28 ابريل 2020 / شبكة الصين / بعد تفشي فيروس كورونا الجديد قامت بعض الشركات على وجه السرعة بتعديل خط إنتاجها وذلك لإنتاج العديد من مواد الوقاية الطبية مثل معدات صنع الأقنعة والأقنعة والملابس الواقية، التي يحتاجها المجتمع بشكل مُلح، مما وفر ضمانًا قويًا للمواد لتحقيق الفوز في المعركة الصعبة ضد الوباء، وكانت شركة SGMW للسيارات واحدة منها.

تحمل المسؤولية الاجتماعية بشجاعة

 أول معدات للأقنعة التي تم إنتاجها من قبل شركة SGMW خلال 76 ساعة فقط (صورة من شركة SGMW للسيارات)

في ورشة عمل SGMW الخالية من الغبار بمدينة ليوتشو جنوب غربي الصين، يعمل العمال على قدم وساق لإنتاج الأقنعة. فقد تغلبوا على صعوبات لوجستية عديدة، وذلك منذ أن قررت الشركة بناء خط إنتاج الأقنعة، حتى يبلغ متوسط قدرة الإنتاج مليوني قناع يوميا.

كيف يمكن لشركة تحويل خط إنتاجها وإجراء البحث والتطوير والإنتاج السريع خلال هذه الفترة الوجيزة؟

 قالت "وو مي هوي" مديرة إدارة مشروع تصنيع المامات بالشركة لمراسلنا إن شركتها قامت على نحو عاجل بتعبئة أكثر من 120 خبيرًا وفنيًا لتشكيل فريق يعمل على مدار 24 ساعة بالتناوب، مما أدى إلى تقليص مدة الإنتاج التي تستغرق 10 أيام إلى 76 ساعة فقط. وفي مختبر التصنيع الذكي، يعمل المهندسون والفنيون معًا بشكل وثيق لإجراء اختبارات مرارًا وتكرارًا لتحسين العملية والمعايير. كما ساهمت العديد من أجهزة التصنيع ذات التقنيات المتقدمة لإنتاج السيارات مثل آلات القطع بالليزر وآلة التصنيع باستخدام الحاسب الآلي، في إنتاج معدات صنع الكمامات بسرعة وبدقة.

قامت شركة SGMW حتى الآن،  ببناء 22 خطًا لإنتاج الكمامات، ولكن الأقنعة التي تم إنتاجها ليست للبيع وإنما لغرض التبرع فقط. وقال محللون بالقطاع إن العديد من الشركات تعمل جاهدة على تلبية احتياجات المجتمع والجماهير خلال تفشي الوباء، وتحملت مسؤولياتها الاجتماعية بشجاعة.

وفي هذا الإطار، قال "تشنغ لي قنغ"، الباحث المساعد في جامعة شباب الصين للعلوم السياسية، إن أعمال هذه الشركات حلت مشكلة نقص مواد الوقاية من الأوبئة في الوقت المناسب، وعززت ثقتنا وعزمنا على التغلب على الوباء. مشيدا بالأساس الاقتصادي القوي والقوة التقنية التي تم بناؤها بفضل الإصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية في هذه السنوات، الأمر الذي ساعد البلاد على حل الأزمة.

الاستفادة من إمكانات السوق للحصول على طلبات إضافية

كان للوباء تأثير شديد على إجمالي الطلب والعرض في الصناعات مثل صناعة السيارات. ومع ذلك، حققت شركة  SGMW نتائج مذهلة في أعمالها في ظل ركود الصناعة.

وأظهرت بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاء أن حجم إنتاج السيارات في البلاد في عام 2019 بلغ نحو 25 مليون سيارة، لتحتل الصين بذلك المرتبة الأولى في العالم لمدة 11 عامًا متتالية. وفي عام 2009 ، أصبحت مدينة ليوتشو المدينة الثالثة التي تنتج أكثر من مليون سيارة في العام في البر الرئيسي بعد بكين وشنغهاي، وفي عام 2019، أنتجت المدينة 1.85 مليون سيارة. وكشركة رائدة في مجال السيارات في ليوتشو، فإن كيفية حل شركة SGMW للمشاكل الحالية لها أهمية نموذجية.

وفي ظل تأثير الوباء على السوق المحلي، منحت شركة SGMW الأولوية لإمكانيات السوق الخارجية لاستهداف الأسواق التي لم تتأثر بالوباء من خلال بعض التحاليل، حيث تعتمد على مزاياها التنافسية الأساسية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في الأسواق الداخلية والخارجية، وبعد استئناف قاعدة باوجيون عملها في 7 فبراير، تم تسليم الدفعة الأولى من 1660 سيارة من طراز باوجيون 530 إلى الشرق الأوسط في 9 أيام فقط كما حصلت الشركة على طلب إضافي لما مجموعه 2554 سيارة في شهر مارس.

وقال "تشنغ لي قنغ" إن الشركات الصينية تعمل على انتهاز الفرصة خلال الفترة الخاصة لتحويل الأزمات إلى فرص، وذلك ليس فقط لضمان التنمية الاقتصادية، ولكن أيضًا لتوفير الحماية والاستقرار الاجتماعي، ودعم التطور السلس لأعمال الوقاية من الوباء ومكافحته. الأمر الذي يجسد المسؤولية الاجتماعية للشركات وخدمتها للوضع العام والمجتمع والشعب.

السعي لتنمية طويلة الأجل وتطوير سوق سيارات الطاقة الجديدة

بسبب تأثير الوباء، يزداد اهتمام الجمهور ببيئة السفر وجودته وخصوصيته. ومن المتوقع أنه بعد تخفيف الوباء، سيزداد الطلب على السيارات الخاصة. وفي الوقت نفسه، بعد استئناف الشركات الصغيرة والمتوسطة أعمالها، سيزداد الطلب على المركبات التجارية أيضًا بناءً على الاحتياجات الكبيرة لعمليات الإنتاج ونقل البضائع.

وفي عام 2019، وصلت مبيعات المنتجات الذكية لشركة SGMW إلى 160 ألف مركبة، مما زاد من سرعة تحول طريقة السفر الذكية المستقبلية، وفي الوقت نفسه عملت الشركة مع العديد من الشركاء مثل هواوي وسونيغ وشياومي لتطوير مركبة ذكية. وقالت الشركة إنها ستستخدم حلول التنقل الذكي الأكثر تنوعًا في المستقبل لخلق طريقة سفر جديدة للمستخدمين.

يُعد الوباء اختبارا هاما وفرصة جيدة للشركات لمراجعة إمكانات تكامل الموارد الخاصة بها، وقدرات التكنولوجيا الهندسية، ومشاركتها في سلسلة الصناعة العالمية.