24 أكتوبر 2019 / شبكة الصين / "أفتقد وكالة فضائية مهمة في هذا المؤتمر. أين الصين؟" هكذا تفاعل الحاضرون بطرح هذا التساؤل وطلبوا الإجابة عنه في نظام التصويت أثناء انعقاد الجلسة العامة للمؤتمر الدولي للملاحة الفضائية (IAC) المنعقد في واشنطن لمدة أسبوع.

وبرز السؤال على نطاق واسع وبشكل واضح بعد أن عاين الحضور الغياب الجلي للسيد وو يان هوا، نائب مدير المصلحة الوطنية الصينية للفضاء(CNSA) ، والذي كان من المقرر أن يلقى كلمة في افتتاحية المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية يوم الإثنين إلى جانب مسؤولين من خمس وكالات فضائية وطنية أخرى.

وعزا باسكال ايرنفريوند، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي للملاحة الفضائية (IAF) والمسؤول الأول على تنظيم المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية، تعذر حضور وو يان هوا إلى ما أسماه "التباس في الوقت". في حين أن بعض الحاضرين في الاجتماع ألمحوا إلى "مشكلة تتعلق بالتأشيرة".

ولطالما كانت الصعوبات التي يواجهها العلماء الصينيون في الحصول على تأشيرة الولايات المتحدة مثيرة للقلق والشكوك. ففي مؤتمر صحفي عقد يوم الأحد، قال فينسنت بولس، الرئيس المشارك للجنة المنظمة لهذا المؤتمر، إنهم بدؤوا العمل مع وزارة الخارجية الأمريكية قبل 18 شهرا من انطلاقه لضمان حصول المشاركين على التأشيرات في الوقت المناسب. ولكن يبدو أن مثل هذه الجهود كانت بلا جدوى.

وتعد شركة "QHYCCD"، المختصة في صناعة التليسكوبات، واحدة من الشركات الصينية القليلة التي نجحت في التواجد بقاعة المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية لهذا العام. وفي تصريح لها لوكالة الأنباء (شينخوا)، قالت بي تينغ تينغ، مديرة مبيعات الشركة الناشئة، إنه تعذر على جميع الفنيين في شركتها الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.

وأضافت بي تينغ تينغ "كما تم رفض جميع طلبات التأشيرات للمتقدمين من شركة فضاء صينية أخرى تدعى سبيستي". وعلى الرغم من أن اسم الشركة لا يزال مدرجا في دليل المؤتمر الرسمي، إلا أن مكان سبيستي أصبح شاغرا الآن.

وكانت الصين قد استضافت المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في عام 2013، ولطالما كانت مشاركا نشطا في فعالياته التي تهدف إلى إرساء وتعزيز التعاون الدولي في استكشاف الفضاء. وفي مؤتمر 2018 في بريمن بألمانيا، كان الحضور الصيني بارزا ومؤثرا بشكل ملحوظ مع قيام شركة تشاينا أيروسبيس ساينس أند تكنولوجي كوربوريشن وشركة تشاينا آيروسبيس ساينس أند كوربوريشن، وهما عملاقان في مجال صناعة الصواريخ، بعرض أحدث تقنياتهم. غير أنه تعذر عليهم الحضور في مؤتمر واشنطن الجاري. 

وكان قنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قد صرح لوسائل الإعلام في  التاسع من أكتوبر الجاري، إن الولايات المتحدة تتباطؤ في إعلان رفض منح التأشيرات وتماطل في معالجة طلبات الحصول على التأشيرات وإلغاء التأشيرات طويلة الأجل وتأشيرات البحوث. هذا فضلا عن مضايقة الباحثين والطلاب ورجال الأعمال والعلماء الصينيين.

كما قال مراقبون إن السلطة الأمريكية تحاول بشكل متزايد منع أو تعطيل تنقل الأفراد بين الصين والولايات المتحدة. وفي حفل الافتتاح، ادعى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن بلاده "ستقتصر في تعاملها بصورة وثيقة مع الدول التي تتقارب معها في الآراء والمُحبة للحرية في إطار مساعينا لقيادة البشرية إلى حدود قصوى جديدة".

"لماذا لا تتعامل (الولايات المتحدة) مع الصين في مشروع "البوابة الدولية" (مختبر أمريكي من المقرر تشييده ليكون جاهزا للدوران حول القمر) مثلما كان الحال مع روسيا لعقود؟". "إذا كان التعاون الدولي مقتصرا على "محبي الحرية"، فمن له الحق في تحديد المستوى الكافي من "محبة الحرية؟". هكذا تساءل أيضا الحضور عبر منصة نظام التصويت يوم الاثنين.

وكانت محاولة مايك بنس الواضحة لتسييس التعاون العلمي غير مرحب بها حتى في الولايات المتحدة نفسها. إذ وقّع حوالي 200 شخص من دوائر الملاحة الفضائية في البلاد على رسالة تدين كلمة بنس في حفل الافتتاح، معتبرين إياها متناقضة مع هدف المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في إرساء التعاون الدولي.

كما اختلف جان وورنر، المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، مع مايك بنس. وصرح لوكالة أنباء (شينخوا) بأنه لا ينبغي لأحد أن يتخلى نهائيا عن التعاون بتعلة المشاكل أو المخاطر المحتملة.

وقال وورنر: "لا أحجم عن التعاون مع الآخرين لأنهم لا يفكرون مثلي. بل على العكس، فتفكيرهم المختلف عني يحفزني على التوجه للتعاون معهم".

وتبنى وجهة نظره باز ألدرين، وهو أحد أول اثنين ممن هبطوا على سطح القمر والذي حصل على جائزة الفضاء الدولية IAF في عام 2019. إذ صرح ألدرين في ندوة سابقة للمؤتمر يوم الأحد بأنه من غير المتحمسين لمشروع "البوابة الدولية"، غير أنه يرى بوجوب أن يشمل هذا البرنامج الصين كشريك في التعاون الدولي.