15 أكتوبر 2013 / شبكة الصين / لو شو مي حرفية "بوتشا" الشعبية وتسكن في بلدة جيانتشوان بولاية دالي الذاتية الحكم لقومية باي التابعة لمقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، وحملت جدتها تشانغ ده خه لقب "الفنانة السامية للمشغولات اليدوية الشعبية التقليدية الصينية".

وبدأت تشانغ ده خه التي بلغت ما يقرب من 100 سنة من العمر تعلم صناعة "بوتشا" منذ صغرها واستمرت في الإبداعات عند ورثها لفنون المشغولات اليدوية التقليدية القديمة، حيث توجهت إلى مدينة كونمينغ وغيرها من المناطق للتعلم ساعية لتصميم أشكال جديدة من الزخرفة لصالح أعمالها وأبدعت عشرات الأشكال الجديدة ليفوق عددها 50 شكلاً مقارنةً مع بضعة عشر شكلاً في الماضي.

ونالت بأعمالها عدداً من الجوائز الصينية والدولية وعُرضت أعمالها في كل من متحف القوميات ببكين ومتحف القوميات في مقاطعة يوننان.

وظلت تشانغ ده خه تعمل على تعليم مهارة صناعة "بوتشا" منذ عشرات السنوات وبدون مقابل، حيث أصبح لها تلاميذ لا يحصون ومن بينهم حفيدتها لو شو مي التي تعتبر أحب تلميذة لديها.

وتعتبر "بوتشا" من المشغولات اليدوية الشعبية التقليدية لأبناء قومية باي في بلدة جيانتشوان وهي مدرجة في قائمة التراث غير المادي لمقاطعة يوننان. وتتميز عملية صناعتها بالدقة حيث تبدأ من اختيار قطع قماشية ملونة وتقطيعها حسب التصميم وخياطتها ومن ثم يحشى القماش المخيط بالمرارة والأرطماسيا وغيرها من البهارات وبعد ذلك تطرز واجهته الخارجية. وتعتبر "بوتشا" زينة ممتازة بأشكالها الكلاسيكية وألوانها المزخرفة ويرتديها الأطفال على صدورهم بمناسبة عيد قوارب التنين للتعبير عن تطلع الناس إلى حياة سعيدة.

وتتكون عادة سلسلة مشغولات "بوتشا" من نحو 8 قطع من القماش المخيط وتضم أشكالها القرد والنمر والكرة المزخرفة والسمك وغيرها ويتحلى كل شكل من هذه الأشكال بمغزى سعيد. ومع تطور قطاع السياحة شهدت مشغولات "بوتشا" إقبالاً كبيراً لدى السياح وتباع في جميع المحلات في بلدة جيانتشوان.

وتقع بلدة جيانتشوان شمالي غربي مقاطعة يوننان ويسكن فيها مواطنون من عدة قوميات منها باي وهوي ويي وناشي وغيرها حيث يشكل أبناء قومية باي نسبة 91.7% من اجمالي عدد السكان. وبلدة جيانتشوان لها تاريخ عريق وثقافة مشرقة وتحمل لقب مخزن الكنوز لثقافة قومية باي.