الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخباري:زيارة مرسي تهدف للاستفادة من تجربة الصين الاقتصادية واعادة التوازن للعلاقات الخارجية
القاهرة 21 أغسطس 2012 (شينخوا) رأى سياسيون ودبلوماسيون مصريون ، اليوم (الثلاثاء)، ان زيارة الرئيس محمد مرسي المقرر ان تبدأ فى 27 اغسطس الجاري الى الصين تهدف للاستفادة من التجربة الاقتصادية للصين واعادة التوازن لعلاقات القاهرة الخارجية.
واعتبروا ان الزيارة تعكس اهتمام مصر بتطوير العلاقات مع الصين والاستفادة من خبرتها فى مجالات عدة لاسيما " مكافحة الفقر ، وتطوير العشوائيات ، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة " فضلا عن العمل على تضييق الفجوة الكبيرة فى الميزان التجاري.
وفى هذا السياق،قال الدكتور جمال حشمت عضو الهيئة العليا لحزب (الحرية والعدالة) ، الذراع السياسي لجماعة (الاخوان المسلمين) ، ان الزيارة المرتقبة لمرسي الى الصين تهدف الى اقامة علاقات متوازنة مع العالم الخارجي بما يعيد التوازن للسياسة الخارجية المصرية التى كانت تركز فى عهد الرئيس السابق حسني مبارك على العلاقات مع اوروبا وامريكا.
واضاف حشمت ، وهو ايضا عضو مجلس شورى جماعة الاخوان ، لوكالة انباء ((شينخوا)) ان الزيارة تأتى فى اطار الانفتاح على العالم والتوجه شرقا وغربا بما يعيد لمصر مكانتها الحقيقية معتبرا ذلك جزءا اصيلا يجب ان يكون فى السياسة الخارجية المصرية.
ويدعو "مشروع النهضة" الذى طرحه مرسي خلال الانتخابات الرئاسية الى " تنويع شبكة العلاقات الدولية في العمق الافريقي والاسيوي والغربي بما يحقق التوازن في حماية المصالح المصرية على الساحة الدولية".
كما يستهدف البرنامج اقامة العلاقات مع كل الأطراف الدولية على " الندية والمصالح المشتركة" .
وحول ما اذا كان يمكن اعتبار الزيارة اشارة لامريكا بان مصر فى عهد مرسي تولى اهتماما اكبر للعلاقات مع بكين أكد حشمت انها " علامة على ان مصر تتحرك حيثما كانت مصلحتها،فثمة وجه مصلحة ستتوجه اليها مصر خاصة انها دولة تحتاج لقفزة تنموية".
وقال ان الصين " قوة دولية ، ودولة لها مكانة اقتصادية على مستوى العالم ، وتجارب رائدة ، وسوق كبير " يمكن ان نستفيد منه.
ورد بالايجاب على سؤال حول ما اذا كان يمكن للصين ان تلعب دورا فى التنمية بمصر خاصة ان مشروع نهضة مصر يركز على الجانب الاقتصادي.
وأضاف ان الصين دولة رائدة فى المشاريع الصغيرة والمتخصصة ومصر تحتاج لخبراتها فى هذا المجال.
وتوقع ان تتجه العلاقات مع الصين فى عهد مرسي " الى الافضل فى ظل حالة من توازن العلاقات والمصالح المتبادلة بما يجعل الكل يستفيد ".
وتضمن برنامج "مشروع النهضة" ثلاثة مسارات للنمو الاقتصادي في مصر من خلال التحول السريع والشامل من اقتصاد ريعي الى اقتصاد قيمة مضافة في اطار مجتمع المعرفة والانتاج ومن خلال مائة مشروع قومي بهدف مضاعفة الناتج المحلي الاجمالي خلال خمس سنوات.
كما يهدف البرنامج الى اصلاح النظام المصرفي وتطوير برنامج لدعم المشروعات الصغرى والمتوسطة بما يوفر مناخا ملائما للنهوض بهذه الشريحة من الاقتصاد وتفعيلها بالقدر الكافي.
وأكد السفير محمد عبدالوهاب الساكت عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان زيارة مرسي للصين تعيد التوازن فى العلاقات الخارجية لمصر وتؤكد سياستها القديمة فى الاتجاه فى علاقاتها نحو الشرق.
وقال الساكت ، وهو ايضا عضو مركز الدراسات الصينية بجامعة حلوان وسبق ان عمل مندوبا للجامعة العربية فى الصين، ان زيارة مرسي تؤكد انه يولى اهتماما بالغا للعلاقات مع الصين التى تمتد فى عمق التاريخ خاصة انها اول زيارة له الى دولة غير عربية منذ انتخابه رئيسا لمصر.
واضاف ، لـ (شينخوا) ، ان الزيارة تؤكد كذلك ان مصر تعتنق نفس المبادئ التى تعتنقها الصين وهى مبادئ التعايش والسلام والتنمية وانها تريد الاستفادة من التجربة الصينية فى البناء والتنمية ومكافحة الفساد.
وحول احتمالات مشاركة الصين فى تنفيذ مشروع نهضة مصر قال الساكت " بالتأكيد يمكنها ذلك ، واعتقد ان الحكومة المصرية تعول كثيرا على دور الصين فى تنفيذ هذا البرنامج بسبب التماثل فى التجربتين الصينية والمصرية بما يمكن كلا الطرفين من الاستفادة من الاخر".
واعتبر ان " التجربة الصينية غنية ويجب الاستفادة منها لملاءمتها لظروف مصر" مشيرا الى ان الرئيس " مرسي حريص كل الحرص على الاستفادة من الدول الصديقة فى نهضة مصر".
وتوقع ان تسفر زيارة مرسي الى الصين عن تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين وتفعيل المشروعات الصينية فى مصر لاسيما المشروعات التى تم الاتفاق سابقا على تنفيذها فى منطقة خليج السويس فضلا عن التعاون فى المجال النووي للاغراض السلمية وتحلية مياه البحر والسياحة.
وعن مستقبل العلاقات مع الصين قال الساكت " لكى تعرف المستقبل يجب ان تنظر الى الماضى والحاضر والعلاقات مع الصين كانت تسير فى العقود الماضية بنمط سريع وستزداد فى جميع العلاقات "متوقعا " ان تصبح الصين الشريك التجاري والاقتصادي الاول لمصر".
واشار الى ان مصر كانت اول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين وانها تشترك فى دوائر مختلفة مع بكين وتلعب فيها دورا محوريا مثل منتدى التعاون العربي - الصيني ومنتدى التعاون الصيني - الافريقي.
بدوره ، وصف سفير مصر لدى الصين أحمد رزق زيارة مرسي بانها "مهمة وتاريخية" كونها الزيارة الأولى لأول رئيس مصري منتخب بعد ثورة 25 يناير لدولة كبيرة واعتبرها " لفتة تعبر عن خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين، وما تتطلع إليه مصر من تعزيز العلاقات فى مختلف المجالات مع الصين" .
وقال رزق ، فى تصريحات لوكالة أنباء (الشرق الأوسط) ، إن مرسي حرص على ان تكون الصين فى مقدمة زياراته الخارجية ولبى دعوة نظيره الصيني هو جين تاو لزيارة بكين رغم ارتباطاته المتعددة فى هذه المرحلة.
واعتبر أن " الزيارة تعكس أيضا اهتمام البلدين بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية باطراد على أساس من الفهم والاحترام المتبادل، وهى علاقة بين بلدين كبيرين لهما رصيد تاريخى متميز لم يعرف أى اهتزازات خلال العقود الستة الماضية من عمر العلاقات الرسمية بينهما".
وأوضح أن وفدا رفيع المستوي يضم الوزراء من المجموعة الاقتصادية وكبار رجال الأعمال سوف يرافق مرسي فى زيارته للصين لبحث فرص التعاون المشترك بين البلدين.
وأشار رزق إلى أن القاهرة تتطلع إلى طفرة كبيرة فى العلاقات الاقتصادية الثنائية والى حضور نشط، استثماري واقتصادي صيني فاعل في مصر وجذب المزيد من السياحة القادمة من الصين، والاستفادة من الخبرات الصينية فى مجالات عديدة منها "مكافحة الفقر وتطوير العشوائيات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ونقل التكنولوجيا ، والبيئة ، والطاقة الجديدة والمتجددة، والموارد المائية والزراعة، فضلا عن العمل على تضييق الفجوة الكبيرة فى الميزان التجاري مع الصين.
ولفت الى أن الصين بدورها يمكن أن تستفيد من التميز الاستراتيجي لمصر بموقعها الجغرافى فى قلب الشرق الأوسط ، وكونها البوابة الشمالية لأفريقيا والمجال الخلفي لأوروبا خاصة جنوبها، وأيضا استنادا إلى وجود مصر فى المنظمات الاقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والكوميسا.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |