صورة من مستشفى ووهان للأطفال

أول مارس 2020 / شبكة الصين /منذ تفشي فيروس كورونا الجديد، أثار علاج المرضى في ووهان وخاصة الأطفال منهم اهتمام المجتمع. وأجرت مراسلة شبكة الصين في 27 فبراير مقابلة مع "لو شياو شيا"، مديرة قسم طب الجهاز التنفسي في مستشفى ووهان للأطفال، وهو يُعتبر المستشفى الوحيد لاستقبال الأطفال المصابين بفيروس كورونا الجديد في ووهان.

بذل كل المجهودات من أجل سلامة الأطفال

قالت "لو شياو شيا" إن من بين الأطفال المصابين أطفال حديثي الولادة، يبلغ عمرهم بضعة أشهر فقط. وبسبب إصابة عائلاتهم، لا بدّ من علاجهم في المستشفى دون مرافقة أوليائهم. وفي هذه الحالة، يلتزم مستشفى الأطفال بكل ما يتعلق بصحة الأطفال، علاوة على التشخيص والعلاج والرعاية اليومية، كما أولى الطاقم الطبي اهتماما خاصا للراحة العاطفية النفسية للأطفال.

على سبيل المثال، هناك طفل عمره 6 أشهر فقط بدون مرافقة، لأن جميع أفراد أسرته مصابون بالمرض. فأنشأ فريق التمريض بالمستشفى مجموعة رعاية كاملة من استحمام الرضيع وتهدئته للنوم وتغذيته وتغيير الحفاضات. وتعمل الممرضات على رعاية الرضيع كأنهن أمهات مؤقتات له. ويسجلن ملاحظات لرعايته مثل "الرضاعة وتغيير الحفاظة كل ثلاث ساعات"، و"عندما يكون الطفل مستيقظًا، لا يرغب في البقاء في عربته، بل يحب أن يلعب مع الكبار".

 سنبقى بعيدا عنك

ويعتبر اللعب مهما للأطفال وبالنسبة لهؤلاء الأطفال الخاضعين للعزل، فإن أفراد الطاقم الطبي الذين يرتدون الملابس الواقعية هم الذين يلعبون معه. ولتجنب خوف الأطفال من دخول المستشفى، رسم الأطباء والممرضات رسومًا متحركة على الملابس الواقية، ليتحول الطاقم المرافق إلى شخصيات كرتونية في المستشفى، كما طلبوا من الأطفال مشاركتهم في رسم وطلاء الملابس الواقية لمساعدتهم على قضاء الأوقات الصعبة. حيث جلبت الشخصيات الكرتونية الدفئ والراحة في نفوس الأطفال.

طفلة ترسم على الملابس الواقعية لممرضة (صورة من مستشفى ووهان للأطفال)

اكتسبت هذه الأفعال من الطاقم الطبي ثقة الأطفال وحبهم المخلص. ونظرا لعدم وجود ألعاب ترفيهية في جناح المرضى، أصبح طلاء الملابس الواقية وسيلة الترفيه الوحيدة للأطفال. وذكرت "لو شياو شيا" أنه في بعض الأحيان يكون لدى الطاقم الطبي وقت فراغ أكثر، فيرغبون في قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال واللعب معهم، ولكن هناك بعض الأطفال يرددون للممرضات عبارات الوقاية مثل "سوف أنظر إليك من بعيد، أخشى انتقال الفيروس إليك". أصبح عطف الأطفال أيضًا أكبر قوة دافعة للطاقم الطبي لمكافحة الفيروس.

المحبة لن يتم عزلها

 قالت "لو شياو شيا" إن مستشفى ووهان للأطفال اسقبل أكثر من 490 طفلا مصابا بالفيروس، وتلقى المستشفى الاهتمام والرعاية من جميع أوساط المجتمع والدعم المادي القوي من الدوائر الحكومية على جميع المستويات. كما تم توصيل التبرعات المادية مثل الأقنعة والفواكه والحليب إلى المستشفى بشكل مستمر. وبفضل العمل الشاق للطاقم الطبي والرعاية من المجتمع، خرج أكثر من 200 طفل من المستشفى بعد شفائهم حتى 27 فبراير.

 ومن أجل منع المزيد من الأطفال من الإصابة بالفيروس، نشر المستشفى أيضًا معلومات الوقاية  من الوباء عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي وموقعه الرسمي لمساعدة أولياء الأمور على حماية أطفالهم بشكل فعال. وافتتح المستشفى أيضًا عيادة خاصة عبر الإنترنت للإجابة على أسئلة الأولياء بشكل فوري.

 إن الأطفال هم "زهور" الوطن، وبفضل العناية الدقيقة من عدد لا يحصى من الناس، ستتفتح الأزهار في الربيع وكل شيء سيكون على ما يرام.