arabic.china.org.cn | 09. 08. 2019 |
9 أغسطس 2019 / شبكة الصين / بعد مرور أكثر من 500 عام على إنشائه، أصبح القصر الإمبراطوري في بكين والذي كان مكانا يقيم فيه أباطير صينيون في الزمن القديم وصار حاليا متحفا يفتح أبوابه أمام الجماهير العامة ويُعد دائما شاهدا على تطور المجتمع، أصبح حاليا محطا للأنظار في العالم الافتراضي بالبلاد، ليبدو أن الواجهة التاريخية تنبض حيوية جديدة في العصر الراهن، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في الـ3 من أغسطس الجاري.
وقال التقرير إن هذه الساحة التي شغلت 180 فدانا ظلت تُوظَّف خلال قرون كمركز سياسي خطط الأباطير الصينيون مع رعاتهم فيه مستقبل البلاد، ولكن شهدت معظم قصوره إغلاقا بعد تنازل آخر الآباطرة الصينيين عن عرشه في عام 1912، ومُلأت الصالات المفتوحة التي عددها محدودة للغاية بالوفود السياحية من أنحاء العالم.
ولكن الأمر يتغير بمناسبة استقبال الواجهة التاريخية الذكرى الـ600 لإنشائها في العام المقبل، حيث عادت زواياها التي كانت مغطاة بالغبار وبعيدة عن الأضواء بمظاهرها المبهرة السابقة لاستقبال الزوار من أنحاء العالم.
وقبل عام 2012، لم تشهد الواجهة التاريخية التي تتمثل مجموعة من المباني القديمة إلا 30% منها فقط مفتوحة أمام الزوار، ولكن أصبح 80% منها ملموسا أمام الزوار، وتنتشر فيها أيضا معارض ومطاعم ومكاتب ومتاجر لهدايا تذكارية وذلك بالإضافة إلى طرق مشاة متعرجة وزوايا هادئة تزينها وتحيي ذكريات الناس في الماضي.
وأكد التقرير أن متحف القصر الإمبراطوري أعادت نهضته مع تنظيم البلاد مبادرة تهدف لحماية تراثها الثقافي وترويجها في العالم. ويبدو أن "تعزيز الثقة الثقافية" قد أصبح في الوقت الراهن سياسة هامة طبقتها الصين، وتعمل حكوماتها على إعادة نهضة ثقافتها التقليدية.
ولا شك أن جهودها حصدت ردود فعل ايجابية كثيرة. وقال تشانغ لي، مهندس برمجيات بالغ 44 عاما من عمره، خلال زيارته مع ابنته البالغة 12 عاما من عمرها لمتحف القصر الإمبراطوري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن معارض متنوعة في المتحف أتاحت فرصة للشباب والأطفال للتعرف على التاريخ بشكل أعمق.
وصارت أسوار محيطة بالقصر الإمبراطوري أيضا أكثر مكان خطفا للأنظار، إذ إنها تفتح أمام الزوار كواجهة يمكن لهم رصد ملامح القصر الشامل.
وقال التقرير أيضا إن مؤسسات حكومية كانت مقرها في المباني بمتحف القصر الإمبراطوري قد انتقلت منها، ووظفت إدارة المتحف هذه المباني لعرض تحف ثمينة كانت قد بُقيت في المستودعات لعشرات سنوات. ولكنها لم يكف لعرض التحف الأثرية القيمة للأباطير الصينيين، حيث لم يُعرض في المتحف حاليا إلا 30 ألف قطعة من القطع الأثرية، ما يشكل 2% من إجمالي كميتها في المتحف.
وستفتح قاعة جديدة تشغل 153 فدانا أمام الزوار في شمال غربي بكين عام 2022، حيث ستُعرض فيها عربات خيول وسجائد وأزياء للأباطير الصينيين القدماء وأفراد أسرتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن الموظفين الذين يعملون في المتحف يظهرون مزيدا من قدراتهم على الخيال والإبداع، فنظموا خلال فترة عيد الربيع الصيني للعام الجاري معرضا يكشف كيفية احتفال العائلة الملكية الصينية بالسنة الصينية الجديدة وعُرضت فيه منتجات ثقافية إبداعية ذات طابع العائلة الملكية الصينية القديمة.
وحققت متاجر للمنتجات الثقافية الإبداعية في المتحف مبيعات بقيمة 220 مليون دولار في عام 2017.
ورغم أن معظم زوار المتحف مازالو من الوفود السياحية المختلفة وعبروا المباني القديمة بسرعة تحت قيادة الدليل، يجدر الاهتمام بأن المتحف أتاح فرصة أمام الزوار الذين يرغبون في معرفة التاريخ بشكل أفضل لمس جماله وسحره من خلال التجول ببطء على طرقه المتعرجة والجلوس في المقهى فيه للتأمل في مبانيه المتميزة.
انقلها الى... : |
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |