بكين تشهد تحسنا في نوعية الهواء عام 2013

بكين 13 يناير 2014 (شينخوا) على الرغم من تعهدات العام الماضي لمحاربة التلوث، الا ان بكين شهدت بالكاد بعض التحسن في نوعية الهواء في عام 2013.وأشارت الأرقام الصادرة مؤخرا عن مصلحة بكين لحماية البيئة ان كثافة ملوثات الهواء الرئيسية مازالت على نفس المستوى في العام 2013 كما كانت عليه في العام السابق، بينما كانت نسبة التلوث بجزيئات بي ام 2.5(الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرومتر) كان 2.5 أضعاف المعيار الوطني .

بدأت السلطات في رصد و نشر مستويات بي ام 2.5 منذ عام 2013.

وقال فانغ لي المتحدث باسم المصلحة في مؤتمر صحفي ان محاربة التلوث في العاصمة هي عملية طويلة.

وسجلت قراءة جزيئات بي ام 2.5 في عام 2013 معدلا متوسطا عند 89.5 ميكروغرام لكل متر مكعب, مقابل المعيار الوطني البالغ 35 ميكروغرام لكل متر مكعب.

وتعد جزيئات بي ام 2.5 الملوثات الرئيسية, وبنسبة 77.8 في المئة لمعظم أيام الضباب الدخاني الكثيف.

وشهد جنوبي بكين قراءات أعلى بكثير لجزيئات بي ام 2.5 في العام الماضي مقارنة مع شمالي المدينة.

وفيما يتعلق بملوثات الهواء الرئيسية الأخرى ، أظهرت الأرقام انخفاضا طفيفا في متوسط كثافة ثاني أكسيد الكبريت وبي ام 10 مقارنة مع عام 2012, لكن ثاني أكسيد النتروجين ازداد بنسبة 7 بالمئة على اساس سنوي.

وقال يوي جيان هوا ، المسؤول بمكتب حماية البيئة في بكين ان الأيام الأكثر تلوثا شديدا كانت في يناير 2013, مما يؤثر بشكل كبير على متوسط قراءة العام كله.

من جانبه, قال تشانغ دا وي ، رئيس مركز الرصد البيئي بكين، إنه بالمقارنة مع عام 1998, شهدت كثافة ثاني أكسيد الكبريت هبوطا بنسبة 78 بالمئة، وثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 24 بالمئة وبي ام 10 بنسبة 43 بالمئة.

ولكن بالنظر إلى ارتفاع عدد السيارات وزيادة استهلاك الطاقة في جميع مناحي الحياة، فان هدف بكين للحد من تركيز جزيئات بي ام 2.5 إلى 60 ميكروغرام لكل متر مكعب بحلول نهاية عام 2017, اي انخفاض بنسبة 25 بالمئة عن عام 2012, "لا يزال يواجه تحديات كبيرة".

وأضاف أيضاً ان على العاصمة اتخاذ معايير وتدابير أكثر صرامة.

وكان تقرير صادر عن الأكاديمية الصينية للعلوم قد ذكر ان العوالق غير العضوية الثانوية -- الجزيئات الدقيقة والصلبة التي تضم الكبريتات والنترات ناجمة عن تفاعل كيميائي ضوئي -- هي مسؤولة عن 26 في المئة من جزيئات بي ام 2.5 في بكين ، في حين يشكل الانبعاثات الناتجة عن المركبات نحو 4 في المئة .

بيد ان بيان المكتب يتناقض مع هذا التقرير، حيث يقول ان انبعاثات السيارات لا تزال المصدر الرئيسي لجزيئات بي ام 2.5 في بكين.

وتكشف الأرقام الصادرة عن المكتب أن انبعاثات السيارات تشكل 22.2 في المئة من تركيز جزيئات بي ام 2.5, وذلك بعد التلوث من المقاطعات المجاورة (24.5 في المئة).ثم استهلاك الفحم (16.7 في المئة) والتلوث الصناعي (16.3في المئة) والغبار (15.8 في المئة).

وتوقع تشن تشو رئيس المعهد الصيني للطب وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم ووزير الصحة الصيني السابق وبعض الخبراء الآخرين أن يتراوح عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الهواء بين 350 ألف و500 ألف شخص سنويا .

وذكرت صحيفة ((هيرالد الاعمال القرن الـ21)) الصينية الصادرة هذا الاسبوع نقلا عن أطروحة نشرت مؤخرا على مجلة لانسيت الموثوق بها في مجال الطب الدولي ان تشن تشو ووانغ جين نان نائب المدير وكبير مهندسي مصلحة تخطيط البيئة التابعة لوزارة حماية البيئة الصينية وبعض الخبراء أصدروا أطروحة أكاديمية تحت عنوان ((الصين تعالج تأثيرات تلوث الهواء على الصحة)) يوم 14 ديسمبر 2013 على المجلة الموثوق بها في مجال الطب الدولي ((رقم 9909 من المجلد الـ382)) توقعوا فيها ان يتراوح عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الهواء بين 350 ألف و500 ألف شخص سنويا, وذلك على أساس تقرير ((تكلفة التلوث الصيني: التقييم الاقتصادي للإصابات الشخصية)) الصادر عام 2007 عن البنك الدولي, وتقرير ((أعباء الأمراض للبيئة الصينية)) الصادر عام 2009 عن منظمة الصحة العالمية, وتقرير ((نظام المحاسبة الاقتصادية للبيئة الصينية 2007 - 2008)) الصادر عن مصلحة تخطيط البيئة التابعة لوزارة حماية البيئة.

وكان مجلس الدولة الصيني قد أصدر خطة منع تلوث الهواء وإجراءات السيطرة في شهر سبتمبر الماضي للسيطرة على جزيئات بي إم2.5 .

وتقضي متطلبات الخطة بالسيطرة على جزيئات بي إم 2.5 في المناطق المأهولة بالسكان والمدن الكبرى ليتم تخفيضها بشكل ملحوظ بحلول عام 2017، حيث من المتوقع أن ينخفض المعدل السنوي لجزيئات بي إم 2.5 في مدينة بكين إلى 60 ميكروغرام في المتر المكعب.

يشار إلى أن بكين قد سجلت 58 يوما من تلوث الهواء الثقيل خلال العام الماضي، مقارنة بـ176 يوم تراوحت فيها جودة الهواء بين ممتاز إلى جيد.