آراضٍ متصحرة....ندوب على وجه المناطق الجنوبية الصينية الجميلة (خاص)

بقعة من الآراضي المتصحرة في قرية جينشين التابعة لمقاطعة جيانغشي في 9 ابريل 2013

16 ابريل 2013 / شبكة الصين / تزايدت حدة التصحر في مناطق جنوبية بالصين خلال السنوات الأخيرة بسبب أنشطة استخراج غير قانوني للرمال وإفراط في القطع العشوائي، وانتشرت آراضٍ متصحرة على وجه المناطق التي كانت تتميز عن غيرها من المناطق الصينية بالأمطار الغزيرة والمراعى الفسيحة، وأُطلق عليها "ندوب على وجه جميل".

وتعاني حاليا قرية شينووليو التابعة لمقاطعة جيانغشي في جنوب الصين والتي تقع قرب بحيرة بويانغ أكبر مسطح مياه عذبة في الصين تعاني من تصحر شديد، حيث تراكمت كمية كبيرة من الرمال والأتربة في حقولها الزراعية ولا توجد فيها حتى أعشاب برية. وقال أحد مواطني القرية وهو مسن عمره 60 سنة إن مساحة الآراضي المتصحرة اتسعت داخل القرية وتقلصت أيضا مساحة حقولها الزراعية إذ ان القرية تفتقر إلى الأموال اللازمة لمعالجة المشكلة بعد أن اجتاحتها فيضانات.

ويبدو أن مشكلة التصحر في المناطق الجنوبية الصينية قد أصبحت مشكلة خطيرة ويسهل اهمالها إذ أنه في نظر كثير من الناس أن التصحر مشكلة تواجه المناطق الشمالية الجافة، أما الجنوبية ففيها أمطار غزيرة.

وأوضحت نتائج آخر استطلاع حول الآراضى المتصحرة بالمناطق الجنوبية الصينية أجرته الهيئة الوطنية الصينية للغابات أن المناطق الجنوبية الصينية تحتضن آراضي متصحرة واسعة تقدر مساحتها بحوالي 8.8 ألف كيلومتر مربع وتنتشر في 260 مدينة ومحافظة تابعة لمقاطعات فوجيان وجيانغشي وتشجيانغ وهونان وهوبي وغيرها من 12 مقاطعة.

وبالإضافة إلى ذلك، تزايدت حدة التصحر في هذه المناطق وأصبحت إمكانية حلها لا تدعو للتفاؤل. وقالت الدكتورة ليو يوان تشيو وهي محاضِرة بجامعة جيانغشي للزراعة وتولي على الدوام اهتماما للتصحر في المناطق الجنوبية الصينية، قالت إن حدة التصحر تزايدت بسبب عدم توقف الاستخراج غير القانوني للرمال والإفراط في استخراج الموارد الأخرى وقطع الغابات بهذه المناطق من جهة، ومن جهة أخرى، ازدادت إمكانية اتساع الآراضي المتصحرة من جراء انخفاض مستمر في منسوب المياه ببحيرة بويانغ.

ويُعتبر تغير المناخ تحديا خطيرا أيضا، حيث توقعت هيئة الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة بالمناطق الجنوبية الصينية سترتفع في السنوات العشرين المقبلة ليزيد معدلها بحوالي 0.6 درجة مئوية وتزداد كمية الأمطار بحوالي 10%. وحذر خبراء مناخ من أن جفافا وفيضانات قد تكثف أخطار اتساع الآراضي المتصحرة بهذه المناطق، وستزداد "التهديدات البيئية الكامنة" إذا لم تُعجل الحكومة معالجتها.