arabic.china.org.cn | 20. 12. 2019

منغ فان تشاو: جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو "محرك جديد" لتنمية ماكاو

20 ديسمبر 2019 / شبكة الصين / منذ عودة ماكاو إلى حضن الوطن الأم، أنجز العديد من مشاريع البنية التحتية المحلية وعبر الحدود في منطقة ماكاو   بفضل الدعم الكبير من قبل الحكومة المركزية، بما فيها جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو. وأجرى مراسل شبكة الصين مؤخرا مقابلة حصرية مع كبير مصممي الجسر منغ فان تشاو ليتحدث عن القصص وراء هذا "المشروع العظيم" ودوره المهم في تعزيز تنمية ماكاو ومنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.

 

تحديات يواجهها المشروع

وباعتباره أطول جسر عابر للبحر وأصعب عمل هندسي بحري في تاريخ البناء في الصين، واجهت أعمال بناء جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو العديد من المشاكل المستعصية. وقال منغ إن التحدي الأكبر كان الظروف المناخية، حيث تضرب الأعاصير بشكل مباشر أو غير مباشر منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى مرتين أو ثلاث مرات كل عام، وتتسبب العواصف القوية والخصائص الهيدرولوجية الفريدة لنهر اللؤلؤ إلى تولد أمواج معقدة، لذلك كان يتاح أمام فريق البناء ستة أشهر فقط من كل عام لتنفيذ العمل، الأمر الذي يتطلب تحسين كفاءة البناء الهندسي.

أما المعضلة الثانية فهي مشكلة حماية البيئة، حيث يوجد نحو 2000 دلفين أبيض في مياه لينغدينغيانغ عند مصب نهر اللؤلؤ، والتي تعد أكبر موطن للدلفين الأبيض، بما فيها أكثر من 1000 تعيش في موقع بناء جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو، الأمر الذي تطلب إجراء أعمال حماية البيئة بشكل جيد.

فيما تمثلت العقبة الثالثة في حركة الملاحة، حيث تكون الملاحة في مياه لينغدينغيانغ مزدحمة جدا، وتبحر في هذه المياه الإقليمية نحو 4500 سفينة كل يوم، وهذا يتطلب من فريق البناء عدم ترك تأثير سلبي على حركة الملاحة في هذه المياه الإقليمية خلال أعمال البناء.

وأشار منغ إلى أن مشاكل سلامة البناء الناجمة عن الأعاصير والشحن والتربة غير الصلبة في مصب نهر اللؤلؤ، كانت حاضرة. فبشكل عام، جلبت الظروف الطبيعية المعقدة في مصب نهر اللؤلؤ تحديات كبيرة لبناء جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو. وبالإضافة إلى ذلك، يربط الجسر قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو في إطار مبدأ "دولة واحدة ونظامين"، وتكون الأنظمة الفنية والمتطلبات الإدارية في مجال البناء مختلفة بين هونغ كونغ وماكاو وبر الصين الرئيسي، بينما يكون مستوى البنية التحتية للنقل مختلفا في الأماكن الثلاثة أيضا.

ولمعالجة هذه التحديات والمشاكل، حدد فريق البناء مفهوم "البناء الجديد بعد الدراسة العميقة"، وتم تطبيق هذا المفهوم في عملية التصميم والبناء لجسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو بشكل شامل. ويتمثل جوهر المفهوم في الدقة العالية، أي يجب أن يتوافق التصميم الإنشاء والتركيب مع هدف "الدقة العالية".

وأوضح منغ أن مفهوم البناء هذا سليم جدا، وسيصبح المفهوم الثابت لبناء الجسور العابرة للبحر في المستقبل.

ونوّه منغ إلى أنه خلال عملية تصميم هيكل الجسر، أخذ فريق البناء بعين الاعتبار جوانب المتانة وحماية البيئة والعناصر الفنية والثقافية بشكل شامل. وأضاف "يجب تحقيق الهدف المتمثل في استخدام جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو لمدة 120 عاما، وهذا يتطلب تحسين متانة تصميم الهيكل، ولبناء الجسر استخدمنا مكونات خرسانية عالية الجودة". وقال منغ إنه في الوقت نفسه، استخدم الفريق الفولاذ العالي الأداء، وطور خرسانة خاصة بالأعمال الهندسية البحرية.

وفيما يتعلق بحماية البيئة ومن أجل تقليل تأثيرات مشروع بناء الجسر على الدلافين البيضاء، عدل الفريق هيكل الجسر، وهذا التعديل لا يحتاج إلى تكنولوجيا هندسية عالية فحسب، بل يرفع تكاليف المشروع أيضا.

وقد أضاف فريق البناء عناصر فنية على تصميم هيكل الجسر، إلى جانب العناصر الثقافية، حيث ترمز العقدة الصينية على الجسر إلى تعاون قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو في بناء منطقة الخليج الكبرى، وتبرز ثقافة "التعاون بين هذه المناطق الثلاث"، بينما يحتوي جسر الدلفين الذي يمثل الدلفين الأبيض على "ثقافة البحر" والعلاقة المتناغمة بين الإنسان والبحر. وبشكل عام، يرمز جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو إلى المستقبل المشرق والتنمية التعاونية لمنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.

 

محرك جديد" لتنمية ماكاو

وقال منغ فان تشاو إنه قبل افتتاح جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو، كانت المواصلات بين ضفتي مياه لينغدينغيانغ تعتمد على النقل البحري بشكل رئيسي، أما النقل البري، فكانت القيادة بالسيارة من هونغ كونغ إلى ماكاو غير مريحة، بل تحتاج إلى عبور جسر هومن الواقع على مصب نهر اللؤلؤ لأكثر من 200 كيلومتر إضافي.

وبعد افتتاح جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو، دخلت منطقة الخليج الكبرى "دائرة الحياة التي تستغرق ساعة واحدة"، وظهر دور ماكاو في تعزيز تنمية المنطقة الشرقية لقوانغدونغ بشكل حقيقي.

وفي الوقت نفسه، أسهم جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو في تكامل منطقة الخليج الكبرى، وسيترك تأثيرا عميقا على توزيع الموارد والهيكل الصناعي والمنظومة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة الخليج الكبرى.

وعندما تحدث عن التنمية المستقبلية لماكاو، قال منغ بثقة إنه سيتم تفعيل مزايا ماكاو الثقافية والتعليمية والسياحية بشكل أفضل، وسيكون دور ماكاو في تعزيز تنمية منطقة دلتا نهر اللؤلؤ أكثر بروزا.

 

تعزيز تنمية منطقة الخليج الكبرى

وكانت الفجوة بين التنمية الاقتصادية في الجزء الشرقي والجزء الغربي لمنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى كبيرة جدا. وأسهم افتتاح جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو في بناء شبكة النقل السريع وتحقيق التكامل في منطقة الخليج الكبرى، وأصبح حلم الترابط والتواصل في منطقة الخليج الكبرى في متناول اليد.

وقال منغ إن الجسر لعب دورا مهما في دعم تطوير منطقة الخليج الكبرى، وفي المستقبل ستظهر الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للجسر بشكل أكبر. ومع بناء مواقف السيارات الذكية، سيزداد عدد السياح الذين يأتون إلى هونغ كونغ وماكاو بالسيارات من البر الرئيسي، وسيلعب الجسر دورا أكبر في تعزيز التنمية السريعة لصناعة السياحة في هونغ كونغ وماكاو والبر الرئيسي.

وحتى الآن، يبلغ متوسط عدد الأشخاص الذين يمرون على جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو 50 ألفا يوميا، ومع تعمق تكامل منطقة الخليج الكبرى من المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الذين يمرون عبر الجسر في المستقبل. وفي الوقت نفسه، أصبح المظهر الفني الفريد لجسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو رمزا للتنمية المنسقة لقوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو، ويكون الجسر نفسه من الموارد السياحية الثقافية الهامة.


وقال منغ فان تشاو إن جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو أسهم في إسراع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة الخليج الكبرى، وتعزيز التنمية الاقتصادية الوطنية، مضيفا أن هذه هي القيمة الحقيقية للجسر.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号