الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري : العنف في غزة "حمل تغير" في موازين القوى بين حماس وإسرائيل

arabic.china.org.cn / 06:10:10 2012-11-24

غزة 23 نوفمبر 2012 (شينخوا) بعد ثمانية أيام من القتال في غزة، بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحلفائها الإسلاميين، وفي نهايتها المساعي الدبلوماسية الدولية لإنهاء المعركة، دخل إلى حيز التنفيذ وقف إطلاق النار، مدشنا لأول مرة تغيرا في موازين القوى.

كانت إسرائيل بدأت عملية (عامود السماء) باغتيال قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري ومرافقه في ضربة جوية يوم 14 نوفمبر الجاري مما أدى إلى انفجار الموقف فأطلقت حماس 1200 صاروخ، وصل عدد منها لأول مرة في تاريخ الصراع إلى مدينتي تل أبيب والقدس فقتلت ستة إسرائيليين، فيما شنت إسرائيل أكثر من 1500 غارة جوية قتل خلالها 168 فلسطينيا ودمرت منازل وبني تحتية على نطاق واسع.

ومع الدقائق الأولى لإعلان التهدئة مساء أول أمس الأربعاء غمر الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء مشاعر الارتياح لانتهاء القتال، فقد أعلنت حماس "انتصارها" في المعركة واحتفلت بحفاوة بما حققته، فيما اعتبرت إسرائيل أيضا أنها حققت انجازات كثيرة .

ويقلل الوف بن الخبير في الشؤون الفلسطينية في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية مما وصفته حماس "بالنصر"، مشيرا إلى أن إسرائيل كان لإسرائيل هدفان استراتيجيان في العملية هما تجديد وقف إطلاق النار مع حماس ، والحفاظ على اتفاق السلام مع مصر بقيادة الإخوان المسلمين ، وقد "نجحت" في إحرازهما .

وقال الوف بن، إن إسرائيل تريد من حماس دورا يشبه الدور الذي يؤديه من اجلها (حزب الله) في لبنان وهو حفظ الحدود وعدم إطلاق النار، وفرض متشدد للتهدئة على منظمات مسلحة أخرى، مشيرا إلى أن المواجهة الأخيرة مع حماس نشبت حينما أطلقت صاروخا مضادا للدبابات على جيب عسكري وجرحت أربعة جنود قبل يوم من اغتيال الجعبري.

وأشار إلى أن هدف إسرائيل الثاني كان فحص العلاقات مع مصر في حال مواجهة عسكرية مع الفلسطينيين، وقد أثبت الرئيس محمد مرسي انه يفضل المصالح على الايديولوجيا فهو غير مستعد لاتصالات معلنة بإسرائيل وينوي إجراء اتصالات بها في قنوات مخفية عن الناظر.

وينفي القيادي في الحركة محمود الزهار ما ذهب إليه بن الخبير قائلا: إن إسرائيل "لم تحقق شيئا" في هذه المعركة غير قتل المدنيين .

وأضاف الزهار لوكالة أنباء ((شينخوا)) : " أن خيار المقاومة هو الذي انتصر، في هذه الحرب فيما "خسرت إسرائيل وستهزم"، مشيرا إلى أن " كل مرحلة من مراحل الصراع تزيدنا قوة ونكتسب مزيدا من الحلفاء والسلاح وسنكون جاهزين للمعركة القادمة".

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر من غزة مخيمر أبو سعدة، أنه يجب أن لا تحسب نتائج المعركة بالربح أو الخسارة ، مشيرا إلى أن ما وصفها بقوة الردع الفلسطينية في غزة لم تتسبب بهزيمة إسرائيل لكنها كبدتها خسائر أكبر في ظل تطورات عربية تحركت بقوة هذه المرة تأثرا بتطورات (الربيع العربي) وصعود الإسلاميين إلى الحكم.

وعلى الرغم من ذلك يؤكد ابو سعدة لـ ((شينخوا))، أن "ما جرى من قبل المقاومة في غزة فرض وضعا جديدا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على الردع بقذائف صاروخية بعيدة المدى".

ويرى أبو سعدة، أنه مهما كانت التبريرات الإسرائيلية الحالية للحرب فإن إسرائيل "ستفكر مرتين لشن عملية اغتيال لأي فلسطيني لأنها ستخشى على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وينص الاتفاق المعلن للتهدئة على وقف إسرائيل هجماتها برا وبحرا وجوا بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص مقابل وقف الفصائل الفلسطينية كل الهجمات تجاه إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ.

كما تضمن الاتفاق فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

ويتوقع ابو سعدة ، أن يصمد الاتفاق بين حماس وإسرائيل لفترة من الوقت ، مشيرا إلى أن كلا من إسرائيل أو حماس سيتجنبان في هذه المرحلة إغضاب مصر ودول إقليمية أخرى بالمبادرة إلى خرق الاتفاق.

لكن المحلل السياسي من رام الله أحمد رفيق عوض يرى، أن من شأن ضربة واحدة من أي طرف تدمير هذا الاتفاق وفرض تصعيد مفاجئ، مشيرا إلى أن هذا هو سمة مثل هذه الاتفاقات المؤقتة، في أشارة إلى اتفاق التهدئة الذي تم في عام 2009 بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل التي قتل فيها 1400 فلسطيني و10 إسرائيليين.

واعتبر عوض لـ((شينخوا))، أن الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار بمضمونه وبعد هذه الصورة من العنف "لا يحتمل أكثر من اعتباره فصلا من فصول الصراع قد يستمر سنوات قليلة أو بضعة شهور على الأقل مع انتظار الجانبين لجولة أخرى.

ويرى محللون فلسطينيون ، أنه بالرغم من الضرر المادي الذي لحق بغزة جراء الهجوم الإسرائيلي ، فقد سجلت حماس سلسلة من الانجازات ذات مغزى كبير.

ويعتقد المحلل السياسي في غزة هاني حبيب ، أن النتيجة الأكثر وضوحا للحرب حملت أبعادا جديدة وميزان قوة اختل بعض الشيء لصالح الحركات الإسلامية .

وأضاف حبيب لـ ((شينخوا))، أن أهم هذه الانجازات التي حظيت بها حماس الشرعية الدولية بفضل خضوع إسرائيل للمفاوضات غير مباشرة معها بوساطة مصرية،مشيرا إلى أن الحالة السياسية الجديدة في المنطقة "فرضت وضعا جديدا وتغيرا في قواعد اللعبة " تتداخل فيها مجموعة من المصالح والسياسات والمواقف تطال المنطقة العربية والإقليمية (..).

وأعرب حبيب عن اعتقاده ، بأن المشاورات التي تمت مع الأطراف المختلفة بشأن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دليل يعبر عن ميزان قوى جديد ومعادلة يجب أن تأخذ بالاعتبار خلال رسم ملامح الخريطة السياسية للمنطقة برمتها ".

ويشير أستاذ العلوم الجغرافية في غزة عبد القادر حماد ، إلى تغييرات في مواقف العديد من الدول لدعم حماس وقد بدا ذلك واضحا في وصول وفد يضم ثمانية وزراء برفقة نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى غزة خلال الحرب.

واعتبر حماد، أن زيارة وزراء الخارجية العرب ومواقف تركيا الأخيرة يشهد تحولا كبيرا وربما تحديا لسياسات الولايات المتحدة التي مازالت تعتبر حماس منظمة إرهابية وتصر بدلا من ذلك على التعامل مع السلطة الفلسطينية.

ويعتقد حماد، أن حماس بعد فوزها في الانتخابات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية عام 2006 وحكمها لغزة ستة أعوام بعد اقتتالها مع السلطة الفلسطينية عام 2007 ترى في نفسها الجهة الممثلة للفلسطينيين، مشيرا إلى أن حماس "ستسعى إلى تعزيز هذا المفهوم أكثر بعد هذه الحرب".

وعلى الصعيد الداخلي يشير مراقبون إلى ظهور مؤشرات باتجاه تحقيق المصالحة وتقارب بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس و حركة المقاومة الاسلامية (حماس ) في إدارة أزمة المواجهة مع إسرائيل.

وقالت مصادر فلسطينية، إن اتصالات مستمرة تجرى لترتيب لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بعد أن تأخر ذلك بسبب إرجاء طول مدة جهود إعلان اتفاق وقف إطلاق النار .

ويخوض عباس صراعا من نوع آخر مع إسرائيل عندما يقدم وفق ما أعلن في 29 من الشهر الجاري طلبا لنيل صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة وقال، إنه حصل أخيرا على دعم حماس بجانبه رغم أن الحركة لم تصرح بذلك رسميا.

وحمل الرئيس عباس إسرائيل، مسئولية التوتر وشارك في المساعي للتوصل لوقف إطلاق النار وتواصل مع قيادات حماس في هذا الإطار عدا عن أنه دعا لاجتماع للإطار القيادي المؤقت لبحث "توحيد الموقف الفلسطيني".

وقال المحلل السياسي طلال عوكل لـ((شينخوا))، إنه يأمل بتحرك مصري جاد في المرحلة المقبلة للضغط من أجل المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطيني أمام "الاستهداف الإسرائيلي الشامل".

لكن عوكل توقع أن يبقى موضوع المصالحة "مرهونا بمواقف القوي الأساسية التي ستلعب دورا فيها وذلك متروك إلى حد بعيد للمعادلات الجديدة التي تفرزها التطورات الأخيرة".

ويرى المحلل السياسي إياد البرغوثي في رام الله بالضفة الغربية، إنه من الواضح أنه في اللحظة التي يكسب فيها طرف فلسطيني يخسر فيها طرف فلسطيني آخر من حيث القدرة والتمثيل والعلاقة بالإقليم وبالعالم".

وأضاف البرغوثي لـ((شينخوا)) أن هذا شي يضر بالمشروع الوطني الفلسطيني، وبالتالي يجب أن تكون هناك وحدة فلسطينية، وأن تتركب العلاقة العربية فيما بعد على أساس إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وأن يتم التعامل مع إسرائيل والولايات المتحدة بطريقة أخرى بما يؤثر إيجابا علي القضية الفلسطينية .





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :