Home |
arabic.china.org.cn | 20. 11. 2013 |
视频播放位置
下载安装Flash播放器
بيروت 19 نوفمبر2013 (شينخوا) كانت "محلة الجناح" في ضاحية "بيروت" الجنوبية جنوب بيروت تبدأ يوما خريفيا آخر اليوم (الثلاثاء) حينما تردد في أرجائها صوت انفجار متوسط ما دفع السكان إلى الخروج إلى الشرفات لتبيان مايجري في حيهم ، فيما خرج أصحاب المؤسسات التجارية والعاملون فيها في المنطقة لاستطلاع مايحدث حينما فوجيء الجميع بانفجار ثان صبغ المشهد فيها باللونين الأسود والأحمر. أهالي الشارع الفسيح كانوا يشعرون بالاطمئنان بسبب إجراءات الأمن المتخذة في المنطقة لوجود مقر السفارة الإيرانية وعدة مباني سكنية ملحقة حيث تتخذ عادة إجراءات أمنية مشددة لحماية البعثة ، لكن انتحاريان على دراجة نارية وفي سيارة رباعية الدفع حاولا اختراق هذه الاجراءات بمحاولة الدخول إلى مقر البعثة لكنهما لم ينجحا. وقال شاهد عيان في المنطقة رفض ذكر اسمه ل(شينخوا) أن راكب الدراجة النارية حاول الاقتراب من إحدى بوابات السفارة الحديدية، حيث اطلق الحراس النار عليه فعمد عندها إلى تفجير نفسه ثم يليه بعد نحو دقيقتين انفجار سيارة رباعية الدفع كانت تلحق بالدراجة. وقد أدى الانفجار إلى أضرار بالغة في 6 مبان وإلى تحطم الزجاج في دائرة قطرها نحو ألف متر بفعل عصف الانفجار الذي قدرت مصادر أمنية قوته بنحو 100 كيلوجرام. كما أدى الانفجار بحسب وزارة الصحة إلى مقتل 23 شخصا (تم التعرف على 20 منهم) وإلى إصابة 146 آخرين بينهم اشخاص من جنسيات سورية وايرانية وأثيوبية وبنجلاديشية وفيلبينية ، والى وقوع حرائق وخصوصا في السيارات بفعل انفجار خزانات الوقود فيها. وأعقب الانفجار طوق أمني فرضته قوات الجيش التي وصلت على جناح السرعة من المناطق القريبة ، في حين توافدت إلى المنطقة وحدات الدفاع المدني ورجال الانقاذ لاسعاف المصابين ونقل جثث الضحايا. وحاولت (شينخوا) الدخول إلى منطقة الانفجار لكن قوى الجيش اللبناني وفرق الدفاع المدني التي ماتزال تقوم بإجراء مسح ميداني شامل لمكان الانفجارين وجمع الأشلاء وأخذ عينات من مخلفات الانفجارين منعتنا من دخولها كما منعت كذلك الأهالي الوافدين لتفقد منازلهم والذين كانوا خارجها عند وقوع الانفجارين. وعن بعد أمتار قليلة ، بدت المنطقة بعد وقت قليل من وقوع الانفجار تعيش حالة من الذهول والصدمة والعجز عن استيعاب هول ماحصل ، كما بدت الوجوه شاحبة وغاضبة مشوبة بالحزن والأسى للمأساة التي طالتهم بالقتلى والجرحى فضلا عن تضرر المباني والممتلكات. وقالت ليلى السيد التي كانت تنقل من منزلها المصاب بأضرار بالغة بعض الأغراض الضرورية إلى سيارة شقيقها "سأذهب للاقامة لدى شقيقي فمنزلي مصاب بخسائر جسيمة ، ولا أريد ان يعود أولادي من مدرستهم ليشهدوا هذه الكارثة ." وأضافت ل(شينخوا) أنها كانت تتناول طعام الفطور مع خادمتها لدى وقوع الانفجارين ما أدى الى تطاير زجاج وأثاث المنزل بفعل عصف الانفجار ما أدى إلى إصابة الخادمة البنجلاديشية بجروح في الرأس بسبب شظايا الزجاج. وأوضحت أنها هرعت وخادمتها إلى الشارع لطلب النجدة للذهاب إلى المستشفى ، وأن حالة من الرعب سيطرت عليهما لدى مشاهدتهما جثث القتلى مرمية في الشارع ولسيارات تشتعل بركابها. وأضافت أن أحد الجيران قام بنقلها وخادمتها في سيارته إلى المستشفى بصعوبة وسط حالة من الهستيريا لدى الناس الذين أوقفوا السيارة لادخال مصابين اثنين لنقلهما إلى المستشفى ، لكن أحدهما مالبث أن لفظ انفاسه الأخيرة قبل وصولنا إلى المستشفى. وقالت أن خادمتها في حالة جيدة وأنها ستعود لأخذها من المستشفى بعدما قاموا بتقطيب جرح في رأسها بعدة غرز. وتلقي باللائمة في ماجرى على الأزمة السورية ، وعلى اللبنانيين الذين ينقسمون بين من يتحزب للنظام والمعارضة السورية وبين مؤيد ومعارض للمحاور الاقليمية المتنازعة في المنطقة. وشددت ليلى على أنها كانت تشعر بالخوف منذ بدء أحداث سوريا من انعكاساتها على لبنان ، وأنها تتمنى لو تعود إلى الكويت حيث كان يعمل زوجها قبل عودتهما إلى لبنان قبل سنوات. أما حسن محمود مالك إحدى المؤسسات التجارية فقد وقف أمام واجهتها الزجاجية التي انهارت بفعل الانفجار قائلا أن تكلفة اصلاحها تتجاوز أربعة آلاف دولار. وقال إن بضاعته من المفروشات تمزقت بشظايا الزجاج وباتت غير صالحة مقدرا قيمتها بعشرات آلالاف من الدولارات كما أن سيارته التي كانت متوقفة على بعد أمتار قد احترقت بدورها بالكامل. وأشار إلى أن خسارته المالية تضع تجارته على حافة الانهيار ، الا أنه شكر الله على أن العاملين لديه لم يصابوا بأذى وأن واحدا منهم أصيب بجروح طفيفة بسبب الزجاج المتطاير. ولفت إلى أن هذا اليوم سيبقى محفورا بذاكرته لأن المشاهد التي شاهدها خلال محاولته والعاملين لديه اسعاف المارة أو العابرين المصابين بسياراتهم في الشارع هي مشاهد مخيفة. وأضاف انه شاهد جثثا محروقة وأشلاء بشرية متناثرة وجرحى يعرف بعضهم تملأ الدماء وجوههم أو ينزفون وهم في حالة غياب عن الوعي. وحمل محمود المسؤولية في المأساة التي شهدها لبنان اليوم إلى "مدارس الارهاب التي تعيث في الارض فسادا" وإلى "رياح الديمقراطية التي تهب على بعض الأقطار العربية حاملة معها أشكالا قاسية من العنف والظلم". من جانبه ذكر محمد مصطفى حسن انه عاد مساء أمس في اجازة قصيرة من دبي حيث يدير أحد المطاعم التركية ، من أجل حضور حفل زفاف ابن عمه بعد يومين وأنه كان لدى وقوع الانفجار يحاول الدخول بسيارته إلى منطقة الانفجار بعد مغادرته نادي الجولف القريب. وأضاف أن العناية الالهية أنقذته من موت محقق لأنه ركن سيارته جانبا قبل دخوله الشارع من أجل الرد على اتصال هاتفي خارجي متعلق بعمله. وقال حسن أن لبنان ينزلق رويدا نحو الانهيار وأن على مسؤوليه التعاون لانقاذ مواطنيه واقتصاده من تداعيات وانعكاسات مجريات المنطقة. يذكر أن ضاحية بيروت الجنوبية ذات الغالبية الشيعية كانت قد شهدت تفجير سيارتين مفخختين في شهري أغسطس ويوليو الماضيين ، كما شهدت طرابلس كبرى مدن الشمال ذات الغالبية السنية تفجير سيارتين مفخختين في شهر اغسطس الماضي .وقد أوقعت هذه التفجيرات التي تجيء على خلفية الصراع في سوريا وتزايد الانقسام السياسي والمذهبي في لبنان أكثر من 70 ضحية ومئات الجرحى كما دمرت عددا كبيرا من المساكن والمؤسسات، ووضعت البلاد على حافة فتنة مذهبية وحرب أهلية.
|
انقلها الى... : |
|
||