشأ من التجارب العلمية. أتمنى أن يثير فوزي بالجائزة في هذه المرة رغبة الطلاب بالدول النامية في الاهتمام بأهمية االتجارب العلمية."

وهذه الرسالة الخطية مكتوبة بالصينية وبخط يدي، معناها عميق، حازت على إعجاب ناس كثيرين في ذلك الوقت. وكانت أعمال سامويل تشاو تشونغ تينغ نتيجة تفكير عميق وناضج.

وأجداد العالم سامويل من منطقة ريتشاو بمقاطعة شاندونغ. وولد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1936. عاد والده إلى الصين أثناء فترة حرب مقاومة اليابان، لذلك تنقل كثيرا، وكان عمره أقل من سنة واحدة، بين مدينة نانجينغ وخفي وتشونغتشينغ وتيانجين وتشنغداو وتايوان بالصين، في عام 1956 سافر وكان عمره 20 سنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، ثم استقر فيها. رغم أن موطنه فقير ووطنه غير مستقر ولم يحقق له سعادة في ذلك الوقت، لكن جبال وأنهار وطنه تركت ذكرى لا تمحى في ذهنه.

بدأ منح جوائز نوبل عام 1901. وقبل استلام سامويل تشاو تشونغ تينغ الجائزة تصفح المعلومات ذات العلاقة، إذ اكتشف أن كل المواد مكتوبة بالإنجليزية والفرنسية والألمانية واللغات الأخرى، لكن لم تكن هناك كلمة واحدة مكتوبة بالصينية، الأمر الذي حزّ في نفسه كثيرا. فقرر أن يكتب بخط يده رسالة غير آبه بمنع المسؤولين الأمريكيين وعدم وجود آلة طباعة صينية.

وأعلنت هذه الكلمة الفريدة من نوعها للعالم أن أبناء الأمة الصينية الذين استخدم أجدادهم الكلمات التصويرية، لم يدفعوا فقط تطور الاختراعات الأربعة التي دفعت تطور الحضارة البشرية، بل تبوأوا مكانة في الجبهة الأمامية للعلوم والتكنولوجيا العالمية في أيامنا الحالية التي تشهد فيها العلوم والتكنولوجيا تغيرات جديدة يوميا.

شبكة الصين   / 30 سبتمبر 2007 /