بكين 11 يونيو 2013 (شينخوا) بعد مرور 10 أعوام على قيام الصين بإرسال أول رائد فضاء لمدار منخفض حول الأرض، بدأ 3 من رواد الفضاء المسؤولين عن تشغيل المركبة الفضائية شنتشو-10 رحلتهم في مهمة تسعى لإنشاء محطة فضاء دائمة بحلول عام 2020.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في موقع الإطلاق إن الطاقم يحمل "حلم الفضاء" للأمة الصينية ويمثل الطموحات السامية للشعب الصيني في استكشاف الفضاء.

وهذا الحلم، الذي كان أيضا حلم رواد الفضاء الروس والأمريكيين يشمل محطة فضاء مأهولة واستكشاف القمر وحتى الفضاء السحيق.

وحلم الصين متواضع. والصين تأخرت عقودا عن الروس والأمريكيين في تكنولوجيا الفضاء. لكن الصين سعت بشكل حثيث للحاق بركبهما عن طريق تطبيق برنامج فضاء مأهول من ثلاث مراحل مصمم بعناية.

وبعد مرور عامين على الطيران الفضائي الذى نفذه يانغ لي وي، أول رائد فضاء صيني، قام 2 من رواد الفضاء من بينهم قائد شنتشو-10 نيه هاي شنغ بالطيران في المدار حول الأرض في عام 2005. ثم قام بذلك 3 رواد فضاء في عام 2008 من بينهم اثنان قاما بتنفيذ أول أنشطة صينية للملاحة الفضائية خارج المركبة.

وبعد التحام مركبة الفضاء شنتشو-8 ومكوك الفضاء تيانقونغ-1 في عام 2011 لاختبار الالتحام الفضائي الآلي الذي يعد مهارة أساسية لتركيب المحطة الفضائية نجح 3 من رواد الفضاء الصينيين في تشغيل الالتحام يدويا في عام 2012.

وفي حال نجاح بعثة شنتشو-10 سيكون ذلك دليلا على نهاية النصف الأول من المرحلة الثانية الذي يعني أن الصين أتقنت تماما الأنشطة الفضائية خارج المركبة ومهارات الالتحام الفضائي.

وتلك البعثات تعد سهلة نسبيا إذا ما قورنت بغيرها من البعثات الفضائية العملاقة. والصواريخ الحاملة الصينية لونج مارش قوتها الدافعة أقل بكثير من قوة الصواريخ ساترن 5 الخاصة بوكالة ناسا، كما أن المكوك تيانقونغ-1 أصغر بكثير من محطة الفضاء السوفيتية مير ومحطة الفضاء الدولية.

لكن كما قالت رائدة الفضاء وانغ يا بينغ "نحن جميعا طلبة أمام الكون الفسيح."

إن سعي الصين لتحقيق حلم الفضاء الخاص بها يظهر اهتمامها الدؤوب ورغبتها في معرفة الكون.

وخلال بعثة شنتشو-10 التي تستمر 15 يوما ستلقي وانغ درسا للتعليم الفضائي على مجموعة من طلاب مدرسة ثانوية في بكين عبر الأقمار الصناعية.

وهذا الحدث الفضائي الذي سيتم بثه على الهواء سيكون مصدر إلهام للطلبة وسيشحذ اهتمام المواطنين بالفضاء في بلد يبلغ تعداد سكانه 1.3 مليار نسمة مما يجعله حدثا لا مثيل له في تاريخ البشرية لنشر العلم بين الشعب.

ومثل برامج الفضاء العملاقة الأخرى تم تنفيذ برنامج الفضاء الصيني على يد رواد فضاء مختارين من طياري القوات الجوية وبدعم من الموارد العسكرية. لكن الصين أكدت معارضتها لعسكرة الفضاء وقالت انها ستستخدمه بطريقة سلمية.

وبعد عام 2020 ستكون محطة الفضاء المستقبلية الخاصة بالصين هي الوحيدة من نوعها نظرا لوجود خطة لإنهاء عمل محطة الفضاء الدولية.

وبحلول هذا الوقت لن يكن حلم الصين الفضائي لخدمة شعبها فقط وانما سيسهم أيضا في استكشاف البشر للفضاء.