arabic.china.org.cn | 13. 07. 2018

أستاذ جامعي عائد من الخارج: لن أكون متفرجا على تنمية الوطن

13 يوليو 2018 / شبكة الصين / تبنت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح كسياسة أساسية لها قبل أربعين عاما وشهد قطاع الدراسة بالخارج في الصين تطورا مستمرا على مدى الأربعين عاما الماضية باعتباره جزءا من الانفتاح الصيني حيث سجل عدد الطلاب الصينيين الدارسين في الخارج نموا بمائة ألف ضعف. وفي نهاية عام 1978 أرسلت الصين أول دفعة من الطلاب المبعوثين إلى الولايات المتحدة وكان عددهم 52 طالبا فقط وحتى نهاية عام 2017 بلغ عدد الطلاب الدارسين في الخارج نحو 5.2 مليون طالب. وأدى الطلاب الصينيون الدارسون في الخارج دورا مهما في عملية الإصلاح والانفتاح خلال العقود الأربعة الماضية وخدموا وطنهم عبر المعارف التي اكتسبوها في الخارج وشكلوا جسر تواصل بين الصين والعالم لينظروا إلى التنمية الصينية من منظور عالمي ويشهدون على الإنجازات التي حققتها الصين على مدى الأربعين عاما الماضية. وكان البروفيسور وانغ دا وي واحدا منهم.

ويعمل وانغ دا وي أستاذا في كلية المواصلات بجامعة هاربين للتكنولوجيا وفي الوقت نفسه يعمل  محاضرا في جامعة آخن للتكنولوجيا الألمانية وأستاذ زائر في جامعة بكين للتكنولوجيا وجامعة تشونغتشينغ للمواصلات. واختير ضمن برنامج الشباب الموهوبين الألف لدائرة التنظيم للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني كما عينته بلدية بكين خبيرا خاصا. ودرس وانغ دا وي في كلية الهندسة المدنية بجامعة تسينغهوا خلال الفترة الجامعية والتحق بجامعة آخن للتكنولوجيا لمواصلة الدراسة عام 2003 وكان تخصصه هندسة المواصلات. وقال البروفيسور وانغ إن الصين قد حققت تطورا كبيرا في مختلف المجالات في ذلك الوقت بعد مرور أكثر من 20 عاما على تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح ولكن الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة ما زالت كبيرة لذا كان وانغ يتطلع للدراسة في الخارج لزيادة المعارف وتوسيع الأفق وتعلم التكنولوجيا والخبرات المتقدمة مضيفا أن أفكاره هذهكانت لدى معظم الطلاب الصينيين الدارسين في الخارج في بداية الألفية الجديدة.

واختلافا عن معظم طلاب جامعة تسينغهوا الذين اختاروا الجامعات الأمريكية آنذاك، اختار وانغ دا وي جامعة ألمانية لأنه يقدر منهج عمل الألمان الدقيق والجاد ويعتقد أن ألمانيا متقدمة جدا في مجال التكنولوجيا والابتكار والدراسة العلمية كما أن الجامعات الألمانية تفرض معايير صارمة وعالية جدا على الطلاب ما يجعل كل حاصل على شهادة جامعية ألمانية يمتلك كفاءات حقيقية وقادرا على أن يكون العمود الفقري لمختلف القطاعات. وبالإضافة إلى ذلك حافظت الصين وألمانيا على علاقات جيدة بما يوفر ظروفا ملائمة لدراسة الأكاديميين ويخلق قدرة وإرادة الأكاديميين من البلدين في تقديم اسهاماتهم لتعزيز تطوير العلاقات الثنائية. 

وباعتباره أستاذا جامعيا تعامل وانع دا وي مع الكثير من الطلاب الصينيين الدارسين في الخارج وحول التغيرات التي طرأت على الدراسة في الخارج قال وانغ إن الدراسة في الخارج كانت في بداية القرن الـ21 حلما يتطلب جهودا كبيرة لتحقيقه ولكنها الآن أصبحت جزءا من حياة جيل الشباب ومادة اجبارية بالنسبة لهم. وأضاف وانغ أنه في بداية وصوله إلى ألمانيا كان يشعر كأنه دخل عالما جديدا يعتبر كل شيء فيه غريبا بالنسبة له ولكن مع تطور الصين يشعر بأن الفجوة بين الصين والعالم الخارجي تشهد تقلصا بشكل مستمر وتصدرت الصين العالم في بعض المجالات. وقال إن الطلاب الدارسين بالخارج أصبحوا أكثر ثقة بالنفس.

وحول أسباب عودته إلى الصين بعد إكمال الدراسة قال البروفيسور وانغ إن الطلاب العائدين يمكنهم تحقيق تنمية أكبر في مهنتهم ويحصلون على رواتب مماثلة للرواتب في الخارج. ولذا قرر وانغ العودة إلى الوطن رغم حصوله على منصب أستاذ في ألمانيا.وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ فكرة تقوية الدولة في مجال المواصلات خلال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وأدرك وانغ بعد ذلك أنه يمكن تطبيق ما تعلمه بشكل أفضل في الصين وقال وانغ إن ألمانيا تملك أكبر شبكة للطرق السريعة غير المحدودة السرعة وذلك يعكس مستوى القطاع الصناعي وضمان الجودة بالبلاد، وأضاف أن ألمانيا تملك 12000 كيلومتر من الطرق السريعة ولم تنشئ طرقا جديدة تقريبا خلال العقود الماضية وتركز فقط على صيانة الطرق. أما الصين فتشهد تطورا سريعا في مجال الطرق السريعة وتهتم بالإنشاء والصيانة معا الأمر الذي يوفر فرص أكبر للباحثين في هذا المجال لأن هناك مجالات أوسع لتنمية التكنولوجيا الجديدة والمواد الجديدة والمعدات الجديدة والأفكار الجديدة في الصين ويمكن تطبيق التكنولوجيات والمنتجات والأفكار الألمانية في الصين بشكل جيد. وتمثل الصين مسرحا أكبر يمكن للباحثين الحصول فيه على فرص تطبيقية أكثر.

وإلى جانب ذلك، أصدرت الحكومة المركزية والحكومات المحلية في الصين كثيرا من السياسات التفضيلية لجذب الأكفاء ومنها برنامج "الشباب الموهوبين الألف" الذي انضم إليه وانغ دا وي ويمثل هذا البرنامج أفضل منصة للطلاب العائدين إذ يقدم الدعم والتسهيلات في التوظيف والدراسة العلمية والإسكان وغيرها من المجالات لتتمكن المواهب العائدة مثل وانغ دا وي من الحصول على ظروف عمل في الصين مماثلة لنظيرته االأجنبية.

ويرى وانغ دا وي أن الدراسة في الخارج تجربة ثمينة حيث حصل على معارف جديدة وأحدث نتائج الدراسة العلمية العالمية، وقال إن من درس في الخارج يحب الوطن أكثر وتتعزز إرادته لخدمة الوطن. ومن أجل ألا يكون متفرجا على تنمية الوطن يقود وانغ فريقه للعمل على تلبية احتياجات الدولة الرئيسية في مجال البنية التحتية وحل المشاكل المستعصية التي تؤثر على الاقتصاد الوطني ومعيشة الشعب. وقال البروفيسور وانغ إن ثقة تامة تحدوه بأن الصين هي مستقبل قطاع هندسة المواصلات العالمية.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号