تحليل إخباري: قمة دوربان تعزز التعاون والشراكة بين دول البريكس

دوربان/ جنوب افريقيا 28 مارس 2013 (شينخوا) صرح مساعد وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوى للصحفيين هنا يوم أمس بأن قمة البريكس الخامسة التي اختتمت أعمالها للتو عززت التعاون والشراكة بين الدول الأعضاء.

وقال ما إن اجتماع قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا الذي يعرف "بالبريكس"، بعث برسالة إلى المجتمع الدولي تحث على الوحدة والتعاون والنتائج المربحة للجميع .

ركزت القمة على الوضع الاقتصادي الدولي والحوكمة الاقتصادية العالمية والتعاون بين دول البريكس وكذا التعاون بين البريكس وأفريقيا.

وعقدت القمة على خلفية التغييرات العميقة التي يشهدها الوضع الدولي والشكوك الاقتصادية المستمرة فضلا عن زيادة النفوذ العالمي لدول البريكس.

وأعربت دول المجموعة، خلال القمة، عن أملها في تعزيز التعاون في جميع المجالات وتدعيم التنسيق بشأن القضايا الدولية الرئيسية وتعزيز الشراكة.

خمسة إنجازات

استعرض مساعد وزير الخارجية الصيني خمسة إنجازات تحققت خلال القمة.

أولا أنها مكنت دول البريكس من تنسيق مواقفها بشأن القضايا الدولية الرئيسية والنقاط الساخنة الاقليمية محل الاهتمام المشترك.

حيث تعهدت دول المجموعة بدعم الدور الرائد للأمم المتحدة في معالجة التحديات والتهديدات العالمية. واتفقت على ضرورة حل المسائل الدولية والقضايا الاقليمية الساخنة عبر الطرق السياسية والدبلوماسية والحوارات، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

ويبين هذا أن الدول الأعضاء تلعب دورا بناء في تعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية وحماية السلام والاستقرار الدوليين، حسبما ذكر ما.

ثانيا، شهدت القمة تقدما جديدا في التعاون العملي بين دول البريكس.

فقد اتفق قادة الدول الخمس على اقامة بنك تنمية للبريكس وآلية لاحتياطي الطوارىء، كما أعلنوا عن اقامة مجلس للاعمال ومجلس للمراكز الفكرية، وكشفوا عن خطة عمل ترمي لتعزيز التعاون في 20 مجالا تقريبا، من بينها التمويل والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والصحة والزراعة والتبادلات الشعبية والثقافية.

وسيستغل هذا التعاون العملي الامكانات الهائلة للتعاون بين دول المجموعة، ويظهر حيوية تلك الدول، ويعود بمنافع ملموسة على شعوبها، ويساعد في تدعيم الركيزة العامة والاجتماعية للتعاون بين دول البريكس.

ثالثا، توصلت دول البريكس إلى توافق جديد بشأن تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وأعربت الدول عن دعمها لروسيا، التي تترأس حاليا مجموعة العشرين، فيما يتعلق بتعزيز التنسيق في سياسات الاقتصاد الكلي وضمان تحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن للاقتصاد الدولي وتعزيز الوظائف.

كما دعت دول البريكس إلى إصلاح المنظومتين النقدية والمالية الدوليتين وزيادة تمثيل الصوت المعبر عن الاقتصادات الصاعدة والدول النامية.

وأشاروا بشكل خاص إلى ضرورة تنفيذ خطة الإصلاح المعنية بحصة صندوق النقد الدولي وهيكل الحوكمة بأسرع وقت، ويجب أن يتم فتح الباب أمام اختيار قيادة المؤسسات المالية الدولية، وأن تتم العملية بنزاهة على أساس الكفاءة.

وقد سلط هذا الضوء على الدور الإيجابي والبناء للبريكس في جلب مزيد من الثقة في تعافي الاقتصاد الدولي وإضافة قوة دفع للحوكمة الاقتصادية العالمية، بحسب ما.

رابعا، قررت القمة مواصلة تعزيز التنمية العالمية.

ودعت دول البريكس إلى الوفاء مبكرا بالأهداف الانمائية للألفية، والتي قالوا إنها من الواجب أن تكون أساسا لبحث أجندة التنمية العالمية بعد انقضاء الموعد النهائي للأهداف الإنمائية في 2015.

وأكد قادة البريكس على أهمية معالجة التحديات التي تواجه الدول ذات الدخل المحدود في تنميتها، وأكدوا مجددا على التزامهم بحماية أمن الغذاء والطاقة واستقرار أسعار السلع الاستهلاكية.

كما أعربوا عن دعمهم للنتائج التي حققها مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20)، وأكدوا من جديد على مباديء ريو والالتزامات السياسية من أجل التنمية المستدامة والقضاء على الفقر.

وقد اظهرت كل تلك الالتزامات التصميم الحازم لدول البريكس على تحقيق منافع للعالم النامي والإسهام في التنمية العالمية.

خامسا، عززت القمة بناء شراكة بين البريكس وافريقيا.

فقد عقد منتدى الحوار الأول بين قادة البريكس وافريقيا على هامش القمة الخامسة للمجموعة تحت شعار "إطلاق الإمكانات الهائلة لافريقيا: التعاون بين البريكس وافريقيا بشأن البنية التحتية".

وأظهر المنتدى استعداد دول البريكس لتعزيز التعاون مع الدول الافريقية في البنية التحتية،ولتسهيل الترابط في افريقيا وفتح الباب أمام الإمكانات الهائلة لتنمية القارة، وفقا لما قال ما. وأضاف المسؤول الصيني إن تلك الإجراءات الإيجابية لإقامة شراكة مع الدول الافريقية عكست الانفتاح والشمول كسمات للتعاون في مجموعة البريكس.

التعاون المستقبلي

أظهرت قمة دوربان مرة أخرى أن التعاون بين دول البريكس يتناغم مع الاتجاه الراهن نحو السلام والتنمية والتعاون، بحسب المسئول الصينى.

وقال ان التعاون بين تلك الدول ساعد على جعل الاقتصاد الدولي أكثر توازنا والنظام العالمي أكثر مساواة والحوكمة العالمية أكثر فاعلية والسلام الدولي أكثر استمرارية.

وأضاف المسؤول الصيني أنه من المتوقع أن يرتفع التعاون بين البريكس إلى مستوى أعلى وأن يواصل القيام بدور بناء في دفع النمو الاقتصادي العالمي، وتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وتدعيم التعددية والديمقراطية في العلاقات الدولية، مستطردا أن الدول الاعضاء اعربوا عن ثقتهم بشأن التنمية والتعاون فيما بينهم.

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي حضر قمة البريكس للمرة الأولى، خلال كلمة رئيسية الدول الاعضاء الى العمل معا من اجل التنمية المشتركة قائلا إن هذه الدول اجتمعت سويا من اجل السلام والتنمية والتعاون المثمر، ببناء عالم جميل وفقا لما يتمنونه .

ولهذا، يجب على دول البريكس أن تعزز التعاون في ثلاثة جوانب، أولها اتخاذ موقف صارم فى الدفاع عن المساواة والعدالة الدولية وحماية السلام والاستقرار الدوليين. وثانيا، الدفع بشكل قوي لبناء شراكة تهدف إلى تحقيق التنمية العالمية والازدهار المشترك. وثالثا، تعميق التعاون متبادل المنفعة والسعى الى الفائدة المتبادلة .

وقال شي إنه برغم أننا خمس دول فقط، إلا أنه يمكن للبريكس أن تحقق نجاحا اكبر إذا ما تحلى أعضاؤها بالثقة الكاملة في طريقهم للتنمية، وافق التنمية والتعاون مع بعضهم البعض.

ودعا الرئيس كذلك الدول الأعضاء إلى اقامة علاقات اكثر ترابطا عبر شراكات اقوى، وتوسيع وتعميق التعاون في التجارة والاستثمار والتنظيم المالي والبنية التحتية وحركة الأفراد.

وحث شي على تسهيل إقامة سوق متكاملة في التجارة والسيولة متعددة المستويات في المالية ، والترابط المتواصل جوا وبرا وبحرا في البنية التحتية، والتبادلات الشعبية والثقافية.

ولقيت مقترحات شى تأييدا قويا من القادة المشاركين .

البريكس وأفريقيا

وقدم شي خلال منتدى الحوار مع القادة الأفارقة، مقترحا مكونا من أربعة نقاط بشأن تعزيز التعاون بين البريكس وافريقيا في البنية التحتية.

وقال أولا، إنه يتعين على دول البريكس أن تعزز معا اقامة البنية التحتية في افريقيا باعتبارها أولوية في خطة التعاون الدولي لتحقيق التنمية ومساعدة القارة على تحقيق نمو بشكل أسرع وتوفير مزيد من الوظائف.

وأضاف شي انه يجب على دول البريكس ثانيا ،أن تشارك معا في المشروعات الافريقية الكبرى من بينها ومن بينها تلك المقترحة من مجموعة العشرين والاتحاد الافريقي والمنظمات الاقليمية الفرعية ، وتحويلها إلى قوة دفع لتعميق التكامل الاقتصادي وتحسين مستويات معيشة الشعوب في افريقيا.

ثالثا، ينبغي على دول المجموعة أن تعزز التعاون المالي مع افريقيا وتزيد الاستثمارات في القارة عبر بنك التنمية متعدد الاطراف ،وفق ما ذكر شى.

وقال الرئيس الصيني إن بنك تنمية البريكس المخطط له يجب أن ياخذ في الاعتبار الأعمال مع افريقيا، داعيا المنتدى المالي لدول البريكس إلى بحث سبل التعاون مع افريقيا، بما في ذلك اطلاق تبادلات ثنائية للعملة ودعم انشاء البنية التحتية في القارة.

رابعا، يجب على دول المجموعة أن تضع فى الذهن التنمية المستدامة وهى تنفذ التعاون في البنية التحتية مع افريقيا، حتى لا يؤثر النمو الاقتصادي السريع على البيئة ،وفقا لما قال .

وقال شي، إن الصين ستولي المزيد من الاهتمام للبنية التحتية في افريقيا خلال تقديمها للمساعدات الخارجية وتنفيذ خطط الاستثمار والتعاون المالي، وذلك في اطار تعاون الجنوب-الجنوب.

وأعرب عن استعداد الصين لإقامة شراكات تعاونية مع الدول الافريقية في مشروعات البنية التحتية الدولية والاقليمية، ومساعدتها في العمل التمهيدى لتعزيز الترابط واجراء مسوح على الموارد.

وقال شي إن الصين ستدرب كل عام 300 مدير متخصص وفني في انشاء مشروعات البنية التحتية من افريقيا، مضيفا أن تلك المشروعات سيكون لها الاولوية في التزام الصين بتقديم قرض بقيمة 20 مليار دولار للقارة.

ومضى الرئيس الصيني قائلا إن الصين ستشجع عن طريق الاستثمار والمساعدة المالية والتعاون وغيرها من الوسائل، شركاتها ومؤسساتها المالية على المشاركة في بناء وادارة مشروعات البنية التحتية في القارة.

واضاف الزعيم الصيني أن الحكومة بإلغاء التعريفات الجمركية لأكثر من 97 في المائة من الصادرات إلى الصين من الدول الأقل نموا التي لديها علاقات دبلوماسية مع الصين، واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة بحلول 2015.

ولقيت مقترحات شي الخاصة بتعزيز العلاقات الصينية-الافريقية، اشادة من القادة الافارقة المشاركين في المنتدى، الذين اشادوا ايضا بدور الصين الهام في تعزيز تنمية القارة.

كما اعربوا عن استعدادهم للعمل مع الصين من اجل رفع الشراكة الاستراتيجية بين الصين وافريقيا إلى مستوى جديد.