4 مايو 2018 / شبكة الصين / تلبية لدعوة من صندوق "خهفنغ" في عام 2012، وصل معلم الباليه قوان يوي إلى قرية دوانتسون. وبرغم أنه لم يعش في الريف سوى سنوات الطفولة، إلا أن قوان يتذكر مشاهد حقول القمح الذهبية والريف الساحر خلال جولاته الخارجية، وكان يعتقد أن العودة للريف أمر صعب.

وفي الواقع، عندما وصل المعلم قوان إلى دوانتسون لأول مرة، كانت القرية تختلف تماما عما رسمه في ذهنه، فلم تكن أسيرة الضباب الدخاني والمخلفات، إلا أن ما أزعجه هو عدم الترحيب الكافي من السكان المحليين بدروس الباليه التي بدأها لنشر جمال هذا الفن وسط الريف.

وحول سبب حرصه على تعليم أطفال الريف رقص الباليه، قال قوان إنه يرغب في جعل هذا الفن جزءا من حياتهم، بغض النظر عن عملهم في المستقبل، وعندما يشاهدون رقصة "بحيرة البجع" المشهورة على شاشة التلفزيون يتفاعلون معها ويستمتعون بها. ويرى قوان أن من لم يستمع إلى أعمال المؤلف الموسيقى الروسي العظيم تشايكوفسكي ولو مرة واحدة، فإنه لم يعرف جمال الحياة.

ويعتقد الكثير من أولياء أمور الأطفال في الريف أن التحاق الأبناء بالمدارس والجامعات في المدن، طريق مختصر للخروج من الريف وتغيير المصير. ولتعديل تلك الصورة النمطية، ظل قوان يوي ينظم الأطفال للمشاركة في العروض الفنية في جميع المناسبات على خشبات مسارح حول البلاد، منها خشبة مسرح جامعة بكين والمسرح الوطني الكبير، سعيا إلى الارتقاء بمستوى الأطفال. ويرى قوان أن العروض جلبت الثقة بالنفس والشرف العظيم للأطفال والسكان المحليين، الأمر الذي جعلهم يغيرون من آرائهم حول الالتحاق بدروس الباليه.

وفي عام 2016، حصلت ليو يه تونغ وتشو بينغ روي على إشعار قبول كلية الرقص بمعهد الفن المهني في خبي، وتسلمت ما يوي إشعار قبول فرقة الباليه بمقاطعة لياونينغ، وهن من تلميذات قوان، وأصبحن ضمن الدفعة الأولى من الفتيات اللاتي حققن "الخروج" من القرية. وقال والد ما نان، إحدى التلميذات في فصل الباليه، إن هذه الأخبار شجعت طفلته وقريناتها كثيرا، وجعلتهن يجتهدن أكثر لتحقيق هدف الالتحاق بواحدة من كليات الرقص.

وأشار قوان يوي إلى أن نشر الموارد التعليمية الجيدة مهم جدا بالنسبة إلى تلاميذ الريف، وقال "سعيد بمساعدة الأطفال الذين يعيشون في مناطق الريف النائية على الالتحاق بالمعاهد والمدارس الفنية على مستوى المقاطعة". ويثق قوان بأن هؤلاء الفتيات الريفيات سيتمتعن بمستقبل مشرق وطريق واسع غير مسبوق.