ألقى السيد لى تشاو شينغ وزير الخارجية الصيني السابق مؤخرا محاضرة خاصة حول "الوضع الدولي والدبلوماسية الصينية" للأساتذة والطلبة في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين أي جامعته الأم بصفته ضيف شرف وجهت له دعوة خاصة. وكان ذلك في مراسم الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية الـ66 لتأسيس جامعة الدراسات الأجنبية ببكين. واستعرض لى تشاو شينغ في محاضرته الوضع الدولي الراهن واتجاه تطوره من حيث المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من نواحي عديدة أخري، وتركز حديثه علي علاقات الصين مع الولايات المتحدة واليابان والدول النامية.
وأكد لى تشاو شينغ في محاضرته أن الوضع العالمي المعاصر بصورة عامة لا يزال يتجه نحو الانفراج والاستقرار، رغم أن النزاعات والحروب في بعض الأقاليم تحدث بين حين وأخر كما قال الزعيم الراحل دنغ شياو بينغ في القرن الماضي. ولكن الحرب العالمية المحدودة النطاق لن تنفجر خلال فترة طويلة نسبيا، فسيظل السلام والتنمية موضوع العصر. وبالنسبة الى الصين، فسيوفر هذا لها فترة سلمية طويلة لتسعي الى التنمية الذاتية. وأشار أيضا الى أنه في هذا الوقت الذي تتطور فيه تعددية أقطاب العالم وعولمة الاقتصاد بسرعة عالية، لا بد للصين من الاهتمام بالتطور الذاتي أكثر، فتطبق "لا منطق قوي الا التنمية"، وتسير علي طريق التنمية الاشتراكية المنسجمة ذات الخصائص الصينية بثبات.
وأشار لي أيضا الي أنه منذ تأسيس الصين الجديدة، ومع تعزز القوة الشاملة للدولة وارتفاع مكانتها الدولية، ارتقت مكانة الصين يوما بعد يوم في معالجة الشؤون الدولية ومجال السياسة والدبلوماسية. وخاصة تحقيق سلسلة من المنجزات العظيمة بعد الإصلاح والانفتاح، ولفت تطور الصين انظار العالم أكثر فأكثر. حتى الآن، قد اقامت الصين علاقات دبلوماسية مع 169 دولة من بين أكثر من 200 دولة واقليم في العالم، وأيضا أقامت روابط مع 138 منظمة دولية. وفي الوقت نفسه، تحتل الصين مقعدا مهما في معالجة الشؤون الدولية بصفتها عضوا دائماً بمجلس الأمن الدولي .
وقال لى تشاو شينغ في الختام إنه لن ينفي أن الصين لا تزال دولة نامية وهناك فجوة كبيرة بينها وكثير من الدول المتطورة في المجالات المختلفة رغم أنها قد حققت منجزات باهرة في الماضي. فبينما تطور الصين علاقاتها مع الدول الغربية المتطورة، تهتم اهتماما كبيرا بتطوير علاقاتها الودية مع الدول النامية، وخاصة مع بعض الدول في منطقة افريقيا مؤكدا أن لكثير من الدول النامية تاريخا متشابها مع الصين، وكانت هذه الدول النامية تؤيد وتساعد الصين في المؤتمرات الدولية وقدمت مساهمات عظيمة في تأييد الصين لاستعادة مكانتها الشرعية في الأمم المتحدة. "إن الدول النامية أفضل صديق للصين. وعلى الصين أن تعزز التبادلات الدبلوماسية مع هذه الدول وتعزز أيضاً التبادلات الشعبية في الوقت نفسه، وتدعم تطور العلاقات الودية بينهم في مختلف المجالات والنواجي ".
شبكة الصين / 27 سبتمبر 2007 /