الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل اخباري: العام الأول للقيادة الجديدة، بداية جيدة للحلم الصيني

arabic.china.org.cn / 03:13:36 2014-01-10

بكين 9 يناير 2014 (شينخوا) منذ إعلان تولي القيادة الجديدة في الصين، احتضنت البلاد تغييرات كبيرة في الوقت الذي تخطط فيه لتحقيق حلم الاحياء العظيم للأمة الصينية.

وفي 29 نوفمبر 2012، أي بعد أسبوعين من إعلان أسماء الأعضاء السبعة في القيادة الجديدة بالحزب الشيوعي الصيني، قام الأعضاء بزيارة إلى المتحف الوطني الصيني وشاهدوا معرضا بعنوان "الطريق نحو التجديد".

وفي هذه الزيارة، تطرق شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني المنتخب حديثا، لأول مرة إلى مفهوم "الحلم الصيني"، الذي ظهر مرارا في خطاباته بعد ذلك وتم اعتباره على انه مهمة القيادة الجديدة وواجبها.

ويتجسد حلم الاحياء العظيم للأمة الصينية في هدفين رئيسيين. أولهما هو الانتهاء من بناء "مجتمع مزدهر على نحو معتدل في كافة الأوجه" عندما يحتفل الحزب بمئويته في 2021. والاخر هو تحويل الصين إلى دول اشتراكية حديثة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة عندما تحتفل جمهورية الصين الشعبية بمئويتها في 2049.

يشار أنها مهام شاقة على دولة يبلغ تعدادها السكاني 1.3 مليار شخص، ولا يزال هناك حوالي 100 مليون شخص منهم يعيشون تحت خط الفقر.

شهدت الصين تباطؤا اقتصاديا منذ 2012. وأظهر نمو إجمالي الناتج المحلي من 9.3 في المائة في 2011 إلى 7.7 في المائة في 2012. ومن المرجح أن يكون هذا العام 7.6 في المائة، بحسب تقرير لمجلس الدولة الصيني في ديسمبر.

وقال شيوي شاو شي، الوزير المسؤول عن اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح، خلال إطلاع أعلى هيئة تشريعية في البلاد على التقرير، "لا يمكننا انكار وجود ضغط على النمو الاقتصادي."

وفي الوقت الذى تفشل فيه السوق العالمية في انتاج طلب قوي، تحدت المشكلات المحلية الاقتصاد الصيني مثل زيادة تكاليف العمالة وإعادة الهيكلة الاقتصادية البطيئة، وكذا المخاطر التي تواجه الدين الحكومي المحلي والقطاع المالي.

وتواجه البلاد سياسيا واجتماعيا زيادة فى التلوث وصراعات اجتماعية بين مجموعات المصالح وفسادا بين المسؤولين وتراجعا فى الخدمات العامة.

خطة عظيمة للاصلاح

قدمت القيادة حلا للتحديات وهو ما يعمق الاصلاحات بشكل شامل.

وفي زيارته الأولى خارج بكين كزعيم للحزب الشيوعي الصيني في ديسمبر الماضي، اختار شي مقاطعة قواندونغ كوجهة له، حيث تعد مسرح تجارب لسياسات الاصلاح والانفتاح منذ حوالي 30 عاما.

وخلال الزيارة، تعهد شي "بعدم وقف الاصلاح وعدم وقف الانفتاح".

وبعد قرابة عام، دفع الحزب الشيوعي الصيني بخطة كبيرة للاصلاح في الجلسة الكاملة الثلاثة للجنة المركزية الثامنة عشر للحزب الشيوعي في منتصف نوفمبر 2013.

وتضمنت تلك الخطة أكثر من 300 إجراء إصلاح في القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

كما حددت مجموعة مبادئ رئيسية للاصلاحات المستقبلية. ورفعت وضع السوق من "الدور الرئيسي" إلى "الدور الحاسم"، في تخصيص الموارد وتعهدت ببناء "سوق منفتحة وموحدة" بمنافسة منظمة.

وركزت على الاصلاحات السياسية بشأن قيادة الحزب، والسيادة للشعب ودور القانون.

كما ان هناك إجراءات إصلاح عاجلة. وفي الجلسة، قرر الحزب إقامة فريق مركزي من أجل الاصلاحات الشاملة. وتم تعيين شي خلال اجتماع بعد ذلك بقرابة شهر للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب لتولي قيادة هذا الفريق.

ويعتقد المحللون أن هذه المؤسسة التي تدرب القيادة الرئيسية ضرورية للاصلاحات على نطاق واسع لانها ستتضمن ليس فقط الحكومة ولكن أيضا الحزب والهيئتين التشريعية والقضائية. كما ستساعد في كسر مجموعات المصالح المترابطة وتعزيز الثقة.

وفي الخطة، قرر الحزب أيضا الغاء منظومة إعادة التعلم من خلال العمل وتخفيف القيود على سياسة الطفل الواحد من خلال السماح للزوجين بانجاب طفلين في حالة ان يكون أحد الوالدين وحيدا. وبعد ذلك فى شهر ديسمبر، تم تفعيل هذه التغيرات بشكل رسمي بموافقة من أعلى هيئة تشريعية في البلاد.

وبالإضافة لهذه السياسات، تم اتخاذ خطوات فعلية، حيث ألغت الحكومة المركزية الجديدة، التي تشكلت رسميا في مارس 2013، أو حولت 221 مهمة موافقة إدارية إلى الحكومات المحلية من أجل تنظيم مهام الحكومة.

وفي يوليو، ألغى البنك المركزي الحد الأدني لسعر الاقراض. وفي سبتمبر تم فتح منطقة التجارة الحرة التجريبية (شانغهاي) في الصين ما يوفر حقل تجارب لخفض أو الغاء التشريعات بشأن سعر الفائدة في البلاد.

ولمواجهة التلوث الجوي الذي يزداد سوءا، أجازت الحكومة المركزية في سبتمبر الماضي خطة بقيمة 1.75 تريليون يوان (284.2 مليار دولار أمريكي). وتهدف تلك الخطة إلى خفض كثافة الجسيمات العالقة بنسبة 10 في المائة على الأقل في المدن الرئيسية فى مختلف أنحاء البلاد بحلول 2017.

عقد الرئيس شي، خلال أولى جولاته الخارجية كرئيس للصين في مارس، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة ثماني ساعات تقريبا في الكرملين.

ووقعت الدولتان المتجاورتان سلسلة من الاتفاقيات التعاونية في روسيا، كما وجهت الدعوة لشي لزيارة وزارة الدفاع الروسية، وهي المرة الأولى لرئيس دولة أجنبية. -- وفي قمة يونيو، تحدث شي ونظيره الأمريكي باراك أوباما لأكثر من ثماني ساعات خلال فترة إقامة لمدة يومين في ولاية كاليفورنيا، واتفاقا على بناء نمط جديد من العلاقة بين القوى الكبرى تتميز بعدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للطرفين.

وجذبت السياسة الخارجية الصينية انتباها جديدا وقوة دفع جديدة منذ تولي القيادة الجديدة زمام الأمور.

وقال شي، خلال اجتماعه مع مجموعة من الأعضاء الاجانب لمجلس القرن ال21 في بكين في 2 نوفمبر 2013 "يرتبط الحلم الصيني الخاص بالاحياء العظيم للأمة وسعي الشعب الصيني لعيش حياة جيدة بسعي جميع الأمم الأخرى لتحقيق السلام والتنمية."

وقال شي خلال تفسيره لسعي الصين لتحقيق تنمية سلمية في مايو من العام الماضي "سنتابع بتصميم طريق التنمية السلمية واستراتيجية الانفتاح المربحة لجميع الأطراف."

وأضاف "سنسعي لتحقيق تنمية الصين وتحمل مسؤولياتنا وتقديم اسهاماتنا الواجبة تجاه العالم."

وخلال جولات شي الخارجية الأربع العام الماضي، زار 14 دولة وحضر 4 اجتماعات قمة دولية. وزار أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني 33 دولة في اجمالي 12 جولة خارجية.

وشهدت القيادة الجديدة وصول 65 شخصية ما بين رئيس دولة أو رئيس حكومة أجنبية منذ نوفمبر 2012. في حين وقعت الصين حوالي 800 اتفاقية تعاونية مع دول أخرى في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة.

واقترح كذلك القادة الصينيون سلسلة من المفاهيم الاستراتيجية العام الماضي بهدف تعزيز الازدهار والتنمية على المستوى الاقليمي، بما في ذلك الحزام الاقتصادي لطريق الحرير عبر اسيا الوسطى، وبنك استثمار في البنية التحتية لتمويل مشروعات البناء في اسيا، وطريق الحرير البحري مع دول جنوب شرق اسيا وتطوير اتفاقية التجارة الحرة مع دول جنوب شرق اسيا.

ومن بناء نمط جديد من العلاقة بين القوى الكبرى إلى تعزيز التعاون الاقليمي، تدفع التفاعلات المربحة بشكل متزايد بين الصين ودول أخرى بشكل مستمر تجاه القضية الكبرى وهي بناء منطقة متناغمة وعالم متناغم.

وعلى صعيد متصل، لعبت الصين أيضا دورا فعالا في حل القضايا الدولية الساخنة العام الماضي.

تعمل الصين بشكل مستمر على الدفع نحو نزع السلاح النووي من على شبه الجزيرة الكورية. كما ان دورها في المساعدة فى التوصل إلى اتفاقية المرحلة الأولى بشأن القضية النووية الايرانية لا بديل عنه، وان الصين تدعم دوما الحل الدبلوماسي لقضية الأسلحة الكيماوية السورية.

تحسين نظام العمل ومكافحة الفساد

أدرك بعض المسؤولين في الوقت الذي يشن الحزب الشيوعي الصيني حملة على الفساد داخل الحزب وإطلاق حملات التوقيعات التي تعزز العلاقات بين مسؤولي الحزب والجمهور انهم سيواجهون فترات عصيبة ما لم يحسنوا من نظام عملهم.

واعترف مسؤول في مقاطعة خبي بشمال الصين انه كان هناك مشكلات في نظام عمله في السنوات القليلة الماضية لانه "قضى الكثير من الوقت متكأ على الاريكة بدلا من الجلوس على الكراسي الخشبية ويشرب المزيد من الخمر الفاخر بدلا من احتساء الشاي في وعاء كبير."

شارك المسؤول في "اجتماعات الحياة الديمقراطية" التى طلب منه فيها فحص سلوكه الخاص وطرح المشكلات الكبيرة وتحليل أسبابها ووضع خطط للتصحيح.

وكانت جلسات النقد الذاتي إحياء للممارسات حقبة ماو. وفي سبتمبر، ترأس الرئيس شي جين بينغ إحدى هذه الجلسات في مقاطعة خبي.

وحث شي خلال الجلسة المسؤولين البارزين على تناوب الانتقادات والانتقادات الذاتية بشكل مستمر لتحسين القدرات من أجل التوصل إلى مشكلاتهم الخاصة وإيجاد حلول لها.

تأتي هذه الجلسات فى إطار حملة خط الجماهير التي أطلقها القادة الصينيون في يونيو الماضي لتعزيز العلاقات بين مسؤولي الحزب وأعضائه والشعب في حين تطهير 4 أنظمة عمل غير مرغوب فيها: وهي الشكلية والبيروقراطية والبذخ والتبذير.

واصدرت السلطات الصينية المركزية في خلال عدة أشهر بعد إطلاق الحملة عددا من اللوائح بشأن حفلات الاستقبال الرسمية ومنع المسوؤلين من استخدام الأموال العامة لشراء كعك القمر وبطاقات التهنئة بالأعياد، كما طلب منهم خفض بطاقات العضوية فى النوادي وان يقيموا في غرف أصغر بالفنادق.

وقال الحزب في دستوره أنه يجسد المصالح الاساسية للأغلبية العظمى من الشعب الصيني.

بيد أنه بعد عقود من الحكم منذ تأسيس الجمهورية الشعبية في 1949، واجه الحزب تحديات خطيرة بشأن التواصل مع الشعب والفساد وغيرها من ممارسات سوء الإدارة.

ومن بين الأهداف الرئيسية في حملة خط الجماهير هو القضاء على الفساد من خلال التصدي فى وقت واحد "للنمور" و"الذباب" أو المسؤولين البارزين والمسؤولين على مستوى منخفض.

ووفقا للإحصاءات الرسمية، فإنه تم معاقبة حوالي 108 آلاف شخص في الأشهر التسعة الأولى من 2013، أي بزيادة قدرها 7.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وفي الأشهر ال13 عقب انتخاب شي كأمين عام للجنة المركزية للحزب، تم التحقيق مع 17 مسؤولا على الأقل على المستوى الوزاري، بحسب إحصاءات مراسلي وكالة أنباء ((شينخوا)).

وفي مواجهة الأنشطة غير القانونية والاهمال في عمل المسوؤلين، اتبعت قيادة الحزب أسلوب القدوة لإقامة علاقات أقرب مع الشعب.

وبعد انتخاب شي كأمين عام للجنة المركزية للحزب في نوفمبر 2012، بدأ زيارة ركزت على الفقر إلى منازل الفلاحين وتحدث مع سائقي سيارات الأجرة وأعرب عن قلقه بشأن رفاهية السكان المقيمين في المناطق التي ضربتها الزلازل.

وأكد قادة آخرون في الحزب، من بينهم لي كه تشيانغ وتشانغ ده جيانغ ويوي تشنغ شنغ وليو يون شان ووانغ شي شان وتشانغ قاو لي على تحسين المستويات المعيشية للشعب خلال زياراتهم إلى المجتمعات على المستوى القاعدي.

وأكد شي خلال كلمته لاحياء الذكرى ال120 لميلاد ماو تسي تونغ فى ديسمبر على ضرورة أن يقوم أعضاء الحزب الشيوعي الصيني ببذل كل ما في وسعهم من أجل الجماهير والاعتماد عليهم في كل مهمة.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :