arabic.china.org.cn | 26. 07. 2019 |
26 يوليو 2019 / شبكة الصين / لم يُعد ميناء بيرايوس الواقع في خليج سارونيك جنوب غرب أثينا، وهو أكبر ميناء في البلاد، مجرد ميناء محلي قبل مشاركة الشركات الصينية في تشغيله خلال عام 2010، ولكن أصبح حاليا مركزا مهما للنقل البحري في منطقة البحر الأبيض المتوسط وارتفع ترتيبه من حيث حجم مناولة الحاويات من المركز الـ93 إلى الـ36 في العالم. ولا شك أن الشركات الصينية تدعم انتعاش آمال النهوض بالميناء ليصبح أكثر وجهة مشرقة خاطفة للأنظار في "الحزام والطريق"، بحسب تقارير نشرتها وسائل إعلامية أمريكية.
وقال موقع مجلة "فورتشن" الأمريكية في تقرير نشره في الـ22 من يوليو الجاري إن مجموعة كوسكو للشحن البحري، عملاق صيني في مجال الملاحة والشحن البحري، قدمت للميناء القديم طوق نجاة بعد أن نجحت في الاستحواذ عليه. وأكد أن ميناء بيرايوس قد أصبح واجهة مميزة لعرض مبادرة "الحزام والطريق" الهادفة إلى إعادة بناء طريق الحرير التجاري التاريخي الذي يربط بين الشرق والغرب، حيث لم ينجح المشروع في تغيير وضع الميناء فحسب، بل قد يسهم في إنعاش اقتصاد اليونان أيضا.
وأوضح أولاف مرك، وهو خبير متخصص في الملاحة والموانئ بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن ميناء بيرايوس كان ميناء حاويات متخلف لا أحد يأخذه على محمل الجد قبل تشغيل الشركات الصينية له.
وقال جيورجوس أليفيزوبولوس، لحام ذو لياقة قوية وعمره 64 عاما بدأ عمله في ميناء بيرايوس منذ بلوغه 17 سنة من عمره في عام 1972، إن صناعة بناء السفن كانت دعامة اقتصادية في البلاد، واحتضنت أرصفة الميناء في ذلك الوقت عشرات من الشركات الكبيرة أو الصغيرة.
ولكن انخفضت قوة جذب ميناء بيرايوس بشكل كبير في مطلع القرن الـ21، في ظل أن كثيرا من الشركات والمؤسسات بدأت تتجه نحو الدول الأخرى للبحث عن خدمات صيانة السفن بسعر أرخص أو للتعاون مع أحدث الشركات لبناء السفن. وقال جيورجوس أليفيزوبولوس إنه لم يعمل إلا 50 يوما كل سنة فقط في الفترة ما بين عامي 2005 و2014.
وأضاف "تغيرت حياتي بأسرها وانقلبت نظرتي إليها أيضا بسبب ذلك، حتى فكرت في الانتحار"، "أحيانا لا أتناول إلا الخبز. وإذا سألني البعض عن أطعمة لوجبتي، كان الجواب هو "لا نأكل إلا الأرخص".
وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن الحكومة المحلية يبدو أنها قد رضيت بتشغيل ميناء بيرايوس رئيسيا كميناء لعبارات ركاب تحمل السكان المحليين والسياح نحو الجزر في بحر إيجة، متجاهلةً إجراء أعمال ترميم لمرافقه وترقية مستواها لتلبية طلب التنامي السريع لصناعة شحن الحاويات الكبيرة. وانخفض حجم شحن البضائع السنوي في الميناء إلى 880 ألف حاوية قياسية في عام 2010، وهو شئ لا يُذكر مقارنةً مع حجم الشحن والتفريغ في الموانئ الأكبر بأوربا.
وحصلت "كوسكو باسيفيك" التابعة لمجموعة كوسكو في يونيو عام 2008 على امتيازا لمدة 35 عاما لتشغيل محطات الحاويات رقم 2 و3 بميناء بيرايوس، وبدأت تشغيلها منذ أكتوبر عام 2009. وأنهت مجموعة كوسكو الصينية عمليات الاستحواذ على 67% من أسهم هيئة الميناء في عام 2016.
بعد ذلك شرعت مجموعة كوسكو فورا في ترميم وصيانة محطة بالميناء وترقية رافعات عملاقة فيها، الأمر الذي لم يوسع قدرة الميناء على النقل البحري بصورة ملحوظة فحسب، بل أوشك أن يحوله- بين عشية وضحاها- إلى مقصد ذي قوة جذب مميزة لسفن الحاويات. وبالإضافة إلى ذلك رفع كفاءة تشغيله. وقال نيكولاس فيرنيكوس، رئيس غرفة التجارة الدولية في اليونان، إن الموظفين الذين يعملون في الميناء كانوا تابعين للحكومة، ويقضون معظم أوقات عملهم في صيد السمك.
ولا شك أن النمط الجديد للإدارة جلب تغيرات فورية. وأعربت هيئة ميناء بيرايوس أن حجم مناولة البضائع في العام الجاري قد يبلغ 5 أضعاف عما كان عليه في عام 2010، وفي الوقت نفسه يحتمل أن يصبح أكبر ميناء حاويات في منطقة البحر المتوسط ويتجاوز- في أسرع وقت- ميناء فالنسيا الإسباني في العام الجاري.
وعلاوة عن ذلك، خلقت الشركات الصينية 3 آلاف و100 وظيفة بالبلاد وأسهمت في زيادة اقتصادها بقدر 337 مليون دولار، وتُعتبر هذه الأرقام ذات مغزى كبير بالنسبة إلى بلد بلغ ناتجه المحلي 200 مليار دولار.
وقال اللحام جيورجوس أليفيزوبولوس إن حياته شهدت تغيرات كبيرة بعد مجيء الشركات الصينية، وبلغ دخله السنوي في العام الماضي نحو 20 ألف يورو ليصل إلى 4 أضعاف تقريبا عما كسبه في الماضي.
ويبدو أن الأبراج الشاهقة من الحاويات في الأرصفة رمز لازدهار الميناء، وبعد مرور 10 أعوام على الركود الاقتصادي والمعاناة، لمس عاملون محليون في ميناء بيرايوس نمو اقتصاد البلاد، أو فرصة الاستقرار في العمل والحياة على الأقل.
انقلها الى... : |
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |