6 سبتمبر 2021 / شبكة الصين / ينظم معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات خلال الفترة من 2 إلى 7 سبتمبر بالعاصمة بكين، وضم الحدث لأول مرة منطفة عرض خاصة للخدمات الرقمية، حيث ظهر القصر الإمبراطوري الرقمي أمام الزوار. وتعد هذه المرة الأولى التي تظهر فيها المدينة المحرمة على خشبة المعرض افتراضيا.

وقال يوي تشوانغ، نائب مدير إدارة المعلومات الرقمية في متحف القصر الإمبراطوري، إن القصر الإمبراطوري الرقمي يغطي مساحة 285 مترا مربعا ويضم ثلاثة أقسام رئيسية هي "القطع الأثرية الرقمية" و"التنقيب الأثري الرقمي" و"الخدمات الرقمية".

مضيفا أن القصر الرقمي شمل عروضا متعددة منها المنظر البانورامي للمدينة المحرمة واللوحات الشهيرة ومكتبة القطع الأثرية الرقمية وجناح الكنوز الرقمية ومسرح الواقع الافتراضي وعرض الواقع المعزز وتطبيق "المدينة المحرمة الرقمية"، مما يجسد أحدث الإنجازات وسيناريوهات التطبيق لمتحف القصر الإمبراطوري في حماية القصر وخدمة الجمهور عبر التكنولوجيا الرقمية.

وظيفة جديدة في المدينة المحرمة القديمة

وجذب القصر الإمبراطوري الرقمي العديد من الزوار خلال هذه الدورة من معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، حيث تقدم مجموعة من الشباب الإرشادات بحماس، والشابة كانغ شياو لو واحدة منهم. ففي عام 2017، حصلت كانغ على درجة الماجستير في تخصص صناعة الإعلام من جامعة ليدز البريطانية. وبعد عودتها إلى الصين، انضمت إلى إدارة المعلومات الرقمية في متحف القصر الإمبراطوري وأصبحت موظفة جديدة في المدينة المحرمة القديمة.

وذكرت كانغ أن إدارة المعلومات الرقمية تنفذ سلسلة من تدابير الرقمنة، بدءا من التقاط صور القطع الأثرية وجمع البيانات ثلاثية الأبعاد، مرورا بإنشاء منظومة بيانات القطع الأثرية ووضع علامات عليها، وصولا إلى عرض المعلومات الرقمية على منصات مثل المنصات الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية.

وقالت كانغ إنها كانت تعتقد أن جو العمل في متحف القصر الإمبراطوري يجب أن يكون صارما. لكن بعد مشاركتها في العمل، وجدت أن الموظفين عبارة عن فريق من الشباب المفعمين بالنشاط والحيوية. وأضافت أن جميع الزملاء البالغ عددهم أكثر من 80 شخصا في قسمها هم من الشباب، ويمتلكون أفكارا ابتكارية لتطوير منتجات رقمية تجذب الشباب.

حماية التراث إلى الأبد

ومنذ إنشاء إدارة المعلومات لمتحف القصر الإمبراطوري في عام 1998، مر المتحف بأكثر من 20 عاما من عملية الرقمنة. ومع التطبيق الواسع للتكنولوجيا الرقمية، تم تغيير اسم إدارة المعلومات إلى إدارة المعلومات الرقمية، مما أضفى  حيوية جديدة على المدينة المحرمة التي يبلغ عمرها 600 عام.

ويتذكر الناس دائما ازدحام الزوار عند الحديث عن تجربة زيارة القصر الإمبراطوري. بالإضافة إلى ذلك، فإن المباني والقطع الأثرية المفتوحة للجمهور ليست سوى جزء صغير من كنوز المدينة المحرمة. وقال يوي تشوانغ لمراسل /شبكة الصين/ إنه من خلال التكنولوجيا الرقمية، يمكن للزوار مشاهدة المدينة المحرمة بمفردهم والاستمتاع بالمدينة المحرمة بالتفصيل. مشيرا إلى أن الصور البانورامية للمدينة المحرمة تتخطى حدود الزمان والمكان لخلق "مدينة محرمة على الإنترنت"، مما يتيح للزوار مشاهدة الفصول الأربعة للمدينة المحرمة دون مغادرة منازلهم، وهذه تجربة من المستحيل أن يحصل عليها الزوار خلال الزيارة الميدانية.

وقال يوي تشوانغ "على مدار العشرين عاما الماضية، لم تساعد البيانات التي جمعناها في تحسين قدرات الخدمة الرقمية العامة للمدينة المحرمة فحسب، ولكن الأهم من ذلك أنها تحمي التراث الثقافي وتورثه بشكل أفضل". مضيفا أنه في حالة حدوث أضرار في القطع الأثرية، يمكننا استخدام البيانات التي جمعناها لإعادة ترميمها عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أو غيرها من التقنيات، بحيث يمكن الحفاظ على هذا التراث الثقافي البشري القيم إلى الأبد.

نشر الثقافة الصينية وتعزيز التبادلات الدولية

وحظيت جهود متحف القصر الإمبراطوري لتحقيق التكامل بين الثقافة والتكنولوجيا إشادة واسعة من قبل الجمهور. وقال يوي تشوانغ إن المنصات الرقمية والخدمات الرقمية للمدينة المحرمة قد انتشرت إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، وحظيت الإصدارات الصينية والإنجليزية من التطبيقات المختلفة باهتمام واسع النطاق.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، خدمت البرامج الثقافية الرقمية للقصر الإمبراطوري أكثر من 9 مليارات شخص. وفي فبراير 2020، مع تفشي وباء كورونا، أطلق القصر الإمبراطوري بسرعة منصة "السفر إلى المدينة المحرمة"، وتجاوز عدد الزيارات للمنصة أكثر من 150 مليونا.

وقال يوي تشوانغ "لدينا أكبر مجمع مباني خشبية في العالم و1.86 مليون قطعة أثرية، وجميعها ليست كنزا للأمة الصينية فحسب، بل هو أيضا تراث ثقافي للبشرية جمعاء، ونفكر حاليا في كيفية تقريب هذه الثروة الثمينة للحضارة الإنسانية إلى المزيد من الناس".

مشيرا إلى أن معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات هو أحد المنصات الرئيسية الثلاثة التي تفتحها البلاد على العالم الخارجي، ووهناك أمل في استخدام هذه المنصة لترويج المدينة المحرمة للعالم من خلال الوسائل الرقمية، وفي الوقت نفسه، الأمل في تعزيز التبادلات مع المؤسسات الخارجية والسعي إلى تعاون دولي واسع النطاق، وقال "هدفنا النهائي هو بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية من خلال التبادل الحضاري".