23 يونيو 2019 / شبكة الصين / تتصدر الأطعمة التي تحتوي على جراد البحر قائمة الاختيارات في الوجبات الليلية الصينية الكلاسيكية خاصة، ولكن نادرا ما يعرف الناس أن المواد الخام لهذه الوجبة يمكن الحصول عليها من نهر النيل، بل وايصالها إلى الطاولة الصينية خلال 36 ساعة فقط.

في التسعينات، تم اكتشاف جراد البحر لأول مرة في وادي النيل في مصر، وسرعان ما تمّ تصنيفه من بين "الأنواع الغازية" بسبب قدرته المدهشة على التكاثر وتدمير النظام البيئي. ومع ذلك، لاحظ د.مجدي خليل- خبير بجامعة عين شمس- وغيره من الخبراء، بأن ما يميز جراد البحر البري المصري هو حجمه الكبير وعدده الكثير إضافة إلى أنه يتميز بنظافة خياشيمه مقارنة بجراد البحر الذي يعيش في أمريكا الشمالية والمناطق الأخرى، الأمر الذي جذب انتباه المستثمرين الأجانب شيئا فشيئا.

في عام 2015، أسس هان دونغ رئيس شركة "ما لا يو خوه" الصينية قاعدة إنتاج جراد البحر في مدينة رمضان بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بعد زيارة هان دونغ مع فريقه عشرات البلدان لإيجاد مصدر مناسب لتربية وتكاثر جراد البحر. وحتى الآن، وصلت الاستثمارات الحالية لهذه الشركة إلى 14.5 مليون دولار أمريكي.

وقال د. خليل إن الصينيين هم أول المستثمرين الأجانب في جراد البحر المصري، وتزامنا مع قيام الشركات الصينية بتطوير واستخدام موارد جراد البحر في النيل، أصبح جراد البحر الذي "لعنه" الصيادون المصريون في الماضي مصدرا لزيادة دخل الصيادين المحليين، ويمكن لأي صياد له أقل كمية من جراد البحر أن يحصل على 50 ألف جنيه مصري من الدخل السنوي وفقا للإحصاءات التقريبية.

هذا وأكد هان دونغ على أن الوقت الإجمالي للصيد والشحن لا يتجاوز 36 ساعة من أجل ضمان أن يكون جراد البحر طازجا. ووفقا للتقديرات الأولية، يبلغ الوزن الصافي الإجمالي لجراد البحر الذي تحتاج شركة "ما لا يو خوه" لإرسالها من مصر إلى الصين أكثر من 3000 طن.

ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة، يعمل د.خليل على نصّ القوانين واللوائح ذات الصلة بصيد جراد البحر بمساعدة إدارة المصايد المصرية والموظفين الصينيين، مشددا على أن الجميع يريد الحفاظ على التطور السليم لإنتاج وتكاثر جراد البحر، وهذا مفيد لجميع الأطراف.