الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
قوه شياو يونغ يلقي كلمة في حفل افتتاح ندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي (خاص)
24 إبريل 2012 / شبكة الصين / ألقى قوه شياو يونغ نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الصينية للنشر الدولي كلمة بعنوان "دور الإعلام في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الصيني العربي" خلال مراسم افتتاح الدورة الثالثة لندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام التي تستضيفها مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين. وفيما يلي النص الكامل لكلمته:
السيدات والسادة
في البداية أحييكم بالتحية الصينية التقليدية... ني من هاو!
نلتقي اليومِ في رحابِ مدينةِ قوانغتشو الصينية لنستعرضِ ما أنجزناه في الدورة السابقة لهذا المنتدى والتي عُقدت في المنامة بمملكة البحرين في سنة 2010 ولنستشرف آفاق التعاون الإعلامي الصيني- العربي في المرحلة المقبلة.
إن اختيار "دفع التعاون الإعلامي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية" عنوانا لدورة هذا العام يستدعي إلى الذاكرة البداياتُ الأولى للتواصل بين الصينيين والعرب. لقد كانت التجارة المحطةَ الأولى التي انطلقت منها مسيرةُ العلاقات الصينية- العربية منذ آلاف السنين، كما كان التبادل التجاري أول وسيط إعلامي ربط بين الطرفين. لم تكن قوافلُ التجارة عبر طريقِ الحرير البري وطريقِ البخور البحري تحملُ منتجاتٍ وبضائعَ فحسب، بل كانت تلعب دورا إعلاميا، يؤدي بدوره إلى مزيد من تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. ونشير هنا إلى ما كتبه التاجرُ العربي سليمان عن الصين، وإلى رحلات البَحّار الصيني تشنغ خه، التي كانت في مُجْمَلِها رحلاتٍ إعلامية دبلوماسية عززت التبادل التجاري بين الصينيين والعرب.
السيدات والسادة
من نافلة القول إننا نعيش حاليا في عصر الإعلام والمعلوماتية، بفضل التطور التقني الهائل لوسائط الاتصال الذي شهدته السنوات الأخيرة. وقد أضحى الإعلامُ ركيزةً أساسية لتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الدول، بنفس القدر الذي تلعبه تلك التبادلات في تعزيز التعارف والتواصل بين الشعوب. وقد وعت الصين والدول العربية هذه الحقيقة في فترة مبكرة من تاريخهما الحديث، فأولتا ما يمكن تسميته بالإعلام التجاري الاهتمامَ المستحق. وقد كان للمجموعة الصينية للنشر الدولي منذ تأسيسها قبل ستين عاما، قَصَبَ السَبْق في هذا المجال من خلال إصداراتها العديدة باللغة العربية التي أتاحت للقارئ العربي ولدوائر المال والتجارة والأعمال معرفة أحوال الصين ونشاطاتها الاقتصادية المختلفة. ومنذ انطلاق طبعتها العربية في سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين، تولي مجلة ((الصين اليوم)) التابعة للمجموعة، التبادلات الاقتصادية الصينية- العربية اهتماما خاصاً، وكان لها الفضلُ في إلقاء الضوء على المراكز التجارية الصينية- العربية الهامة في كلا الجانبين. فعندما بزغت مدينة إيوو الصينية كمركز للبضائع الصغيرة في الصين ووَفَدَ إليها مئات من التجار العرب، تابعت المجلة ومازالت تتابع تطوراتها. وأشير هنا بشكل خاص إلى التحقيق الموسع الذي نشرته المجلة في عدد شهر يونيو سنة 2006، بعنوان (الحلم خارج حدود الوطن) وتناولت فيه أحوال أكثر من ثلاثة آلاف عربي يعملون ويقيمون في مدينة إيوو الصينية، وعرضت فيه بموضوعية كافة القضايا المتعلقة بالمنتجات الصينية والجدل المثار حولها في الدول العربية. كما أن المجلة ذهبت إلى الجانب الآخر، وقدمت في عددها لشهر يناير سنة 2011 تغطية شاملة لسوق "التنين" في دبي بعنوان ((الصينيون في دبي سيرة نجاح صينية- عربية)).
إن إيوو ذات الوجود العربي الكثيف تعتبر أكبر وسيلة إعلامية للعرب في الصين. هذه المدينة التي اكتست بوجه عربي من خلال مسجدها الكبير ومطاعمها ومقاهيها ومدارسها العربية، صارت قِبلة لوسائل الإعلام الصينية والعربية. كما أن "سوق التنين" في دبي، التي افتتحت في ديسمبر سنة 2004، ويعمل بها نحو ستة آلاف صيني، صارت منارة للثقافة والإعلام الصينيين في الدول العربية. وقد حرص رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، خلال زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يناير هذه السنة، على أن يزور سوق التنين، كأحد منابر الثقافة الصينية، وليس فقط كسوق تجارية.
إن أحدا لا ينكر أن الإعلام الإلكتروني، وبخاصة المواقع الإلكترونية الصينية المهتمة بالتجارة، وهي كثيرة، تساهم بدور كبير في تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين الصين والدول العربية.
ومواكبةً للتطور التقني في مجال الإعلام، دشنت المجموعة الصينية للنشر الدولي قبل أكثر من عشر سنوات الطبعة العربية لموقع ((شبكة الصين))، الذي يلعب دورا بالغ الأهمية في متابعة تطورات التبادل التجاري والاقتصادي بين الجانبين الصيني والعربي ويوفر لدوائر الأعمال العربية قاعدة بيانات قيّمة لممارسة التجارة والاستثمار في الصين.
السيدات والسادة
لقد جرت مياه كثيرة في نهر التبادل الإعلامي بين الصين والدول العربية، وتحققت إنجازات لا تُمْحَى. وها نحن في هذه الدورة نتجه إلى مجالات أكثر عمقا وتخصصا في تبادلاتنا الإعلامية. وفي هذا الصدد اسمحوا لي أن أطرح عليكم مقترحا من ثلاث نقاط من أجل دفع الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين الصيني والعربي:
أولا: تنظيم دورات متبادلة في الصين والدول العربية للإعلاميين والمحررين الاقتصاديين في وسائل الإعلام العربية والصينية، يقوم خلالها كل طرف بشرح وتوضيح الظروف الاقتصادية وفرص التجارة والاستثمار ومناقشة كافة المسائل التي تهم دوائر المال والتجارة والأعمال، بما يوفر رؤية واضحة من مصادر موثوقة للمشاركين في هذه الدورات، والذين يقومون بدورهم بنقل هذه الرؤية إلى الرأي العام في كل جانب؛
ثانيا: إنشاء قاعدة بيانات اقتصادية وتجارية حول مجالات التجارة والاستثمار للإعلاميين لدى الجانبين الصيني والعربي، مع تيسير الوصول إلى هذه القاعدة للإعلاميين المعنيين؛
ثالثا: التنسيق مع الأجهزة المعنية بالاقتصاد والتجارة والاستثمار في الجانبين لإصدار دليل إعلامي سنوي باللغتين الصينية والعربية يكون متاحا للإعلاميين ليتخذوه مرشدا لهم في تغطياتهم الإعلامية للنشاطات والفعاليات التجارية والاقتصادية المتبادلة. السيدات والسادة
لقد حققنا منجزات ملموسة في تبادلاتنا الإعلامية البناءة والمثمرة، ولكن علينا أن نعترف بأن طريقا طويلا مازال أمامنا لنصل إلى ما نصبو إليه. ونحن على ثقة بأننا بجهودنا المتضافرة وعملِنا الدءوب سنبلغ غاياتنا، فكما يقول المثل الصيني، إن الناس عندما يسيرون معا فإنهم يمهدون طريقا، ونحن نسير معا كتفا إلى كتف ويدا بيد.
وشكرا لكم جميعا!
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |