تعليق: العالم المتحد يحتاج معيارا موحدا لهزيمة الإرهاب

الأمم المتحدة 14 يناير 2015 (شينخوا) مع مشاركة 40 من زعماء العالم في مسيرة حاشدة ضد الإرهاب في باريس عطلة الأسبوع الماضي، أظهر المجتمع الدولي عزمه التوحد في مكافحة الإرهاب والتطرف.

كما أرسل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا لتمثيل الأمم المتحدة في المسيرة ونعي ضحايا الهجمات الإرهابية التي حدثت خلال الأسبوع الماضي في فرنسا والتي وصفها "بالهجوم على إنسانيتنا المشتركة".

ونظرا لأن العالم بأسره قرر مكافحة الإرهاب باسم الإنسانية المشتركة، من الأساسي والمهم تبني معيارا موحدا لردع الأنشطة الإرهابية بكفاءة.

وخلال الأيام القليلة الماضية وبالاضافة للهجوم على مجلة تشارلي ايبدو، وقعت هجمات إرهابية في انحاء متفرقة من العالم حيث حدث انفجار سيارة مفخخة استهدف أكاديمية الشرطة في اليمن وانفجار انتحاري شمال لبنان وحادث قتل لمدنيين على أيدي جماعة بوكو حرام في نيجيريا.

وكانت الصين، مثل غيرها من الدول ضحية للإرهاب، ففي مارس الماضي أسفر هجوم إرهابي عن مصرع 31 شخصا وإصابة 141 آخرين في محطة للسكك الحديدية في كونمينغ جنوب غرب البلاد.

وخلال العام الماضي زادت وتيرة الأنشطة الإرهابية في منطقة شينغيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء.

ومن الواضح أن تلك الهجمات لها سمات مشتركة: إنهم يستخدمون العنف ضد المدنيين مما يحدث خسائر في الأرواح وحالة من الذعر وهو ما يمكن وصفه بالإرهاب ولابد أن يتم قمعه تماما دون إنتقائية.

وفي الواقع اتساع نطاق الهجمات الإرهابية ووحشية الإرهابيين وتحريض وتجنيد المنظمات الإرهابية للإرهابيين على الانترنت ومواقع التواصل وكذلك تغطية تلك الأفعال بجرائم عابرة للحدود كل هذا يشكل تهديدا خطيرا وحقيقيا للسلام والأمن في العالم.

ولمواجهة تلك التهديدات لا يمكن لأية دولة أن تتعامل بمفردها مع هذا الخطر. وسيصبح من الأصعب القضاء على البيئة التي يترعرع فيها الإرهاب طالما استمر استخدام معايير مزدوجة في مكافحته.

ولمزيد من الدقة ما يجب أن يفعله المجتمع الدولي هو التوصل لتوافق واسع حول الإرهاب وتعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات ومشاركة التجارب الناجحة وكل ما يمكن فعله لمكافحة الإرهاب.

وأبدت بلدان العالم شجاعة كبيرة في هذا الوقت الحرج للتعاون والتواصل في مقدمة صفوف مكافحة الإرهاب وتشكيل جبهة موحدة بالفعل لها هدفا موحدا تجعلها منيعة.

وحان الوقت الآن لتوحد الدول وليس الوقوف ككيان واحد بل التحرك ككيان واحد لمواجهة الإرهاب أيضا.