السفير وو سي كه: الصين تبذل جهوداً حثيثة من أجل التسوية السلمية للمشكلة السورية (خاص)

إعداد: نانسي وانغ نان

8 مارس /شبكة الصين/ قال السفير وو سي كه عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والمبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط، إن الصين تولي اهتماماً بالغاً لتطورات الوضع في سوريا، ودعت بحزم إلى إيجاد حل سلمي وسليم للأزمة الراهنة من خلال حوار سياسي، وطرحت ست مقترحات لحل سياسي للمسألة السورية في ظل التدهور المتواصل للأوضاع في تلك البلاد، ووجهت نداء قوياً للأطراف المعنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وحولت نداءها إلي أعمال فعلية بنشاط، حيث اتصل وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشى هاتفياً بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي. وأعرب المبعوث الخاص عن أن الصين تؤيد الجهود التي تبذلها الدول العربية والجامعة العربية لدفع الحل السياسي للمسألة السورية، وترغب في إجراء مشاورات كاملة مع الأطراف ذات الصلة. وفي غضون ذلك وصل السفير لي هوا شين، مندوب وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي إلى دمشق، لمواصلة التشارور مع الحكومة السورية والمعارضة لدفع حل المشكلة بالطرق السياسية والحوار.

وقال السفير وو سى كه إنه زار سوريا في أكتوبر من العام الماضي، وترك حديث مسؤولين من المعارضة السورية انطباعاً عميقاً لديه، حيث قالا: "إننا قد رأينا بوضوح نتيجة التدخل المسلح البري من خلال ما حدث في العراق وأفغانستان، كما عرفنا نتيجة القصف الجوي الأجنبي من ليبيا، الأمر الذي لم يسبب خسائر جسيمة لعامة الشعب فحسب بل خلف عواقب اجتماعية سيئة أيضاً. ولذلك نفضل تسوية المشكلة بأنفسنا، الأمر الذي من المحتمل أن يحتاج إلى وقت أطول، ولكن العواقب الاجتماعية ستكون طفيفة." . وعليه فإن المعارضة السورية لا توافق على التدخل الأجنبي، خصوصاً التدخل المسلح، لذلك اعتقد أن الدول والشعوب التي لا تفهم موقف الصين الراهن فهماً تاماً ستفهمه تدريجياً. ورغم أن بعض الساسة في الغرب يتعمدون تشويه موقف الصين لكن الواقع سيصدر الحكم العادل على ذلك.

وعبر السفير وو سي كه عن ثقته الكاملة في علاقات الصداقة الصينية العربية، ويرى أن هذه العلاقات تتميز بأساس عميق وصداقة وثيقة، ومن الطبيعي أن تظهر بعض الخلافات حول بعض المسائل في فترة معينة. وعلى الرغم من أن هناك بعض الجماهير العربية لا تفهم موقف الصين تجاه المسألة السورية وتعتبر الصين مدافعة عن السلطة السورية الحالية، فإن الصين تركز نظرها على المصالح الإقليمية، ويرى المبعوث الصيني أنه مع مرور الأيام، ستفهم هذه الجماهير أن نهج الصين يتفق مع مصالح الشعوب العربية.

وقال السفير وو سي كه إن آلية المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط أقيمت قبل عشر سنوات، الأمر الذي يدل على اهتمام حكومة الصين بشؤون المنطقة العربية وبفضل هذه الآلية، ظهرت قناة جديدة للتواصل والاتصال بين الطرفين الصيني والعربي، ويمكن للصين أن تعرف تغيرات الوضع بصورة أعمق وأكثر منهجية، وتعبر عن آرائها في حينها، وتقوم ببعض الأعمال الملموسة. وتعتبر هذه الآلية تكملة للأعمال الدبلوماسية الطبيعية بين الدول، لأنها تتميز بشكل مرن، وتلقى اهتماما من جميع الأطراف.