الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: مع الانطلاقة الجديدة للمفاوضات.. السلام مازال علي المحك
بقلم عاشور تشن
بكين 14 أغسطس 2013 (شينخوا) وسط خطوة تلقى ترحيبا دوليا، من المقرر أن تنطلق اليوم (الأربعاء) في مدينة القدس جولة جديدة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بغية إيجاد حلول لملفات الوضع النهائي الشائكة، ولكن تحرك الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بتكثيف مخططاتها ومشاريعها الاستيطانية يعكر دون أدنى شك صفو هذه الانطلاقة الجديدة ويجعلها علي المحك.
فالمفاوضات استؤنفت في واشنطن قبل أسبوعين تحت رعاية أمريكية ،غير أن إعلان إسرائيل مؤخرا عن طرح عطاءات لبناء 1200وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية يخيم بظلاله على مفاوضات السلام ويزيد الشكوك بشأن فرص خروجها بنتائج إيجابية، اذ أن السبب الجوهري وراء توقف المفاوضات طوال الأعوام الثلاثة الماضية كان الخلاف بين الجانبين حول مسألة الاستيطان .
وليس هناك أدنى شك في أن قضية الاستيطان ظلت تقف حجر عثرة في طريق استئناف محادثات السلام ، إذا تمتلك إسرائيل حاليا أكثر من مائة مستوطنة يقطنها ما يزيد على 500 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وكان الفلسطينيون يصرون من قبل على أن وقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 يمثلان شرطين أساسيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، فيما كان الجانب الإسرائيلي يؤكد على ضرورة عدم وضع شروط مسبقة لاستئناف محادثات السلام..
وقبل انعقاد الجولة الجديدة من المفاوضات أدان كبار المسؤولين الفلسطينيين خلال مقابلة خاصة أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) أدانوا شروع إسرائيل في بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة، حيث أكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إن "صبر الشعب الفلسطيني محدود،" لكن من الواضح أن تلك المسألة لا تهدد على ما يبدو بوقف محادثات السلام حيث أعرب عريقات في الوقت نفسه عن تفاؤله إزاء هذه الجولة من المحادثات.
ويعتقد المحللون الصينيون أن السبب الرئيسي وراء مرونة الفلسطينيين بشأن قضية الاستيطان يكمن في موافقة تل أبيب على الإفراج عن أسرى فلسطينيين. فبالرغم من المعارضة الشديدة داخل إسرائيل لقرار الإفراج هذا، إلا أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قررت مؤخرا إطلاق سراح 104 معتقلين فلسطينيين على أربع دفعات، كان أولها أمس الموافق 13 أغسطس وضمت 26 معتقلا فلسطينيا، على أن يكون الإفراج عن الدفعات الثلاث الأخرى مرهونا بتقدم المفاوضات ونجاحها.
ومن ناحية أخرى، ترددت في أروقة الأوساط الاعلامية تكهنات حول التوصل سرا إلى تفاهم ضمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن مسألة المستوطنات حيث أشارت مصادر إلى أن الموافقة على مشروع البناء الاستيطاني الإسرائيلي لن تكون سوى حبر على ورق ولن تنفذ على أرض الواقع، إذ تأتي هذه الخطوة لاسترضاء القوى اليمينية داخل الحكومة الإئتلافية الإسرائيلية والحصول على دعمها بشأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
ويعتقد المحللون الصينيون أن المرونة التي أبداها الفلسطينيون بشأن توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وموافقة إسرائيل على الإفراج عن أسرى فلسطينيين ساعدت حتما في تهيئة الظروف لاستئناف محادثات السلام ، ولكن حتى لو مضت المفاوضات قدما، فإن الطريق الذي ستسير عليه العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية مستقبلا لن يكون مفروشا بالورود.
وحتى الآن، لم تؤت عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية التي مرت منذ إطلاقها في عام 1991 بعدة محطات، بفوائدها المرجوة للشعب الفلسطيني الذي يتخذ هو والفصائل الفلسطينية في الغالب موقفا متشائما تجاهها ويرى أنها تكرار لا معنى له ومضيعة للوقت.
وبالإضافة إلى ذلك، ثمة أصوات معارضة لمحادثات السلام تتعالي بقوة داخل إسرائيل، فأعضاء الجناح اليميني بحكومة بنيامين نتنياهو عارضوا عملية الإفراج عن الأسرى وهددوا بالانسحاب من الحكومة الإئتلافية ، ما يجعل من الصعوبة بمكان على نتنياهو تقديم تنازلات في القضايا الحساسة.
وعلى أية حال، فقد أكد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه عبر المفاوضات لن يصبح نافذ المفعول إلا بعد طرحه في استفتاء عام، فالقضايا الحساسة مثل الحدود والأمن ووضع القدس واللاجئين كلها بالغة التعقيد ناهيك عن التناقضات الكثيرة القائمة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. لهذا، فإنه حتى إذا ما أحرزت محادثات السلام المستأنفة حديثا بعض الإنجازات، فإن الفوز بتأييد الرأي العام ليس بالأمر الهين.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |