arabic.china.org.cn | 01. 02. 2018

"دائرة أصدقاء" الصين تتوسع في عام 2017

    3 سبتمبر 2017، التقطت ثلاث صحفيات أفريقيات صورة جماعية في المركز الصحفي لقمة بريكس في مدينة شيامن، حيث قام نحو ثلاثة آلاف صحفي صيني وأجنبي من 80 دولة ومنطقة بتغطية هذه القمة.

استقرار علاقات الجوار

تحتل علاقات الجوار المكانة الأكثر أهمية في الأعمال الدبلوماسية الصينية. وخلال تطوير علاقات القوى الكبرى للجوار، يبدو أن العلاقات الصينية- اليابانية بدأت تتحسن مع "ذوبان الجليد" بشكل متزايد. وتعرضت العلاقات الصينية- الهندية لانتكاسة ولكنها لم تضر الوضع العام.

صادف عام 2017 الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الصينية- اليابانية، وسيصادف عام 2018 الذكرى السنوية الأربعين لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان، فيعتبر هذان العامان "نافذة الوقت" لتحسين العلاقات الصينية- اليابانية. لذلك، حاول رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي انتهاز هذه الفرصة، فأرسل وفدا برئاسة توشيهيرو نيكاي الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني، لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو. وفي 8 يوليو، قابل الرئيس شي جين بينغ في هامبورغ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تلبية لدعوة منه. وقال شي إنه يرجو من الجانب الياباني أن يجسد رغبته في تحسين العلاقات الصينية- اليابانية في السياسات والأعمال الفعلية أكثر، بينما أعرب شينزو آبي عن رغبته في العمل المشترك مع الجانب الصيني على دفع تشكيل اتجاه تحسين العلاقات بين البلدين. وفي 28 سبتمبر، حضر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حفل الاستقبال بمناسبة العيد الوطني التي أقامته سفارة الصين لدى اليابان، مما يجسد الرغبة الإيجابية للجانب الياباني في تحسين العلاقات الصينية- اليابانية. ولكن مع فوز شينزو آبي في الانتخاب العام مرة أخرى، من الصعب أن نتنبأ بمستقبل العلاقات الصينية- اليابانية.


تعرضت العلاقات الصينية- الهندية لانتكاسة في عام 2017 بسبب المواجهة بين جيشي البلدين في منطقة دونغلانغ الصينية والتي استمرت 71 يوما. هذا لا يعكس الاتجاه العام لتدهور العلاقات الصينية- الهندية في السنوات الأخيرة فحسب، وإنما أيضا يجسد الموقف المتصلب لحكومة ناريندرا مودي في سياساتها تجاه الصين. على هامش قمة بريكس في مدينة شيامن، أجرى الرئيس شي لقاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في 5 سبتمبر، حيث أشار إلى أنه يجب على كل من الصين والهند التمسك بالفكرة الأساسية المتمثلة في أن كل جانب منهما يوفر فرصة التنمية للآخر، وأن أيا منهما لا يمثل تهديدا للآخر. ورجا شي الجانب الهندي أن ينظر إلى تنمية الصين بشكل صائب وعقلاني. ووافق رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي على أن أيا من الجانبين لا ينبغي أن يتخذ الآخر خصما، بل يجب أن يجعل التعاون بين الجانبين  الموضوع الرئيسي للعلاقات الثنائية. مع اقتراب الانتخابات العامة في الهند في عام 2018، ما زالت هناك العديد من القضايا التي قد تثير الصراع بين الجانبين، فيجب بذل مزيد من الجهود في إدارة الاختلافات والسيطرة عليها واستقرار العلاقات الثنائية.


في عام 2017، حققت دبلوماسية الجوار للصين سلسلة من الإنجازات المرموقة. بعد تولي الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي منصبه في عام 2016، واصلت العلاقات الصينية- الفلبينية تطورها نحو اتجاه التعاون العميق في عام 2017. علاوة على ذلك، استعادت العلاقات الصينية- السنغافورية تطورها بعد عدة انتكاسات. ظلت سنغافورة تتخذ الدبلوماسية المتوازنة بين القوى الكبرى، ولكن مع تغير الوضع مؤخرا، أظهرت ميلا إلى الانحراف عن هذه السياسة في السنوات الأخيرة. في بداية يوليو، نشر البروفيسور كيشور محبوباني عميد كلية لي كوان يو للسياسات العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، مقالة في صحيفة ((ذي ستريتس تايمز))، اقترح فيها أن تعالج سنغافورة الشؤون الخارجية بـ"مزيد من الدقة والحذر" في "عصر ما بعد لي كوان يو". وتعكس زيارة رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ الرسمية للصين في سبتمبر، أن سنغافورة قامت ببعض التعديلات في سياساتها تجاه الصين.


وفي نفس الوقت، حققت الصين تطورات هامة في علاقاتها مع كل الدول المجاورة، ولا سيما التطورات السريعة لتعاون الصين مع الدول المجاورة في آلية "الحزام والطريق". على سبيل المثال، بدأت أعمال بناء مشروع السكة الحديدية بين الصين ولاوس الذي يربط بين فينتيان عاصمة لاوس ومدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان في الصين في 2 ديسمبر 2016. يحمل هذا المشروع حلم لاوس بالتحول من "دولة برية مغلقة" إلى "دولة برية مترابطة". وأصبحت منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة باستثمار الصين أكبر منطقة اقتصادية خاصة في كمبوديا، وصارت أفضل نموذج في تاريخ التعاون الاقتصادي بين الصين وكمبوديا. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميناء كيوكبيو العميق المياه في ميانمار وحديقة كوانتان الصناعية الصينية- الماليزية في ماليزيا والسكة الحديدية الفائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ في إندونيسيا ومدينة ميناء كولومبو في سريلانكا ونفق السكة الحديدية بين أنغرين وباب في كازاخستان وغيرها من المشروعات، تعكس كلها تعاون الصين مع الدول المجاورة في إطار مبادرة "الحزام والطريق".


آلية تعاون لانتسانغ- ميكونغ تبرز تطور علاقات الجوار أيضا. في مارس عام 2016، بدأ زعماء الدول الست لحوض نهر ميكونغ (الصين وكمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام) آلية تعاون لانتسانغ- ميكونغ في مدينة سانيا بمقاطعة هاينان، وتشهد هذه الآلية تطورا سريعا يسُمى بـ"سرعة لانتسانغ- ميكونغ" و"فعالية لانتسانغ- ميكونغ"، حيث تم إنشاء هيكل التعاون على مستويات القادة ووزراء الخارجية وكبار المسؤولين وفرق العمل، وتم إكمال نصف مشروعات الحصاد المبكر، أو يجري العمل فيها. هذه المشروعات يبلغ عددها 45 مشروعا. وفي هذا الإطار التعاوني، تحقق تقدم أكبر في بناء الممر الاقتصادي بين الصين وشبه جزيرة الهند الصينية.

الخلاصة أن دبلوماسية الصين في عام 2017 أصبحت أكثر نشاطا ومبادرة ونضوجا وثقة بالنفس. وفي عملية تشكيل نظرية الصين لدبلوماسية القوى الكبرى، تقدم دبلوماسية القوى الكبرى ودبلوماسية الجوار للصين مساهماتها الكبيرة في تحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية ودفع سلام وتنمية العالم.


<  1  2  3  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号