تقرير اخباري: سقوط 92 قتيلا في الحولة يعيد العنف مجددا الى حمص وسط سوريا

دمشق 26 مايو 2012 (شينخوا) اعاد سقوط 92 قتيلا في بلدة الحولة السورية في "مأساة وحشية" العنف مجددا الى محافظة حمص وسط البلاد بعد فترة هدوء نسبي منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من ابريل الماضي.

وتتهم السلطات السورية "مجموعات ارهابية من تنظيم القاعدة" بارتكاب مجزرة الحولة، فيما تؤكد المعارضة سقوط القتلى في قصف مدفعي للجيش السوري.

وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود في بيان اليوم (السبت) تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن افراد بعثة المراقبين الذين زاروا مكان الحادث في الحولة "احصوا جثث 32 طفلا دون سن العاشرة، اضافة الى 60 جثة لاشخاص آخرين".

واعرب مود عن ادانته الشديدة لهذه "المأساة الوحشية".

واوضح ان افراد بعثته عاينوا مكان الحادث وتبين ان "هناك استخدام لقذائف الدبابات والمدافع"، لافتا الى ان "الظروف والملابسات التي ادت الى وقوع هذه المجزرة غير واضحة".

واضاف "ايا كان مرتكب هذه المجزرة يجب ان يتحمل مسؤولية ما حدث".

واعتبر مود انه "لا يمكن التسامح ازاء هذا الفعل، وان الاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة هو أمر غير مقبول".

ورأى الجنرال النرويجي ان "هؤلاء الذين يستخدمون العنف لاجندات خاصة يعملون على تفاقم الأزمة، ويقودون البلاد الى حرب أهلية".

وجدد دعوته الى ضرورة وقف قتل الاطفال والمدنيين الأبرياء، معربا عن تعازيه لاسر الضحايا الذين سقطوا في الحولة.

ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية الى "التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة"، مطالبا جميع الأطراف السورية الأخرى بـ "وقف العنف في البلاد".

وكانت حمص التي ظلت بالواجهة لاشهر، خاصة حي بابا عمرو قد استعادت بعض الهدوء لاسيما في منتصف ابريل الماضي مع انتشار المراقبين الدوليين، الذين ساهموا في التخفيف من حدة الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوري وما يسمى بـ"الجيش السوري الحر".

وشنت وحدات من الجيش السوري حملة واسعة النطاق في عدة محافظات سورية، من بينها حمص، حيث تمكنت من دخول حي بابا عمرو في نهاية فبراير الماضي.

لكن هذا الهدوء لم يستمر طويلا مع وقوع "مجزرة" الحولة التابعة لريف حمص.

وقال محافظ حمص غسان عبد العال ل((شينخوا)) اليوم إن "عدد القتلى كبير".

وتابع ان "لجنة مؤلفة من مختلف اطياف المجتمع المحلي في حمص رافقت بعثة المراقبة الدولية الى مكان المجزرة لمعاينة الاوضاع على الارض ومعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الحادث الاجرامي".

واوضح المحافظ ان "الهدوء الذي ساد محافظة حمص لفترة لم يتناسب مع اجندات المجموعات المسلحة، فقاموا بارتكاب هذه المجزرة عشية وصول المبعوث الدولي كوفي انان الى سوريا بهدف افشال خطته التي تشكل فرصة مناسبة لانهاء العنف وايجاد حل سياسي للازمة السورية".

ويزور أنان سوريا الاثنين، بحسب الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي.

بدوره، قال مصدر مطلع في حمص ل((شينخوا)) إن "اكثر من 500 مسلح يعتقد انهم من الجيش الحر قاموا بمحاصرة بلدة تلدو التابعة للحولة لعدة ساعات امس الجمعة، مما ادى الى وقوع اشتباكات بين هؤلاء وبين عناصر من الجيش النظامي اسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين".

وقالت وكالة الانباء السورية ((سانا)) اليوم إن "مجموعات ارهابية من تنظيم القاعدة ارتكبت مجزرتين بحق عدد من العائلات في بلدتي الشومرية وتلدو".

ففي الشومرية، قتلت هذه المجموعات بوحشية عائلة من ثمانية افراد، بجانب سوري وابنه، حسب ما نقلت الوكالة عن مصدر في حمص.

كما قتلت عائلة من سبعة افراد هم رجل وزوجته واطفالهما الثلاثة وشقيقاه في تلدو بحمص، حسب المصدر.

وقالت الوكالة إن هذه المجموعات قامت كذلك "باعمال حرق لمحاصيل المواطنين وللمنازل، اضافة لتخريب المشفى الوطني في تلدو".

وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا لجثث اطفال مرمية على قارعة الطرقات، ووصف تلك الاعمال بأنها " لا اخلاقية ولا انسانية ويجب محاسبة مرتكبيها".

فيما بثت قنوات عربية مقاطع فيديو ارسلها ناشطون تظهر صور جثث لاطفال ونساء مقتولين داخل منازلهم، وتتهم الجيش السوري بارتكاب تلك "المجزرة".

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض اليوم مجلس الأمن الدولي إلى "عقد اجتماع فوري، بعد سقوط عشرات المدنيين في بلدة الحولة بريف حمص الليلة الماضية".

وقال المجلس في بيان إن "بعض من الذين سقطوا قضوا بالقصف المدفعي في حين ذبحت عائلات بكاملها"، داعياً " مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع فوري لبحث الوضع الناجم عن المجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين، وتحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الإبادة والتهجير القسري بحق المدنيين".

 

الوضع السوري والحل السلمي