الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

محللون صينيون: كيري في الشرق الأوسط للمرة السادسة بـ"جهد شخصي" لاستئناف محادثات السلام

arabic.china.org.cn / 14:18:38 2013-07-20

إعداد: ثريا لوه

بكين 20 يوليو 2013 (شينخوا) للمرة السادسة منذ توليه المنصب، ولى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجهه صوب الشرق الأوسط ، ولكن على ما يبدو وهو عازم هذه المرة على تحقيق اختراق.

وبالفعل، وفي العاصمة الأردنية عمان، أعلن كيري مساء الجمعة عن التوصل إلى اتفاق حول استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويرى محللون صينيون أن هذا الاتفاق يشير إلى أن الأرضية المشتركة لاستئناف المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نضجت تدريجيا، غير أن الخلافات الرئيسية القائمة لا تزال تلقي بظلالها على المحادثات حتى قبل أن تبدأ.

كما أن جولة كيري الحالية بمثابة "جهد شخصي" إلى حد كبير، حسبما قال محللون صينيون أوضحوا أن القضية الفلسطينية في الحقيقة ليست قضية عاجلة بالنسبة للإدارة الأمريكية في الوقت الحالي، وأن الأولوية الملحة بالنسبة "للعم سام" هي الأزمة السورية.

الحدود والمستوطنات ... وتستمر الخلافات:

أعلن مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، في وقت سابق من يوم الجمعة أن معظم فصائل حركة التحرير الوطني الفلسطينية )فتح( رفضت خطة كيري لأنها لم تتضمن أي التزام إسرائيلي بالمطالب الفلسطينية، وأهمها حدود عام 1967 ووقف بناء المستوطنات.

وذكر مصدر فلسطيني مطلع لوكالة الأنباء ((شينخوا)) أن كيري أكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان إسرائيل قبولها مبدأ حل الدولتين بناء على حدود عام 1967 على الرغم من الرفض الإسرائيلي الحالي لهذه الفكرة. وكانت الصحف الإسرائيلية أكدت في وقت سابق أيضا نفي بلادها لموافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967.

وفي أحدث البيانات من جانب إسرائيل، قالت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني "لن تكون المفاوضات سهلة ... داخل غرفة المفاوضات سوف نتمسك بأمن دولة إسرائيل ومصالحها الوطنية كدولة يهودية ديمقراطية".

وفي هذا الصدد، يرى محللون صينيون أن تصريحات الجانبين تشير إلى أن الخلافات ما تزال قائمة بينهما. وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف المفاوضات، لم يتم التطرق إلى محور القضية.

وقال لي شاو شيان، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تنقصهما الثقة المتبادلة، وهناك عقبتان رئيسيتان أمام استئناف محادثات السلام ؛ أولهما، أسس بدء المفاوضات، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967. فإذا لم يعترف الجانب الإسرائيلي بهذا الأساس، لن يقبل الفلسطينيون بالمفاوضات بكل تأكيد. والعقبة الثانية تتمثل في المستوطنات الإسرائيلية، وهي مسألة قد تؤثر على عملية السلام في أي وقت.

وأضاف لي قائلا "لاحظنا أن الأرضية المشتركة لاستئناف المحادثات نضجت تدريجيا، لكن القضية لن تتقدم إذا لم تتم إزالة هاتين العقبتين".

جدير بالذكر أن محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توقفت عام 2010 بسبب رفض إسرائيل تجميد النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية، حيث يأمل الفلسطينيون إقامة دولتهم الخاصة.

جهد كيري الشخصي:

نفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جان ساكي يوم الخميس صحة تقارير حول الإعلان عن استئناف محادثات السلام. وبعد يوم واحد فقط، أعلن كيري أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا على استئناف المحادثات، رغم غياب التفاصيل.

وكانت جان ساكي قد ذكرت سابقا أن كيري "يعتقد أن العالم بحاجة إلى إرادة لحل المشكلات الصعبة في هذه المرحلة الشاقة. ويثق بأن المخاطر الدبلوماسية قد تكون أقل بكثير من المخاطر التي قد تتفشى إذا خرج الوضع عن السيطرة. وهذا هو سبب تشجيعنا على بذل جهود في قضايا مهمة مثل كوريا الشمالية (كوريا الديمقراطية) وسوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط ودفعها شخصيا بمزيد من الوقت والجهد".

غير أن جهود كيري في منطقة الشرق الأوسط لم تحظ بثقة كبيرة على ما يبدو بعد عدة جولات لم تسفر عن تحقيق أية نتائج ملموسة، حسبما قال لي شاو شيان، مضيفا أن "كيري نشط للغاية في دفع استئناف عملية السلام لمجرد إثبات أنه كان يعمل بجد".

وأشار محللون صينيون آخرون إلى أن كيري في الحقيقة "يناضل" بشكل شخصي في هذه القضية إذ لم يكتسب دعما قويا في مناسبات علنية من البيت الأبيض الذي لا يرغب في ضخ رؤوس أموال سياسية في عمل قد ينتج ثمارا مخيبة للآمال.

قضية غير ملحة:

تعكس زيارات كيري المكثفة للمنطقة قلق إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتزايد إزاء المنطقة، حيث تغير النظام في مصر، وتتدهور القضية الفلسطينية، وتتزايد القوة الإيرانية. وكل قضية من هذه القضايا وحدها كفيلة بالإضرار بالمصالح الإستراتيجية التقليدية لبلاد "العم سام" في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، أشار هو بوه، الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة بكين، إلى أن "القضية الفلسطينية ليست قضية ملحة بالنسبة لإدارة أوباما، والتي تركز قوتها على حل الأزمة السورية في الوقت الحالي"، معتبرا جهود كيري في القضية الفلسطينية "مسألة ثانوية" وليست ضرورية.

وأضاف هو بوه أن "إدارة أوباما ترغب في القيام بثلاث خطوات على التوالي في المنطقة لتحقيق إستراتيجيتها. وتتمثل هذه الخطوات في؛ حل القضية السوية، تأجيل القضية الإيرانية النووية، ودفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع التركيز على حل الأزمة السورية أولا".

وأشار هو بوه إلى أن الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين "أصبحت محورا لتغير الوضع في المنطقة دون أدنى شك". وأضاف الخبير أن إدارة أوباما تعتقد أن "إسقاط النظام السوري أسهل من حل القضيتين الإيرانية والفلسطينية. ولكن الأمر يعد صعبا إذ لا تميل واشنطن إلى التدخل العسكري المباشر في الوقت الراهن. ولذا تعمل الولايات المتحدة حاليا على حل سياسي من خلال ثلاث وسائل هي؛ فرض ضغوط خارجية، ودعم مساعدة حلفائها للمعارضة السورية ودفع الثورة داخل سوريا".

وأضاف الخبير أن القضية الثانية التي تهم إدارة أوباما هي القضية النووية الإيرانية، مضيفا "على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتخذان موقفا موحدا تجاه القضية الإيرانية يتمثل في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، إلا أنهما تختلفان في كيفية التعامل مع هذه القضية. وترغب واشنطن في تأجيل عزم إسرائيل على اتخاذ وسيلة عسكرية مفاجئة. وإضافة إلى ذلك، ترتبط القضية الإيرانية مع الأزمة السورية بشكل وثيق. ولهذا، لن تتخذ الولايات المتحدة أية خطوة جريئة في هذه القضية قبل تسوية الأزمة السورية".

وذكر هو بوه أيضا أن "استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمر يحتل المرتبة الثالثة بالنسبة لإدارة أوباما التي تدرك أن نجاحها في دفع استئناف المحادثات يحسن صورتها في العالم الإسلامي بشكل كبير وبالتالي يحسن علاقاتها مع الدول الإسلامية. ولكن تبقى عملية السلام في الشرق الأوسط قضية غير ملحة بالنسبة لواشنطن التي تركز في المقام الأول على حل الأزمة السورية".




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :