21 يونيو 2019 / شبكة الصين / لا شك أن "الذكاء الاصطناعي" أصبح موضوعا ساخنا في عصرنا الحديث الذي لقبه البعض باسم "عصر التكنولوجيا"، حيث وصل عدد الأخبار والمقالات والمواضيع التي تناولته على الإنترنت إلى 20.83 مليون في الشهر الأخير بحسب نتائج تحقيق استقصائي أجراه موقع أخباري صيني. وأكد بعض مرتادي الإنترنت في تعليقاتهم على إسهام الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة الخدمات ومستواها، وفي الوقت نفسه أعربوا عن قلقهم على تأثيره السلبي على توظيف الأيدي العاملة ودوره في تسريب الخصوصية الشخصية.

واعترف معظم مرتادي الإنترنت بإسهامات الذكاء الاصطناعي في تلبية الحاجات الشخصية للناس ورفع مستوى حياتهم، وأكدوا أنه سيُستغل في كل مجال ونشاط من مجالات وأنشطة حياتنا اليومية في المستقبل، بدءا من التسلية والترفيه امتدادا إلى المعدات الطبية المستخدمة لإنقاذ الحياة، حيث يمكننا مشاهدة التنافس بين لاعب حقيقي وروبوت في مهارات لعب كرة الريشة، وإسهام الروبوتات في إعادة الأمل للمصابين بالشلل وتمكينهم من الوقوف والسير.

وأشار البعض إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في توفير الخدمات الاجتماعية السهلة والعالية الكفاءة ويساعد على رفع المستوى الإداري للسلطات الحكومية، وأوضحوا أنه أدى دورا أكثر فاعلية وأمانا في حبس المجرمين، خصوصا في حالات صعب على الناس فيها إيجاد الأدلة، ويمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الناس على حل المشاكل، وأضافوا أن نجاح الشرطة الصينية في استعادة الأطفال المختطفين قبل 10 سنوات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يدل على إسهام التقنيات في رفع كفاءة الخدمات الاجتماعية.

وفي الوقت نفسه أعرب البعض الآخر عن قلقهم من حل الذكاء الاصطناعي محل الأيدى العاملة في المستقبل، وقالوا إنه أكبر منافس للمبرمج البشري في المستقبل، وأضافوا أن مواجهة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق التوظيف هو أمر في  حاجة ملحة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة له، إذ أن ترويج الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات العالية على نحو شامل يؤدي إلى تنامي الفجوة بين الأثرياء والفقراء، ويحتاج ذلك إلى اتخاذ إجراءات إعادة توزيع لتحقيق التوازن في المجتمع.

وبالإضافة إلى ذلك، جلب الذكاء الاصطناعي أخطارا خفية في مجالات الحفاظ على الخصوصية الشخصية والأخلاق. وقال بعض مرتادي الإنترنت أن التطبيقات المستخدمة بالتقنيات ينبغي تناسقها مع القوانين والأخلاق والإدارة في الخدمات الاجتماعية، وأعرب البعض الآخر عن تحفظهم بشأن أمن البيانات والحفاظ على الخصوصية الشخصية في ظل أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطور مع ايقاعات التنمية المتسارعة للعلوم والتكنولوجيا.