arabic.china.org.cn | 29. 11. 2019

بين الماضي والحاضر: تاريخ عودة رؤوس الحيوانات المسروقة إلى الصين

29 نوفمبر 2019 / شبكة الصين / عقد مؤخرا حفل تبرع لتمثال رأس الحصان البرونزي، الذي يعد أحد تماثيل حيوانات الأبراج الصينية. ففي عام 2017، بيع تمثال رأس الحصان البرونزي بمزاد علني، واشتراه خه هونغ شن رجل الأعمال الشهير في هونغ كونغ وماكاو، وعرضه في منطقتي هونغ كونغ وماكاو لسنوات عديدة.

وفي هذا الشهر، قرر خه التبرع بالتمثال لإدارة الدولة الصينية للتراث الثقافي، وسلمه إلى مكتب إدارة حديقة يوان مينغ يوان من أجل المشاركة في جهود الدولة لعودة الآثار الثقافية إلى أماكنها الأصلية لحمايتها وحفظها.

وهو جزء من نافورة تتكون من 12 تمثالا برونزيا للأبراج الصينية، والتي وكانت من بين معالم القصر الصيفي القديم.

 خلال حرب الأفيون الثانية في عام 1860، دمرت قوات التحالف الإنجليزية-الفرنسية الحديقة الملكية الصينية، بما في ذلك رؤوس الحيوانات الـ 12.

وفقا للخبراء، فإن رؤوس الحيوانات ليست لها قيمة كبيرة من حيث المواد وتقنيات صناعتها.  ومع ذلك، في كل مرة تظهر فيها في مكان ما، إلا وتسببت في ضجة كبيرة في الصين.  وهذا يطرح سؤالاً حول سبب أهميتها.

 دعونا نلقي نظرة على وضعية هذه التماثيل في الماضي والحاضر، وقد نصل للجواب على هذا التساؤل.

قام جوزيبي كاستيجليون (1688-1766)، وهو مبشر إيطالي كان يعيش في الصين، بتصميم التماثيل الـ 12 لنافورة الماء التي تعمل على مدار الساعة للإمبراطور تشيان لونغ من عهد أسرة "تشينغ" (1644-1911).

جاء الإلهام من نظام الأبراج الصينية، بناءً على دورة مدتها 12 عامًا، حيث يرتبط كل عام بإشارة حيوانية.  وحسب الترتيب هم الفأر والثور والنمر والأرنب والتنين والثعبان والحصان والخروف والقرد والدجاجة والكلب والخنزير. يتم حساب الدورة وفقًا للتقويم القمري الصيني.

تقع نافورة الساعة المائية في قصر "هاي يان تانغ"، وهو قصر على الطراز الأوروبي في القصر الصيفي القديم.

 كل ساعتين، تنفث إحدى التماثيل الماء. وعند الظهر، يخرج الماء من تماثيل رؤوس الحيوانات الـ12 في نفس الوقت.

في عام 1860، غزت قوات التحالف الإنجليزية-الفرنسية بكين ودمرت القصر الصيفي القديم. حيث أشعلوا النار في الحديقة بأكملها، واستمر الحريق الهائل لثلاثة أيام.

قام الجنود البريطانيون والفرنسيون بنهب الممتلكات القيمة الموجودة في القصر من بينها رؤوس الحيوانات الـ12 البرونزية.  وحتى بقية الأشياء القيمة التي لم يتمكن الجنود من حملها قاموا بتدميرها.

بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، بدأت الحكومة الصينية في استعادة الآثار الثقافية التي نُهبت في الخارج في حروب مختلفة في القرن الماضي.

 وتمت إعادة الرؤوس البرونزية واحدا تلو الأخرى من خلال وسائل مختلفة.

يُعد رأس الحصان الذي تبرع به "ستانلي هو" الرأس السابع الذي عاد إلى الوطن بعد الفأر والثور والنمر والأرنب والقرد والخنزير.

في عام 2018، تم شراء رأس تنين برونزي، أصالته غير مؤكدة، من قبل مشتر صيني مجهول في مزاد علني ولم يتم رؤيته مرة أخرى. ولسوء الحظ، لا تزال التماثيل الأربعة الأخرى - الثعبان والخروف والديك والكلب - مفقودة.

 

رؤوس الحيوانات البرونزية الـ12

تمثال الفأر عاد من قبل فرانسوا بينولت (مالك دار كريستي) في عام 2013.
تمثال الثور تم شراؤه من قبل شركة مجموعة تشاينا بولي في مزاد عام 2000.
تمثال النمر تم شراؤه من قبل شركة مجموعة تشاينا بولي في مزاد عام 2000.
تمثال الأرنب تمت استعادته من فرانسوا بينولت (مالك دار كريستي) في عام 2013
تمثال التنين (غير مؤكد من أصالته) تم شراؤه من قبل صيني في مزاد علني عام   2018
تمثال الثعبان مفقود
تمثال الحصان تم شراؤه من قبل "ستانلي   هو" في عام 2007 وتبرع به لسلطات الآثار الثقافية الصينية في   عام 2019.
تمثال الخروف مفقود
تمثال القرد تم شراؤه من قبل شركة مجموعة تشاينا بولي في مزاد عام 2000.
تمثال الديك مفقود

 تمثال الكلب

مفقود

(في عام 2003 ، خططت شركة لبيعه في المزاد العلني في هونغ كونغ فاتضح أنه مزيف)

تمثال الخنزير
تم شراؤه من قبل "ستانلي هو" في عام 2003 وتبرع به   لمتحف بولي للفن التابع لشركة مجموعة تشاينا بولي

 

أهمية التماثيل البرنزية لرؤوس الحيوانيات:

 

وفقا للو زهوين (1924-2012)، المهندس المعماري الصيني الشهير والرئيس السابق للأكاديمية الصينية للتراث الثقافي، فإن رؤوس الحيوانات البرونزية الـ 12 ليست في الواقع ذات قيمة عالية من حيث المواد وتقنية صناعتها. وفي هذا السياق قال "ليو يانغ"، عضو اللجنة الأكاديمية لجمعية "يوان مينغ يوان" الصينية، قال إنه لا ينبغي تقييمها من حيث القيمة فقط.

وذلك لأن رؤوس الحيوانات الـ12 هي مزيج رائع من ثقافة الأبراج الصينية وطريقة التوقيت الأوروبية وتقنيات النحت الأوروبية، كما أن قصتها من النهب والعودة إلى الصين تكتسي أهمية تاريخية خاصة للشعب الصيني.

لقد تعرضت التماثيل للنهب عندما كانت البلاد في أضعف حالاتها، وتم تداولها من قبل مختلف المالكين لها. لذلك تعد رحلة التماثيل إلى الوطن شاهدا على جهود الصين في السعي لتجديد شباب الوطن بعد الاضطرابات والعدوان الأجنبي لأكثر من قرن.

 


1   2   3   4   5   6   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号