الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: مسئول في حماس: نرحب باستعادة العلاقات "القوية" مع إيران
غزة 24 يوليو 2013 (شينخوا) رحب مسئول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الأربعاء)، بإجراء حركته حوارا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستعادة العلاقات "القوية" بينهما.
وقال صلاح البردويل الناطق الرسمي باسم حماس وأحد قادتها بغزة، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن حركته "على استعداد وترحب بكافة أشكال الحوار مع إيران لتعزيز العلاقات بين الجانبين".
وذكر أن علاقات حركته وطهران "لم تنقطع بتاتا لكنها أصبحت فاترة منذ فترة على خلفية الأزمة في سوريا (..) لكننا نؤكد أن حماس لا ترغب بتراجع العلاقات مع أي طرف عربي أو إسلامي يدعم القضية الفلسطينية".
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أمس الثلاثاء، أن بلاده وحركة حماس بصدد حل بعض المسائل التي من شأنها أن تتسبب بسوء الفهم بينهما، مشيرا إلى أن اتصالات مكثفة ومتواصلة تجرى بهذا الشأن.
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن عراقجي قوله، إن حماس تعتزم إعادة علاقاتها مع طهران بعد الخلافات حول الأزمة في سورية، وأن الجانبين أبديا رغبة بتقوية العلاقات فيما بينهما.
وتراجعت العلاقات بين حماس وإيران بشدة منذ نهاية العام 2011 بعد تخلي الحركة الإسلامية عن علاقاتها الوثيقة مع سوريا على أثر الاضطرابات الداخلية التي تشهدها.
واعترف مسئولون في حماس أخيرا بتأثر الحركة من تراجع العلاقات مع إيران خصوصا على صعيد الدعم المادي الذي تقدمه طهران لها ونقل أسلحة لها.
وفي هذا الصدد، قال البردويل إن تراجع العلاقات بين حماس وإيران "تم من طرف واحد وليس برغبة من حركته"، مؤكدا أن أي سوء فهم يمكن حله عبر الحوار الثنائي والبناء.
وقلل من تأثير التطورات الأخيرة في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي على تحسن علاقات حماس مع طهران، لكنه أكد على أن الجميع يتابع ما يجري في مصر بأهمية بالغة.
وأعلن الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري في 3 يوليو الجاري، عن تعطيل العمل بالدستور المصري وتولى رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد لمصر عقب عزل مرسي بعد عام من توليه منصبه مرشحا عن جماعة الإخوان المسلمين.
ومثل ذلك بحسب مراقبين فلسطينيين "كابوسا" بالنسبة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو عام 2007 إثر جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية، وتربطها علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وما زاد من تأثير الأزمة أن قطاع غزة مرتبط جغرافيا مع مصر عبر حدود مشتركة تضم معبر رفح البري وهو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة إلى العالم الخارجي في ظل الحصار الإسرائيلي، إضافة إلى أنفاق التهريب التي تورد إلى غزة البضائع الاستهلاكية ومواد البناء والوقود.
واعتبر البردويل أن قطاع غزة يتعرض لـ"حملة استهداف شرسة" منذ بدء الأزمة الأخيرة في مصر، تنقسم إلى جانبين إعلامي وأمني.
ورأى القيادي في حماس أن "هناك لعبة تدار ضد المقاومة وضد حماس وقطاع غزة والشعب الفلسطيني عبر هجمة شرسة وعنصرية وهي حملة جزء منها مدفوع الأجر".
واعتبر أن القائمين على الحملة ضد غزة "أعداء المقاومة وبعض الدول العربية التي لا ترغب برؤية الإخوان والتيار الإسلامي يحكم وترغب أن تقضي على حماس كما تقضي الإخوان في مصر".
في الوقت ذاته، ندد البردويل بدخول مروحيات عسكرية مصرية خلال الأيام الأخيرة أجواء قطاع غزة، معتبرا أن تكرار الحادثة "يدحض التبريرات المصرية بأن الأمر تم عن طريق الخطأ".
وطالب بعدم تكرار دخول المروحيات المصرية أجواء قطاع غزة قائلا، "نرجو أن لا تنتهك حرمة قطاع غزة وأن لا يكون القطاع بلدا مشاعا لكل من يريد أن يدخله بطائرته ويكفينا دخول طيران الاحتلال وتهديدات أبناء شعبنا".
وتابع "نحن لسنا بحاجة ولا بعداء مع الجيش المصري والشعب المصري حتى تدخل الطائرات المصرية إلى قطاع غزة سواء بحجة الاستكشاف أو التصوير أو الضرب (..) الشعب المصري صديقنا ولا يمكن أن يكون لنا عدوا، ولا يمكن أن نكون له أعداء".
ورصدت مصادر أمنية فلسطينية دخول مروحيات مصرية أجواء مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة في ثلاث مناسبات خلال الأسبوعين الماضيين.
من جهة أخرى، قال البردويل إن حركته لا تتوقع أي تمرد شعبي ضدها في قطاع غزة على خلفية الأزمة مع مصر وإغلاق أنفاق التهريب الذي أدى إلى نقص شديد في الخدمات الأساسية.
واعتبر أن "الجبهة الداخلية في غزة مستقرة لأن الشعب الفلسطيني عاش حرب وحصار ويتفهم أسباب ما يجرى وأنه مطلوب منه أن يدفع ثمن من كرامته وثوابته ووطنيته لذلك الشعب يعي وعيا جيدا ما يدور حوله ويتحمل الألم للحفاظ عن ثوابته ".
وأكد البردويل استمرار مصر كوسيط في تفاهمات وقف إطلاق النار بين حركته وإسرائيل التي تم إعلانها في نوفمبر الماضي وأنهت حينها عملية عسكرية شنتها إسرائيل على قطاع غزة استمرت لثمانية أيام وأسفرت عن مقتل 184 فلسطينيا وجرح نحو 4 آلاف آخرين، مقابل مقتل 6 إسرائيليين جراء إطلاق مئات الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل.
فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية ورعاية مصر لها، قال البردويل عند "تعافي" مصر يمكن الحديث عن استئنافها جهود الوساطة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وكان مسئولون في حركة فتح أعلنوا أخيرا أن "فرصة حماس النهائية لرأب الصدع الفلسطيني ستكون في الرابع عشر من الشهر القادم" وهو الموعد المقرر لتشكيل حكومة توافق وطني بالتوازي مع الإعلان عن موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية في نهاية العام.
واتفقت حركتا فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس في 14 مايو الماضي على مهلة لمدة ثلاثة شهور للبت في تشكيل حكومة التوافق وتحديد موعدا للانتخابات العامة بموجب اتفاق المصالحة الفلسطينية بينهما.
وسبق أن توصلت فتح وحماس لاتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة، غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق.
وتهدف جهود المصالحة إلى إنهاء الانقسام الداخلي الذي بدأ صيف العام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |