Home
arabic.china.org.cn | 19. 11. 2013

تحقيق اخباري: استمرار نزيف الدماء على قضبان السكك الحديدية في مصر

 

بقلم عماد الأزرق

القاهرة 18 نوفمبر 2013 (شينخوا) مازال مسلسل نزيف الدماء على قضبان السكك الحديدية في مصر مستمرا, فيما يتواصل تناثر اشلاء جثث الضحايا لمئات الأمتار, في أحداث متكررة, تتجدد معها الذكريات الأليمه لحوادث القطارات.

ووقعت حلقة جديدة من مسلسل حوادث القطارات بمصر, في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين راح ضحيتها 27 قتيل بينهم أطفال ونساء و36 مصابا, شاء حظهم العاثر أن يتصادف يقع الميني باص الذي يقلهم في طريق قطار بضائع بسبب الاهمال ونقص الامكانيات, لتتحول فرحتهم الى صراخ وعويل وبكاء ودماء واشلاء, ويتحول الفرح الى مأتم كبير.

وفي مزلقان 25 بطريق القاهرة - الفيوم, الذي شهد المأساة الجديدة لحوادث القطارات في مصر, عندما قام قطار بضائع بالاطاحة باحدى الشاحنات, وسحق احد الميني باصات امامه لنحو 1.5 كم لتتناثر بطول هذه المسافة اشلاء الضحايا وملابسهم واجزاء السيارة.

يروي شهود عيان لوكالة أنباء (شينخوا) تفاصيل المأساة الدامية, فيقول صبحي اسعد, قريب احد المصابين بالحادث, إن الضحايا كانوا عائدين الى محافظة الفيوم جنوب القاهرة , من فرح لاحد اقاربهم بمحافظة الجيزة, وانه خلال لحظات ونتيجة الاهمال اختلتطت الضحك بالبكاء, والزغاريد بالصراخ, والدموع بالدماء.

وتقع محافظة الفيوم جنوب القاهرة, وتعتبر اولى محافظات صعيد مصر, وتبعد عن القاهرة نحو 87 كم, وتعد من المحافظات الاكثر فقرا في مصر.

واضاف أسعد لوكالة انباء (شينخوا) انه نظرا لتأخر الوقت والذي تخطى منتصف الليل, وبرودة الطقس, تكدس الكثير من الاقارب والاصدقاء بالميني للعودة سريعا الى الفيوم وهو ما ضاعف من الكارثة.

عندما زارت وكالة أنباء (شينخوا) موقع الحادث, ورغم رفع جثث واشلاء الضحايا, غير أن المشهد المأساوي ظل ماثلا يرسم ابعاد المأساة, فيما تنتشر بقع الدماء في اماكن مختلفة.

البداية كانت بجوار مزلقان 25 مباشرة, حيث تقف شاحنة نقل كبير بجوار قضبان السكة الحديد مباشرة, وقد تحطمت كابينة القيادة بالكامل, فيما يقف ثلاثة اشخاص بجوارها, من بينهم مصطفي ابراهيم السائق البديل لها.

وقال مصطفى ابراهيم لوكالة أنباء (شينخوا), إنه عند وقوع الحادث, كان جرس الانذار للمزلقان معطلا, وكذلك الاضاءة التحذيرية, كما لم يتم وضع السلسلة الحديدية.

واضاف أنه عادة فان هذا القطار عندما يقترب من هذا المزلقان يسير ببطيء , غير أنه ساعة الحادث بسرعه كبيرة, مشيرا الى أن السائق قبيل الحادث مباشرة, قام بقطع "كارتة المحاجر" من الكشك الواقع على بعد 20 متر فقط من المزلقان, أي ان السائق لم يكن يسير بسرعة كبيرة حتى يقول البعض ان "الفرامل هربت منه".

واشار الى أن السائق تمكن من القفز من السيارة وتعرض لاصابات طفيفه, فيما اصيب مساعده باصابات بالغه نقل على اثرها الى المستشفى.

يشار الى أن النيابة العامة قررت مساء يوم الاثنين اخلاء سبيل سائق سيارة النقل بكفالة 500 جنيه, على ذمة التحقيقات بالحادث.

وفي موقع الحادث, استقرت بقايا الاتوبيس المصاب, على بعد 1.5 كم من المزلقان داخل الصحراء, وعلى امتداد هذه المسافة تناثرت بكثافة أحذية القتلى من مختلف المقاسات والاعمار, نساء ورجال واطفال, كراسي الميني باص, الزجاج الستائر, المرايا, قطع حديدية منه.

امتزجت الدماء وبقايا الاشلاء بالرمال, بالطو أحمر لطفلة لم يتعد عمرها 6 سنوات, يبدو عليه أنه جديد, ورغم لونه الأحمر الا أن هذا اللون لم يمنع بروز بقع الدماء التي لطخته, جوانتي طفل صغير لحمايته من شدة البرد, رابطة شعر لطفلة صغيرة "توكه".

يقول مصطفى جودة, شاهد عيان, أن عاملي المزلقان, المنوط بهما, اغلاق المزلقان أمام المرور خلال عبور القطار, واطار جرس الانذار, والاضواء التحذيرية, كانا نائمين خلال الحادث, ولم يستيقظا الا بعد وقوعه.

واضاف جودة لوكالة أنباء (شينخوا) أن عاملي المزلقان, بعد وقوع الحادث ورؤيتهما للجثث تتناثر على قضبان القطار, حاولا الهرب بالصحراء, غير أن سيارة شرطة قامت بتعقبهما والقت القبض عليهما, للتحقيق معهما.

وقررت النيابة العامة مساء يوم الاثنين حبس عاملي المزلقان اربعة ايام احتياطيا لكل منهما على ذمة التحقيقات, لاتهامهما بالتسبب عن طريق الخطأ في وقوع الحادث الذي راح ضحيته 27 قتيلا و36 جريحا, حيث أسندت النيابة إلى المتهمين تهمتي القتل الخطأ والإصابة الخطأ.

ونفى عاملا المزلقان أثناء التحقيق معهما الاتهامات المنسوبة إليهما, وقررا في أقوالهما بأنهما لم يتم تبليغهما بقدوم قطار, ومن ثم فلم يقوما بإغلاق المزلقان بالسلسلة الحديدية المخصصة لإغلاقه, وأكدا أنه لو كان قد تم إبلاغهما باقتراب قدوم أحد القطارات لكانا قد أغلقا المزلقان لمنع مرور السيارات قبل مرور القطار, وذلك على النحو الذي يوجبه عملهما.

وأمرت النيابة العامة بتشكيل لجنة هندسية متخصصة لمعاينة وتفريغ محتويات صندوق (إيه تي سي) داخل القطار, والذي يعد بمثابة الصندوق الأسود للقطار الذي يحدد سرعته والمسافة ووقت دخول القطار للمحطات.. وأيضا معاينة اللجنة لموقع الحادث هندسيا, وإعداد تقرير فني كامل وموافاة النيابة به.

وخلال قيامه لجنة من هيئة سكك حديد مصر بمعاينة موقع الحادث, رفض رئيس لجنة وايا من اعضائها الكشف لوكالة أنباء (شينخوا) عن اسباب الحادث, وتفاصيله, مؤكدا أن القضية برمتها بيد النيابة العامة الأن, وأنها هي المنوطة بالكشف عن اسباب وتفاصيل الحادث في ضوء المعلومات التي ستتوافر لديها.

واوضح رئيس اللجنة أن وزير النقل المصري الدكتور ابراهيم الدميري قام بزيارة موقع الحادث في صباح اليوم, ووقف على تفاصيله, واستمع من شهود العيان والمسئولين عما حدث.

واعلن الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل, اقامة كوبري علوى اعلن المزلقان, لمنع تكرار الحادث, كما قرر صرف 20 ألف جنيه (الدولار يساوي 6.8 جنبه) تعويض مبدئي لضحايا الحادث.

وتعيد حادثة دهشور للأذهان عشرات الحوادث المماثلة, ابرزها قطار حادث اسيوط جنوب مصر, والتي اسفرت عن مقتل 51 طفل من تلاميذ أحد المعاهد الدينية.

 

1   2   3   4   الصفحة التالية  


 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :