الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الدبلوماسية الشعبية المصرية تتجه نحو الصين لتوضيح حقيقة الأوضاع ودعم العلاقات بين أقدم شعبين صديقين

arabic.china.org.cn / 15:38:10 2013-12-07

بقلم محمد أسامة

بكين 7 ديسمبر 2013 (شينخوا) اتجه وفد دبلوماسي شعبي مصري في ثاني وجهة له بعد روسيا إلى الصين، حيث أن العلاقات بين الشعبين المصري والصيني ليست وليدة اللحظة، بل امتدت لآلاف السنين بين أقدم شعبين على وجه البسيطة.

وتأتي زيارة الوفد المصري إلى الصين تأكيدا على هذه العلاقات وتفسيرا لما شهده الشارع المصري من أحداث لم يعتاد الشعب الصيني على مشاهدتها في مصر، البلد التي اعتاد الصينيون زيارتها لمشاهدة معالمها السياحية ذات التاريخ الطويل.

وأختتم الوفد الشعبي زيارته إلى الصين يوم 6 ديسمبر بعد زيارة دامت لثلاثة أيام تقابل فيها مع مسؤولين من الحزب الشيوعي الصيني ووزارة الخارجية الصينية، وقام بزيارة إلى شبكة شينخوا الإعلامية وجامعة بكين، بالإضافة إلى مؤتمر صحفي عقد بمقر السفارة المصرية لدى بكين.

حضر على رأس الوفد المستشار أحمد الفضالي، رئيس ومنسق بعثة الوفد، والخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل ووزير خارجية مصر السابق، محمد العرابي بالإضافة إلى عدد من الوزراء السابقين ورؤساء أحزاب وأعضاء سابقين بالبرلمان المصري وبعض الإعلاميين وممثلي الحركات الشبابية والأزهر والكنيسة.

وأكد أعضاء الوفد على أن الهدف الرئيسي من زيارة الوفد الشعبي للصين هو توضيح حقيقة ثورة 30 يونيو والإجابة على كافة الأسئلة التي تدور في رأس الجانب الصيني، بالإضافة إلى زيادة الروابط الاستثمارية والتنموية وتبادل الخبرات بين الصين ومصر.

وشدد الخبير الاستراتيجي، سامح سيف اليزل على أن الوفد قد نجح بشكل كبير في نقل حقيقة الأوضاع في مصر والتمهيد لزيارة وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي إلى الصين في منتصف الشهر الجاري، مضيفا أن هناك استجابة وتفهم كامل من الجانب الصيني لما عرضه الوفد، حيث كان هناك اهتمام كبير من الجانب الصيني الذي أجابه الوفد الشعبي على جميع أسئلته الخاصة بالشأن المصري.

واتبع سيف اليزل أن مصر تريد التعلم من الخبرات الصينية في مجال العمالة والقضاء على البطالة. وتمنى مشاركة الصين في مشروع تنمية قناة السويس لما تملكه من خبرات في مجالات التنمية. كما رحب بالاستثمارات الصينية في مجالات الصناعات الالكترونية والصناعات الحديثة والدقيقة وغيرها.

وأضاف أن الميزان التجاري بين الصين ومصر تغير كثيرا لصالح الصين في العقود الأخيرة وان هناك ضرورة لإعادة النظر في الصادرات المصرية إلى الصين من حيث أنواعها وحجمها وكميتها مع بحث وضع تسهيلات للصادرات المصرية إلى الصين.

وأرجع محمد العرابي، وزير الخارجية المصري السابق سبب اختيار الصين من ضمن أوائل الدول التي سافرت إليها الوفود الشعبية المصرية إلى مكانة الصين كقوى عظمى على الساحة السياسية والاقتصادية في العالم. وان هذا التوجه يأتي في إطار إعادة صياغة السياسة الخارجية المصرية لتكون أكثر توازنا بين الشرق والغرب.

وأضاف أن الوفد بصفته وفد شعبي يعبر عن رغبة حقيقية نابعة من الشعب المصري في البحث عن شراكات مع دول صديقة، وشدد على أن العلاقات مع الصين ليست بالجديدة حيث أن هناك اتفاقات تعاون إستراتيجية قائمة بالفعل بين مصر والصين وان تفعيل هذه العلاقات له الأولوية في المرحلة القادمة من اجل إشراك الصين بشكل مباشر في عملية التنمية.

وأكد العرابي أن الوفد طالب خلال لقاءاته مع المسؤولين الصينيين بإعادة الاستثمارات الصينية إلى مصر بعد أن توقفت فور اندلاع ثورة يناير 2011، كما طالب برفع الحظر المفروض على السياحة الصينية إلى مصر والتعاون في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة والصناعات الصغيرة والمتوسطة والقضاء على البطالة.

وطمأن العرابي المستثمرين الصينيين ممن لديهم رغبة في الاستثمار في مصر، حيث ابرز أن مصر تستعد للدخول في مرحلة جديدة تتسم بالأمان ، ووجه دعوة للمستثمرين الصينيين أن يفتحوا مشروعات جديدة في مصر أو بإحياء المشروعات التي توقفت.

هذا وقد ابرز أحمد ذكي بدر، وزير التعليم المصري السابق التعاون الكبير بين مصر والصين في مجال التعليم، حيث أن الصين قد أنشأت بالفعل عدة مدارس تسمى بالمدارس الصينية في مصر، وهي مدارس ذات مستوى تعليمي جيد، ولكن توقف استكمال بناء هذه المدارس نظرا للظروف الحالية. وناشد بدر الصين أن تعاود بناء مثل هذه المدارس وان تعمل على تحسين مستوى التعليم بها حتى يزداد إقبال الطلبة المصريين عليها.

وأضاف بدر أن التعاون الكبير بين مصر والصين في مجالي الاتصالات والمعلومات قد أعاد بالنفع على إدخال التكنولوجيا في التعليم عن طريق تنفيذ الشركات الصينية مشروعات تقنية ومعلوماتية في وزارة التربية والتعليم.

كما أشار إلى أن هناك منح دراسية للطلاب المصريين من أقسام اللغة الصينية في الجامعات والمعاهد المصرية بكلية الألسن جامعة عين شمس وكلية الآداب بجامعة القاهرة. حيث أن هناك إقبال كبير من الطلبة المصريين على أقسام اللغة الصينية أملا في البحث عن وظيفة مناسبة باعتبار أن هناك تعاون بين مصر والصين.

وفي الوقت نفسه، مازالت الجامعات المصرية تضم الكثير من الطلاب الأجانب والصينيين في ظل تحسن الوضع الأمني..وهناك اتفاقات كثيرة بين الجامعات المصرية والصينية ويمكن من خلالها أن يأتي الطلبة الصينيين إلى مصر.

هذا وقد شدد أسامة هيكل، وزير الإعلام المصري السابق على أن الحرب الإعلامية القائمة حاليا لها دور كبير في تطور الأحداث على الساحة العالمية. وانه يجب مواجهة المؤسسات الإعلامية التي تعمل وفق المصالح الشخصية والإقليمية بالإعلام الدقيق الذي ينقل الأحداث بكل حيادية.

وأثنى هيكل على الموقف الصيني على المستوى الحكومي والإعلامي في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وغيرها ، حيث دائما ما تؤكد الصين على أن الشعوب هي وحدها من تقرر مصيرها.

يشار إلى أن هذا ليس الوفد الشعبي الأول الذي يزور بلاد صديقة، حيث توجهت العديد من وفود الدبلوماسية الشعبية إلى مختلف أنحاء العالم من اجل شرح وتوضيح حقيقة ما حدث في 30 يونيو وبحث سبل تدعيم العلاقات مع هذه الدول ومحاولة الاستفادة من خبرات هذه الدول وبحث مجالات التعاون معها.

وجاءت الصين بعد روسيا في مقدمة الدول التي يزورها وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية في إشارة إلى ضرورة أن تطلع الصين على الأوضاع الحالية في صورتها الحقيقية ورغبة حقيقية في أن يكون للصين دورا أكبر في المنطقة من اجل أحداث التوازن السياسي، فضلا عن بناء شراكة استراتيجية حقيقية بين البلدين.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :