أهم الموضوعات الدولية) مقابلة خاصة:السفير السوداني لدى الصين:منتدى التعاون الصيني -الأفريقي يلبي طموحات الطرفين بتعزيز العلاقات

بقلم هيثم لي تشن

بكين 18 يوليو 2012 (شينخوا) أكد السفير السوداني لدى الصين ميرغني محمد صالح ان منتدى التعاون الصيني - الأفريقي يلبي طموحات الطرفين بتعزيز العلاقات السياسية وتعميق الشراكة الاقتصادية بينهما في ظل ظروف سياسية واقتصادية دولية معقدة.

وقال السفير ميرغني في مقابلته الخاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل افتتاح الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي الذي يعقد يومي 19 و20 يوليو الجاري في بكين انه بعد مضي عشرة أعوام على تأسيس المنتدى جنى الطرفان ثمار الشراكة في كافة المجالات ، ففي المجال الاقتصادي مثلاً كان حجم التبادل التجاري في العام 2000 لا يتجاوز عشرة مليار دولار امريكي والآن قفز حجم التبادل ليزيد عن 160 مليار دولار امريكي.

قامت الصين خلال العشر سنوات الماضية باستثمارات ضخمة في الدول الافريقية في قطاعات التعدين والنفط والزراعة والبنية التحية وغيرها ، وأكد السفير ميرغني " ان هذه الاستثمارات ساعدت في نهوض الاقتصاديات الافريقية وزادت من قدرتها."

وأضاف ان تلك المساعدات الصينية لم تقتصر علي الجانب الاقتصادي فحسب بل شملت ايضاً تأهيل الكوادر وتنمية القدرات البشرية حيث لعبت الصين دوراً كبيراً في تدريب الكوادر الافريقية مما اسهم في زيادة كفاءتها وقدراتها.

وشرح ان الوفد السوداني الذي سيشارك في الاجتماع الوزاري يترأسه وزير الدولة بوزارة الخارجية صلاح الدين ونسي ووزير الدولة بوزارة المالية عبد الرحمن ضرار.

وتوقع السفير ميرغني انه سيتم من خلال الاجتماع الوزاري القادم الاعلان عن البرنامج التنفيذي للفترة القادمة وان يكون لأفريقيا صوت قوي في الامم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، كما توقع ان توسع الصين استثماراتها في افريقيا وان تدعم جهود السلام فيها.

وبالنسبة الى التعاون الودي بين الصين والسودان، أشار السفير الى ان التعاون يجرى في جميع المجالات سواءً كانت على المستوي الرسمي أو الشعبي فهنالك مشاورات في كافة المجالات من خلال اليات التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي ، إلى جانب التعاون في المجالات الانسانية والثقافية والإعلامية ، قائلا " في هذا الصدد نزجي جزيل الشكر عبر هذه المقابلة للفرق الطبية الصينية لما تقوم به من دور كبير في مجال الصحة لفترة طويلة تزيد عن اربعين سنة، كما تقدم الصين فرص تعليم وتدريب للكوادر ويوجد بالصين حالياً عدد كبير من الطلاب السودانيين في الجامعات الصينية، كما ان هناك تبادل للخبرات في كافة المجالات ".

وقال "اننا, باعتبار السودان دولة مهمة في أفريقيا, نؤكد علي التزامنا بكافة المقاصد والمضامين التي قام من اجلها المنتدى منذ تأسيسه كما اننا ملتزمون بتطوير الاليات القائمة لتحقيق المصالح المشتركة"، مضيفا "إننا نحرص على ان تشهد الاستثمارات الصينية ازدهاراً وتوسعاً في كل الدول الأفريقية وبالنسبة للسودان فإننا نتطلع ان نجعل من الزراعة نموذجا آخرا للشراكة الناجحة بين الطرفين بعد النجاح الذي حققناه في مجال الشراكة النفطية."

واقترح السفير تعزيز التعاون الثنائي فيما يخص المجال السياسي مؤكدا على التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين علي المستويين الحزبي والرسمي. "اما على المستوى العملي فنحن حريصون ولنا رغبة اكيدة في توسيع التعاون النفطي والتعديني والزراعي خاصة وإننا مقبلون على اقامة الإجتماع الثاني لمنتدى التعاون الزراعي بين البلدين خلال هذا العام، ونأمل في تنفيذ مشروعات مشتركة ضخمة لإنتاج المحاصيل النقدية والغذائية."

وبالنسبة للتعاون في مجال التعدين فان السودان سيشارك بوفد برئاسة السيد وزير المعادن في منتدى التعدين في نوفمبر القادم بمدينة تيانجين الصينية، وسيقوم وفد السودان خلال هذا المنتدى بطرح مواقع جديدة للشركات الصينية للإستثمار في مجال الذهب والحديد والكروم في السودان."

وحول بعض الأصوات التي تقول ان سياسة الصين في أفريقيا "استعمار جديد"،اختلف السفير ميرغني تماما مع هذا القول، قائلا "ان الدول الغربية لها ماضي استعماري سابق وهي التي نهبت موارد أفريقيا وتسببت في تخلف اقتصادها، ورغم خروج الدول المستعمرة منها, إلا انها خلفت تبعات اجتماعية وأمنية وسياسية خطيرة ما زالت تعاني منها افريقيا ، وأحدثت اضراراً بليغة بدولها وذلك من خلال اثارة الفتن وفرض العقوبات غير المبررة من خلال هيمنتهم علي المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية. وفي المقابل فان الصين ناصرت قضايا افريقيا ودعمتها سياسياً واقتصادياً ومعنوياً وساعدت في ان تكون افريقيا مجموعة واحدة منسجمة ولعبت دورا فعالا في حل قضاياها الخاصة من خلال آلياتها القائمة مثل الإتحاد الأفريقي والكيانات الإقليمية الأفريقية ، ولعل تبرع الصين ببناء مقر الاتحاد الافريقي اكبر دليل على هذا الدعم."

حقق منتدى التعاون الصينى -الافريقى الذى تم إنشاؤه بالاشتراك بين الصين وإفريقيا فى اكتوبر عام 2000، انجازات وفيرة فى العقد الماضى ، وعزز تنمية نمط جديد من الشراكة الإستراتيجية بين الصين وافريقيا، بطريقة شاملة وملموسة .

يذكر ان منتدى التعاون الصينى -الافريقى ،هو آلية مشاورات جماعية بين الصين والدول الافريقية ، وهو الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات الصينية - الافريقية .