أول ديسمبر 2021 / شبكة الصين / في استاد بافوسام العشبي بضواحي مدينة بافوسام غرب الكاميرون، يمارس اللاعب ريانتي تانيو المحترف بأحد نوادي المنطقة الغربية، تدريباته اليومية. ومنذ سنوات، لم يكن ليتخيل أن يطارد حلمه الكروي مثل اليوم على أرضية هذا الملعب الحديث.

وولد تانيو في قرية إنكامبي في المنطقة الشمالية الغربية، ويعشق كرة القدم منذ نعومة أظفاره، وحلمه أن يصبح لاعبا محترفا يوما ما. 

ومع ضعف الوضع الاقتصادي لقريته، لم يكن بإمكانه سوى صقل مهاراته وسط الوحل، وقال "في سن الثامنة، ركلت حجرا بدلا من الكرة وأصيبت قدمي حينها، واحتاج الأمر لستة أشهر لأتمكن من اللعب مجددا".

وفي يونيو 2014، بدأت شركة هندسة الآلات الصينية المساعدة في بناء استاد بافوسام. وفي أقل من عامين، اكتملت أعمال المشروع في ضواحي المدينة ويغطي مساحة 30 ألف متر مربع و20 ألف مقعد وملعب كرة قدم ومضمار قبل الموعد المحدد.

وقال تشيان يوان ره، مهندس بالشركة، إن تقنيات البناء وجودة العشب وهندسة الصرف وغيرها تتوافق بشكل صارم مع معايير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والفيفا. كما زود الاستاد بالتكنولوجيا والمواد الأكثر تقدما من الصين، وحاوت جودة الملعب على اعتراف الجانب الكاميروني.

وقال تانيو "هذا الاستاد رائع للغاية، إذا كان هناك مثله للتدريب في صغري، أعتقد أنه ربما أكون في وضع أفضل من الآن".

ولا يسمح هذا الاستاد الحديث للشباب الصغير العاشقين لكرة القدم مثل تانيو بتوديع مطاردة أحلامهم وسط الوحل، ولكنه يوفر أيضا العديد من فرص العمل المحلية ويعزز التنمية الاقتصادية في البلاد.

فبفضل هذا المشروع حصلت جوستينا ميسا (40 سنة) التي تعول ثلاثة أطفال بعد وفاة زوجها على وظيفة رسمية، حيث سمح لها بناء الاستاد بالشعور بتحول إيجابي في حياتها. وفي عام 2018، افتتحت ميسا مطعما صغيرا للوجبات الخفيفة البسيطة بجانب بوابة الاستاد، وقالت "يستضيف الاستاد منافسات من وقت لآخر، وفي بعض الأحيان يأتي الزوار للقيام بجولات، لذلك يعمل مطعمي بشكل جيد".

وفي يناير 2022، ستنطلق منافسات بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم في الكاميرون، وسيستضيف استاد بافوسام عددا من المنافسات. تأمل ميسا أن يساعد هذا الحدث الرياضي في تنشيط المنطقة وجلب المزيد من الأعمال لها.

وقال أوغسطين فونكا، عمدة المنطقة الغربية، إن مشروع الاستاد جلب حوالي 2000 شركة صغيرة ومتناهية الصغر وفقا للتقديرات حتى الآن.

وأشار وانغ هونغ بو، المهندس بشركة هندسة الآلات الصينية، إلى أن الجانب الصيني قدم لنظيره الكاميروني جميع تفاصيل التعامل مع المعدات وصيانتها وصيانة العشب وتشغيل الإضاءة وصيانتها وإدارة غرفة التحكم خلال مراحل تنفيذ المشروع.

وقال وانغ له نينغ، مدير المشروع بالشركة، إنه إضافة إلى ملعب بافوسام، شيدت الشركة أيضا استاد ليمبي بنفس الحجم في مدينة ليمبي الساحلية بالكاميرون، وشيدت الشركة مرافق الدعم وتجديد الملعبين على التوالي. مضيفا أن مشروع استاد كرة القدم هو معيار للتعاون بين الصين والكاميرون، فهو لا يعزز التبادلات الفنية والثقافية فحسب، بل يحسن أيضا معيشة السكان المحليين ويعمق الصداقة بين البلدين.

وفي الفترة من 29 إلى 30 نوفمبر الماضي، انعقد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في داكار، عاصمة السنغال، وقال أوغسطين إن الصين أهم شريك تعاوني لإفريقيا ويأمل في أن تنجح أعمال هذا المؤتمر وتعود نتائجه بالفائدة على الأجيال الحالية والقادمة في الصين وأفريقيا.